4 أسباب وراء حَب الشباب.. كيف تحافظ على بشرتك
يُعد حب الشباب أحد الأمراض الجلدية التي تحدث عند انسداد بصيلات الشعر بالزيوت وخلايا الجلد الميتة، ويظهر عادة حب الشباب على الوجه والرقبة والصدر والظهر والكتفين.
وبالرغم من توفر طرق العلاج الفعّال إلا أن حب الشباب قد يكون أحد الأمراض المستديمة، إذ تشفى البثور الصغيرة والحدبات ببطء، وكلما بدأت واحدة في التلاشي ظهر غيرها. وتنتشر الإصابة بحب الشباب بين المراهقين، حيث تشير التقارير إلى انتشاره بنسبة تتراوح بين 70 إلى 87%، كما يصاب الأطفال الصغار بحب الشباب على نحو متزايد أيضاً. وبناءً على مدى حدته، يمكن أن يتسبب حب الشباب في حدوث اضطراب عاطفي وندب بالبشرة. وكلما بادرت بعلاج حب الشباب مبكراً، قلَّت مخاطر استدامة الضرر البدني والعاطفي.
الأعراض
تتفاوت علامات حب الشباب وأعراضه، وذلك حسب شدة الحالة المرضية، والتي تتمثل في:
ـــ الرؤوس البيضاء (مسام مسدودة مغلقة)
ـــ الرؤوس السوداء (مسام مسدودة مفتوحة – حيث تتحول الزيوت إلى اللون البني عند تعرضها للهواء)
ـــ حدبات صغيرة حمراء مؤلمة (حطاطات)
ـــ البثور الصغيرة والتي تُعد حطاطات بصديد في أطرافها
ـــ تكتلات كبيرة صلبة ومؤلمة تحت سطح الجلد (عقيدات)
ـــ تكتلات مؤلمة مليئة بالصديد تحت سطح الجلد (آفات كيسية)
الأسباب
توجد أربعة عوامل رئيسية تتسبب في حدوث حب الشباب:
ـــ إنتاج الزيوت
ـــ خلايا الجلد الميتة
ـــ انسداد المسام
ـــ البكتيريا
ويظهر عادة حب الشباب على الوجه والرقبة والصدر والظهر والكتفين، حيث تحتوي هذه المناطق من الجلد على معظم غدد إفراز الزيوت (الغدد الدهنية). ويحدث حب الشباب عند انسداد بصيلات الشعر بالزيوت وخلايا الجلد الميتة. تتصل بصيلات الشعر بالغدد الدهنية، وتفرز هذه الغدد مادة دهنية (الشحم) لترطيب الشعر والبشرة، حيث ينتقل الشحم طبيعياً عبر ساق الشعرة ومن خلال فتحات بصيلات الشعر إلى سطح الجلد. وعندما يفرز الجسم كمية زائدة من الشحم ومن خلايا الجلد الميتة، فيمكن أن يتراكم الاثنان في البصيلات ويكوّنان انسداداً ليناً ينشئ بيئة مناسبة لنمو الجراثيم. وإذا أصيبت المسام المسدودة بعدوى بكتيرية، يحدث الالتهاب.
وقد تدفع المسام المسدودة جدار البصيلة إلى الانتفاخ مكوِّنة الرؤوس البيضاء. أو قد يكون الانسداد ذا سطح مفتوحاً وقد يتحول لونه إلى لون داكن مكوِّناً رؤوساً سوداء، وقد تبدو الرؤوس السوداء مثل أوساخ ملتصقة بالمسام. ولكن الواقع أن المسام تكون مسدودة بسبب البكتيريا والزيوت التي تتحول إلى اللون البني بالتعرض للهواء.
والبثور الصغيرة عبارة عن بقع حمراء بارزة لها مركز أبيض، وتتكون عندما تصاب بصيلات الشعر المسدودة بالتهاب أو عدوى. ويؤدي الانسداد أو الالتهاب الذي يتكون داخل عمق بصيلات الشعر إلى حدوث تكتلات تشبه الأكياس تحت سطح البشرة. أما المسام الأخرى الموجودة بالجلد، مثل فتحات الغدد العرقية، فلا تؤدي عادة للإصابة بحب الشباب.
العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الإصابة بحب الشباب:
ـــ الهرمونات: يُعد هرمون الأندروجين أحد الهرمونات التي يزيد إفرازها لدى الفتيان والفتيات خلال فترة البلوغ ويتسبب في تضخم الغدد الدهنية وإفراز المزيد من الشحم. ويمكن أيضاً أن تؤثر التغيّرات الهرمونية المرتبطة بالحمل واستعمال حبوب منع الحمل على إنتاج الشحم. كما أن قلة كميات الأندروجين المنتشر بالدم لدى النساء يمكن أن تزيد من تفاقم حب الشباب.
ـــ بعض الأدوية: يمكن أن تزيد الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات القشرية والأندروجين والليثيوم من تفاقم حالة حب الشباب.
ـــ النظام الغذائي: أشارت الدراسات إلى أن بعض عناصر النظام الغذائي، بما فيها منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الخبز والكعك والبطاطس المقلية، يمكن أن تحفّز ظهور حب الشباب. ولطالما كانت الشيكولاتة عنصراً يُشتبه في تسببه في زيادة تفاقم حب الشباب، فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على 14 رجلاً مصاباً بحب الشباب أن تناولها له علاقة بزيادة حب الشباب. ولا يزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة أسباب حدوث هذا الأمر أو لمعرفة مدى ضرورة فرض قيود على الأنظمة الغذائية التي يتبعها المصابون بحب الشباب.
ـــ الضغط النفسي: قد يزيد الضغط النفسي من تفاقم حب الشباب.
أسباب وهمية لحدوث حب الشباب:
العوامل التالية ليس لها تأثير على حب الشباب أو لها تأثير طفيف:
ـــ الأطعمة الدهنية: إن تناول الأطعمة الدهنية ليس له تأثير على حب الشباب أو له تأثير طفيف، إلا أن العمل في منطقة تحتوي على دهون، مثل مطبخ به أوعية قلي، له تأثير؛ وذلك لأن الدهون تلتصق بالبشرة وتسد بصيلات الشعر، وهذا بدوره يهيج البشرة أو يعزز الإصابة بحب الشباب.
ـــ اتساخ الجلد: لا تتسبب الأوساخ في حدوث حب الشباب، بل الواقع أن حك الجلد بشدة مبالغة أو تنظيفه بمواد كيماوية أو صابون قاسٍ يمكن أن يهيج الجلد ويزيد من تفاقم حب الشباب. بالرغم من أن ذلك يساعد على إزالة الزيوت والجلد الميت والمواد الأخرى برفق.
ـــ مستحضرات التجميل: لا يؤدي استخدام مستحضرات التجميل إلى تفاقم حب الشباب بالضرورة، وخاصة في حالة استعمال المستحضرات الخالية من الزيوت التي لا تسد المسام (منتجات غير سادة للمسام) وإزالة المستحضرات بانتظام. وهذا علاوة على أن المستحضرات التي لا تحتوي على زيوت لا تعيق فعالية أدوية علاج حب الشباب.
عوامل الخطورة
تتضمن عوامل الخطورة المرتبطة بحب الشباب ما يلي:
ـــ التغيّرات الهرمونية: هذه التغيّرات شائعة بين المراهقين والنساء والفتيات والأفراد الذين يستخدمون أدوية معينة بما فيها تلك التي تحتوي على الستيرويدات القشرية أو الأندروجين أو الليثيوم.
ـــ التاريخ المرضي للعائلة: تساهم الوراثة في الإصابة بحب الشباب، فإذا كان الوالدان قد أصيبا بحب الشباب، فمن المحتمل أن تصاب أيضاً.
ـــ المواد الدهنية أو الزيتية: قد تصاب بحب الشباب إذا لامست بشرتك أنواع الغسول أو الكريمات التي تحتوي على زيوت أو إذا لامست الدهون الموجودة بمنطقة عمل مثل مطبخ به أوعية قلي.
ـــ احتكاك البشرة أو تعرضها للضغط، يمكن أن يحدث هذا بسبب الأشياء مثل الهواتف والهواتف الخلوية والخوذات أو إحكام ياقة الملابس أو حقائب الظهر.
ـــ الضغط النفسي: لا يتسبب الضغط النفسي في حدوث حب الشباب ولكن إذا كنت مصاباً بحب الشباب بالفعل، فقد يزيد من تفاقم الحالة.
العلاجات والعقاقير
تعمل أدوية علاج حب الشباب عن طريق تقليل إفراز الزيوت وإسراع عملية استبدال خلايا الجلد، ومقاومة العدوى البكتيرية أو الحد من الالتهاب مما يساعد في الوقاية من الندب. ومع أغلب أدوية علاج حب الشباب الموصوفة طبياً، قد لا ترى نتائج قبل مدة 4 إلى 8 أسابيع، وقد تسوء حالة بشرتك قبل أن تتحسن. ويمكن أن يستغرق الشفاء التام من حب الشباب شهوراً عدة أو سنوات.
طرق العلاج
قد يقترح الأطباء الاستعانة بطرق العلاج التالية في حالات محددة، إما بمفردها أو مع أدوية أخرى:
ـــ العلاج بالضوء: لقد تم اختبار فعالية مجموعة متنوعة من طرق العلاج التي تعتمد على الضوء وثبت نجاحها. ولكن لا يزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لتحديد الطريقة ومصدر الضوء والجرعة المثالية. ويستهدف العلاج بالضوء القضاء على البكتيريا التي تسبب التهاب حب الشباب. ويتم إجراء بعض أنواع العلاج بالضوء بعيادة الطبيب. كما يمكن إجراء العلاج بالضوء الأزرق في المنزل باستخدام جهاز يُحمل باليد.
وأما الآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالضوء فتشمل الألم والاحمرار المؤقت والحساسية لضوء الشمس.
ـــ التقشير الكيميائي: يعتمد هذا الإجراء على تكرار وضع محلول كيميائي مثل حمض الساليسيليك، وتحقق هذه الطريقة الفعالية القصوى عند جمعها مع طرق علاج حب الشباب الأخرى باستثناء الرتينوئيدات الفموية. ولا يوصي الأطباء بإجراء التقشير الكيميائي للمرضى الذين يتناولون الرتينوئيدات الفموية، حيث يتسبب هذان العلاجان معاً في تهيج البشرة بشكل كبير.
ويمكن أن تؤدي مواد التقشير الكيميائي إلى حدوث احمرار حاد مؤقت وقشور وبثور وتغيّر طويل الأمد للون البشرة.
ـــ إزالة الرؤوس البيضاء والسوداء: يستخدم طبيب الأمراض الجلدية أدوات مخصصة ليزيل برفق الرؤوس البيضاء والسوداء (البثور) التي لم تُعالج بالأدوية الموضعية. ولكن قد يؤدي هذا الأسلوب إلى حدوث ندب.
ـــ حقن الستيرويدات: يمكن علاج الآفات العقدية والكيسية بحقن أدوية الستيرويدات مباشرة داخلها؛ ويحسِّن هذا العلاج من مظهرها دون حاجة لعملية الاستخراج. ولكن تشمل الآثار الجانبية لهذا الأسلوب ترقق البشرة بالإضافة لأنها تصبح خفيفة إلى جانب ظهور أوعية دموية صغيرة بالمنطقة الخاضعة للعلاج.
علاج ندب حب الشباب
تشمل الإجراءات المستخدمة لتقليل الندب التي يخلفها حب الشباب ما يلي:
ـــ حشو الأنسجة الرخوة: يمكن لعمليات حقن حشوات الأنسجة الرخوة بمواد مثل الكولاجين أو الدهون أسفل الجلد وداخل الندب أن تملأ الجلد أو تجعله مشدوداً. وهذا يجعل الندب أقل لفتاً للانتباه. ولكون النتائج مؤقتة، فسوف تحتاج لتكرار الحقن بصفة دورية. وأما الآثار الجانبية فتشمل التورّم المؤقت والاحمرار والكدمات.
ـــ التقشير الكيميائي: يُوضع حمض عالي الفعالية على الجلد لإزالة الطبقة العلوية وتقليل الندب الأكثر عمقاً.
ـــ سنفرة الجلد: لا يستخدم هذا الإجراء إلا مع الندب الأكثر حدة؛ حيث ينطوي على سنفرة (تسوية) الطبقة السطحية للجلد باستخدام فرشاة دوَّارة. ويساعد هذا الإجراء على مزج الندب الناتجة عن حب الشباب مع الجلد المحيط.
ـــ تجديد سطح الجلد بالليزر: وهو عبارة عن عملية من عمليات تجديد سطح الجلد يُستخدم فيها الليزر لتحسين مظهر الجلد.
ـــ العلاج بالضوء: يمكن استخدام بعض أنواع الليزر ومصادر الضوء النابض وأجهزة التردد اللاسلكي التي لا تؤذي الطبقة الخارجية من الجلد في علاج الندب. وهذا العلاج يرفع درجة حرارة الأدمة ويؤدي لتكوين بشرة جديدة. وبعد تكرار هذا العلاج، قد تصبح الندب أقل لفتاً للانتباه. علاوة على هذا، يحتاج هذا العلاج فترات شفاء أقصر مقارنة بالطرق الأخرى. ولكنك قد تحتاج لتكرار الإجراء لمرات أكثر، حيث تُظهر النتائج فارقاً دقيقاً.
ـــ جراحة الجلد: من خلال إجراء صغير يطلق عليه اسم الاستئصال بالثقب، يقوم الطبيب باستئصال ندبات حب الشباب بشكل فردي ثم إصلاح الثقب الموجود بمكان الندبة بالتقطيب أو بترقيع الجلد.
البيان