فتوى رسمية في الجزائر: الهجرة غير الشرعية حرام شرعا
أصدر المجلس الإسلامي الأعلى في #الجزائر، فتوى جديدة تحرّم الهجرة غير الشرعية، أيدتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الخميس، وذلك على خلفية تنامي ظاهرة هجرة الجزائريين بطريقة سرية إلى #أوروبا خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أثار قلق السلطات.
وأيّد وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، فتوى المجلس الإسلامي الأعلى التي اعتبرت أن #الهجرة_غير_الشرعية أو مثل ما يصطلح على تسميتها بـ”الحرقة” باللهجة المحلية، حرام شرعا، قائلا “المجلس الإسلامي الأعلى، وهو أعلى سلطة إفتاء في الجزائر، قد أفتى بتحريم هذه الظاهرة”.
لكن الوزير شدّد في تصريح للصحافة المحلية على ضرورة عدم الاكتفاء بتحريم الظاهرة فقط، وإنما بتوعية الشباب بأهمية الاعتماد على النفس من خلال الاستفادة من المساعدات والآليات التي تمنحها الدولة لفائدة هذه الفئة، مضيفا أن “الأئمة يقومون بدورهم على مستوى المساجد من خلال تقديم دروس توعوية، إلى جانب تنظيم الدعاة للقاءات مع الشباب تنظم بالخارج لبعث الأمل في نفوسهم وحثهم على العودة إلى الوطن”.
الإحباط ورحلات الموت
ومنذ شهر سبتمبر من العام الماضي، تنامت رحلات الهجرة غير الشرعية من الجزائر إلى أوروبا وتواصلت إلى حد اليوم، وأصبحت تشمل عائلات بأكملها، لكن بعضها انتهت بحوادث غرق مأساوية، راح ضحيتها عشرات المهاجرين من بينهم أطفال.
ويرجع وزير الشؤون الدينية، تنامي أعداد المهاجرين إلى عدة عوامل، من بينها “حالة الإحباط التي يعاني منها الشباب بفعل تأثير شبكات التواصل الاجتماعي وبعض محترفي السياسة”، مضيفا أن “الشباب الحراق هم أيضا ضحايا عدم التواصل مع السلطات المحلية بالمناطق التي يقيمون بها”.
وقال إن “ما يحدث من تدفق للمهاجرين غير الشرعيين في قوارب الموت، سببه ضغوط نفسية واجتماعية ونتيجة الخطاب السياسي الذي يسد الآفاق أمام الشباب ويصور لهم أن الوضع قاتم ولا سبيل للخروج من الأزمة، ويحاول هدم كل ما أنجز في البلاد”، معتبرا أن “الحل يكمن في بعث خطاب الأمل في صفوف الشباب”.
وأثارت الفتوى التي أصدرها المجلس الإسلامي الأعلى وباركتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ردود فعل مختلفة بين الجزائريين على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الناشط حميد عيّاش، أن “الأولوية الآن هي معالجة الأسباب التي تدفع بالجزائرين إلى الهجرة نحو أوروبا إذا ما أرادت السلطات فعلا أن تحد من هذه الظاهرة”.
وأضاف في تغريدة على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك قائلا “هيا أصدروا لنا فتوى في الأسباب التي دفعت بهم إلى ترك بلدهم ومعانقة البحار، وأعطونا حكم الشرع في من نهب أموال الشعب ومن ظلم وهمّش شبابنا ومن تسبّب في موتهم غرقا أم أن هؤلاء مبشرّون بالجنة، هل بهذه الفتوى بعثتم الأمل في صفوف الشباب؟”.