المغرب.. الثلوج تعزل مدنا وقرى عن الحياة
يعاني سكان عدد من القرى المغربية هذه الأيام من عزلة عن محيطها الخارجي بعد انقطاع كل الطرق المؤدية إليها، نتيجة التساقط الكثيف للثلوج الذي تجاوز علوّه في بعض المناطق حوالي متر، ويواجه السكان صعوبات كبيرة في قضاء حاجياتهم اليومية المختلفة، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع إلى الأسوأ في ظل استمرار تساقط موجة غير مسبوقة من #الثلج.
وفي مدينة أزيلال الواقعة على جبال الأطلس وسط #المغرب، حاصرت الثلوج التي أخفت معالم الطريق والمسالك القروية الجميع في منازلهم، فلم يلتحق الكلّ بأعمالهم والأطفال بمدارسهم، رغم تدخل السلطات المحلية ومحاولاتها المتكررة فتح الطرقات وفك العزلة عن المنطقة.
ومع استمرار الأحوال الجوية السيئة وبرودة الطقس الشديدة، أطلق مجموعة من #النشطاء بمناطق إقليم أزيلال نداءات استغاثة للتدخل بعدد من المناطق التي تحاصرها الثلوج، والتي تتضاعف معاناة سكانها يوما بعد يوم، قبل وقوع#كارثة إنسانية.
ويصف محمد حمشيش، أصيل منطقة أيت بوكماز التي تقع في جبال الأطلس، الوضع قائلا “إنها عزلة قاتلة، تتكرر كل شتاء، يقع حصار للمنطقة يمتد لأسابيع أحيانا تزهق فيه الأرواح، وتزهق فيه أرواح أطفال أو أجنة قبل الولادة وحتى مسنين يهزمهم البرد الشديد فيلقون حتفهم”، مرجعاً ذلك إلى “فشل #السلطات في تهيئة بنية تحتية جيدة ومناسبة لهذه المناطق الجغرافية الصعبة، سواء الطرقات أو المؤسسات الصحية، ولجوئها كل مرة إلى حلول ترقيعية تنتهي بانتهاء الشتاء”.
وأضاف في حديث للعربية.نت، أن الوضع هذا العام يبدو “أسوأ” نظرا لكميات الثلوج المتساقطة غير المسبوقة، داعيا السلطات إلى القيام بمجهود جبّار لفك عزلة هذه المنطقة، وإيجاد منافذ للدخول إلى عمق القرى، لأن هناك نساء حوامل وأطفالا صغارا يحتاجون في أي وقت للتدخل العاجل، وكذلك الحيوانات التي تمثل مصدر رزق الأهالي والتي تنال حقها كل سنة من البرد القارس، وكذلك من الجوع بسبب تجمّد المراعي، ما يؤدي إلى وفاة العديد منها.
وخلص حمشيش إلى أن المواطنين، رغم قساوة ظروفهم، ما زالوا يراهنون على تدخل دولتهم لتحسين مستوى عيشهم، بتعبيد الطرقات لتسهيل تنقلهم وتوفير المستشفيات، إضافة إلى تجهيز المنازل والمؤسسات العمومية بوسائل التدفئة.
وتعهد رئيس #الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، نهاية الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مجلس الحكومة في#الرباط، بمواجهة موجة البرد القارس في عدد من مناطق المغرب والطرق التي تحاصرها الثلوج.
أكد العثماني “وجود تعبئة شاملة لمواجهة تداعيات موجة البرد وتساقط الثلوج التي تشهدها عدة مناطق بالمملكة، والتي سجلت نسبا غير مسبوقة في عدد من المناطق”، مضيفاً أن “الحكومة أعلنت منذ مدة عن برنامج وطني لنجدة سكان المناطق التي تعرف البرد والثلوج”.