صورة لكاتبة تثير جدلاً بموريتانيا.. “دعوة للفجور”!
رفعت منظمة آدم لحماية الطفل والمجتمع، مشروع “لا للإباحية” في موريتانيا نهاية الأسبوع الماضي، شكوى قضائية ضد الكاتبة “مريم منت الدرويش” على خلفية ظهورها في غلاف لألبوم غنائي للفنان “حمزة براين” وهي مكشوفة الشعر وقد ظهر جزء من ساقيها، في خطوة وصفتها المنظمة بأنها “خادشة للحياء وتروج للانحلال والفجور”، وأثارت جدلاً واسعا في البلاد بين من رأى فيها انتصاراً للحرية وطريقاً نحو التحرر، ومن اعتبرها خروجا عن العادات والتقاليد الموريتانية المألوفة.
وظهرت الكاتبة الفرنكوفونية منت الدرويش في صورة غلاف الألبوم الغنائي الذي حمل عنوان “كلوستروفوبيا”، من دون غطاء على رأسها، وقد ظهر شعرها وجزء من ساقيها ويديها، وبدت مبتهجة وهي تمشي على الشاطئ، في خروج يعتبرا نادرا بموريتانيا التي اعتادت نساؤها ارتداء الزي التقليدي الذي يغطي كامل الجسد، وهو ما جعلها عرضة لانتقادات واسعة وتعليقات غاضبة في البلاد، خاصة من داخل الأوساط المحافظة، الذين رأوا في الصورة “إثارة متعمّدة” من صاحبتها ترمي من ورائها إلى نشر ثقافة دخيلة عن ثقافة البلاد.
وفي هذا السياق، اعتبرت منظمة آدم لحماية الطفل والمجتمع في بيان لها أن “شبكات السفور أقدمت ضمن حلقة جديدة من مسلسل استهداف مشاعر شعبنا الكريم، على إخراج فيديو غنائي يظهر فتاة موريتانية شبه عارية”، مؤكدة أنها ستقوم بمواجهة هذه الخطوة “بالعزم والحزم وبكل الطرق المتاحة لنا، حتى تضمن محاصرة الفيديو وعودة منتجيه إلى جحورهم”.
بين ارتداء “الملحفة” وخلعها
وعلى صفحات التدوين الاجتماعي الموريتاني، انقسمت مواقف المدونين تجاه الصورة بين من اعتبرها خروجا موفقا من الكاتبة بعيدا عن الزي المكبّل للمرأة الموريتانية الذي لم يترك حرية لجسدها، على غرار المدون سيدي عبدالله الذي كتب قائًلا “هذه هي مريم التي أحب، وأريد من نساء موريتانيا أن يسرن على نحوها، لأنها فعلا مثيرة للغيرة والحسد، أمّا بالنسبة لنزع الملحفة والتعري، هذه حرية شخصية، خاصة أنها لم تدع أي امرأة لنزع ثوبها التقليدي”.
أما الشاعر بوبكر ولد المامي، فقد اعتبر أن “هناك فرقا بين نزع الملحفة وبين ارتدائها بشكل رشيق وأنيق ومختلف عن المعهود”.
لكن الناشط سيدي محمد، رأى أن الكاتبة مريم منت الدرويش، “تحاول من خلال الصورة إشاعة الفاحشة في مجتمع محافظ من خلال خلع حجاب الحياء والستر الجميل مقابل التبرّج”، موضحا أن “هناك ضوابط دينية وقيم اجتماعية تحكم المجتمع يجب أن تحترم”. أمّا المدون بن عابد لعبيد فرأى أنه “لا يليق للنساء الموريتانيات سوى الملحفة، بسبب الأجسام غير الرياضية، وآثار التربع والأضجاع، فالملحفة ساترة للعجب”.
وردّا على الانتقادات التي وصلتها وعلى الشكوى القضائية المرفوعة ضدها، كتبت منت الدرويش في تعليق لها في صفحتها بالفيسبوك، على الألبوم وعلى صورتها على غلافه” أشعر بكثير من السعادة والاعتزاز بغلاف هذا الألبوم الذي يشكل جانبا من مغامرة موسيقية خلاقة لهذا الفنان المشبع بروح الإبداع”، مضيفة “كل الأسئلة في العالم وكل تفكير يرتهنه شيء واحد هو شعر المرأة”.