حصار قطر جاء بنتيجة عكسية على السعودية
اتهمت صحيفة “ليزيكو”الفرنسية امس ولي العهد السعودي بأن”لديه ميولاً تدعو إلى الاشمئزاز بتعذيب جيرانه (من الدول).وذكرت الصحيفة تحت عنوان “…عثرات بالجملة” أنه “لديه ميول تدعو إلى الاشمئزاز بتعذيب جيرانه، دون أن يقدر بالضرورة التأثيرات الجيوسياسية لأفعاله”.
واستشهدت باتهام النظام السعودى لقطر “بدعم الجماعات الإرهابية، رغم أن تلك تهمة توجه إلى السعودية بشكل منتظم”، كما نقل موقع “الجزيرة نت”.كما أشارت الصحيفة إلى “انزعاج النظام من علاقات الدوحة مع إيران، وهو ما أخذه ذريعة لفرض حصار اقتصادي على قطر منذ يونيو 2017”.لكن الصحيفة لفتت إلى أن “نتيجة هذا الحصار جاءت عكس ما تشتهيه سفينة النظام فى الرياض؛ إذ عززت الدوحة علاقاتها مع طهران منذ ذلك الحين”.
وقالت: إن “عملياته العنيفة وارتجاله للأمور، الذي يُذكّر بنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمثل مصدر قلق للكثيرين عبر العالم”.واستعرضت الصحيفة بعض تلك السياسات، فقالت: إن “الحرب في اليمن (يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية منذ أكثر من عامين) فشلت فشلاً ذريعاً تقشعر له الأبدان”.
وأضافت: إن “سوء تقدير بن سلمان بل وتناقضه بدا جلياً عندما احتجز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في الرياض، وأرغمه على الاستقالة في نوفمبر الماضي، قبل أن يخلي سبيله بوساطة فرنسية”. وأكدت ليزيكو أنه بذلك “يعطي الانطباع باللعب بالنار في منطقة متوترة بشدة”.
وعلى المستوى الداخلي، تحدثت الصحيفة عن الاعتقالات التي طالت في 4 نوفمبر الماضي، 200 من الأمراء ورجال الأعمال “بغية زيادة موارد الدولة”.
ووفقا للصحيفة، فإن اعتقاله للأمير متعب ابن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وان استيلاءه على قوات الحرس الوطني التي كانت تتبع له، ضمنا لولي العهد هيمنة كاملة على المملكة. وزادت القول: “غير أنه أضعف التحالف الذي كان قائماً بين العائلة الحاكمة والقبائل”.
ولفتت ليزيكو إلى أن “ولي العهد يعي جيداً أهمية احتواء شباب بلده، خصوصاً أنهم يعيشون مع تويتر وانستغرام ويوتيوب (مواقع التواصل الاجتماعي)، وهم متعطشون للحرية ولن يقبلوا بخنق ما لديهم من حريات”. ونقلت في هذا الإطار عن أحد رجال الأعمال قوله إن ولي العهد “في عجلة من أمره، وهو يدرك أن الشباب يمكن أن ينقلبوا عليه”.
وحذرت الصحيفة من تداعيات خفض الأجور وزيادة أسعار المياه والكهرباء والبنزين بشكل كبير، وفرض القيمة المضافة على السلع، ضمن قرارات اتخذها مطلع العام الجاري. وأضافت: “لا يمكن أن ينمو النبات عن طريق سحبه إلى الأعلى، وقطار الإصلاحات الذي ينفذه ولي العهد وحشي للغاية، ومن شأنه أن يولد انفجاراً”، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في شركة “توتال” الفرنسية بالسعودية.