فضيحة موثقة في لبنان.. “انعدام الضمير” غطى الشاطئ
ضج لبنان بفيديوهات وصور توثق فضيحة لا بل جريمة بحق البيئة، والشاطئ اللبناني، طفت إلى السطح وفصحتها العواصف والأمطار التي هطلت الاثنين.
ففي حين لا يزال اللبنانيون يذكرون نهر النفايات الذي خط قلب بيروت وضواحيها بسمومه وروائحه العام الماضي، أتتهم الاثنين صور ومقاطع جديدة توثق طمر الشاطئ في منطقة زوق مكايل القريبة من مدينة #جونية (قضاء كسروان) بكم هائل من النفايات التي طفت إلى السطح أو لربما جرفها البحر من المطامر الجديدة التي استحدثتها الدولة أو المكبات العشوائية، التي رمت “أمراضها” في البحر.
انعدام الضمير
ودشن ناشطون ومغردون لبنانيون وسم #زبالةلكللبنان ، معبرين عن سخطهم من الطبقة الحاكمة في #لبنان التي لم تجد منذ ما يقارب السنتين حلاً “نهائياً وشاملاً” لمسألة النفايات التي بدأت بعد انتهاء التعاقد مع إحدى شركات جمع النفايات في البلاد وإقفال أحد المكبات الرئيسية في بيروت، دون إيجاد بديل نهائي، كما وصفوا السياسيين بعديمي الضمير.
حتى إن النائب سامي الجميل شارك عبر حسابه على تويتر فيديو لما يمكن وصفه بالكارثة الحقيقية، واصفاً الطبقة الحاكمة للبلاد بـ”قليلة الأخلاق وعديمة الضمير”
كما وصف المنظر على الشاطئ الذي يقابل عدداً من المناطق السكانية المأهولة بالمبكي، قائلاً: “شي بيبكي، عن جد شي بيبكي!”.
رد مجلس الإنماء والإعمار
في المقابل، رد مجلس الإنماء والإعمار في بيان على ما أثير حول مشكلة النفايات التي خلّفتها العاصفة الاثنين عند شاطئ زوق مكايل.
وجاء في البيان: “طالعنا بعض وسائل الاعلام، بالاضافة إلى تصريح من النائب سامي الجميل، بأخبار تتعلق بالنفايات التي خلفتها العاصفة عند شاطئ زوق مكايل بين نهر الكلب ومعمل الزوق الحراري. وقد أشارت هذه التصريحات إلى مسؤولية مطمري برج حمود – الجديدة والغدير ( #الكوستابرافا ) عن هذه النفايات، زاعمة أن الموج حملها من المطامر إلى شاطئ كسروان”، معتبراً أن هذه الإدعاءات مختلقة.
وأوضح المجلس أن المطمرين محميان بمنشآت خرسانية يستحيل معها أن تدخل مياه البحر إليهما. وأضاف:” الغريب أن الموج، حسب الرواية المزعومة، حمل النفايات من برج حمود ومن الغدير واختار شاطئ كسروان دون أن يترك أية نفايات على طول الشاطئ من خلدة إلى نهر الكلب.
إلى ذلك، دعا وسائل الاعلام والسياسيين الذين اعتبرهم “خبراء” في ملف النفايات إلى معاينة مجرى نهر الكلب وحوضه لمعرفة ما إذا كانت نفايات المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات (وإلى فترة إغلاق مدخل مشروع مطمر برج حمود في شهر نيسان 2017 من قبل بعض المعترضين) والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها قد وصلت إلى مجرى نهر الكلب ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، وقذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصبّ النهر، خاصة أن نهاية العام الفائت شهدت حريقاً في أكوام النفايات في بيت شباب بالقرب من مجرى نهر الكلب.
ويبقى أنه بين بكاء نائب على حال البلاد، ومشهد النفايات هذا التي أتت محملة عبر البحر بسبب الأمطار من مكبين قريبين من المنطقة (مكب برج حمود ومن الغدير) أو من مكان آخر بحسب مجلس الانماء، وبين انشغال السياسيين في لبنان بمسائل أخرى، لم يجد المغردون اللبنانيون سبيلاً إلا مشاركة الصور متحسرين على بلد تغنى فيه العديد من الطبقة الحاكمة ولسنوات بأنه “سويسرا الشرق”!.