باريس رفضت ضغوط دول الحصار ضد قطر

تستشرف العلاقات القطرية – الفرنسية عاما جديدا بآفاق واعدة استنادا الى رصيد من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .

وشهدت علاقات البلدين تطوراً ، في السنوات الأخيرة تمثل في توسيع التعاون على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والثقافية والعلمية والطبية والرياضية ، بما يفيد البلدين. وتجلى هذا الزخم في إبرام جملة من اتفاقيات التعاون والشراكة في مختلف الميادين والمجالات الهامة. كما شهدت نقلة نوعية إرتقت الى مستوى التحالف الاستراتيجي ؛ لاسيما بعدما رفض الرئيس الفرنسي مطالب دول الحصار بقطع علاقاتها مع قطر ، كما رفض الامتيازات التجارية التي عرضتها تلك الدول.

ونقل المصدر عن الرئيس ماكرون تأكيده أن بلاده لن تستغني عن دولة قطر وتفضل لعب دور الوسيط بين الأشقاء فهي لا تنحاز الى طرف على حساب آخر وتحبذ توطيد علاقاتها مع جميع دول المنطقة. وأكدت مصادر مطلعة لـ الشرق أن أحد قادة دول الحصار هدد الرئيس ماكرون بعدم المضي قدما في صفقات السلاح إذا لم يقطع العلاقات مع الدوحة لكن الرئيس ماكرون لم يرضخ وقال لا أستطيع المساس بمصالح فرنسا العليا. وأوضح ماكرون :”قد أخسر صفقة ولكن لن تخسر فرنسا قطر ..علاقتنا بالقطريين ليست تجارية فقط بل روابط تاريخية تؤكد التوافق والانسجام بين الرؤى السياسية ووجهات النظر إلى حد بعيد فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية وحل النزاعات في أرجاء العالم”.

هذا الموقف يعد أكبر دليل على تقدير القيادة الفرنسية لحيوية دور قطر في المنطقة وخطابها الذي يتصف بالحكمة لهذا كانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى دولة قطر، بهدف تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في المجالات كافة.

وخلال الزيارة وقع الرئيس الفرنسي مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى معاهدة تفاهم وتعاون أمني لمحاربة الإرهاب في رسالة الى دول الحصار تؤكد أن قطر تحارب الإرهاب على كافة المستويات الاقليمية والدولية.

وأصبحت دولة قطر حليفاً استراتيجياً لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، حيث يسود التشاور بشكل منتظم بشأن المواضيع الإقليمية والدولية الكبرى، كما أن العلاقات على مستوى الدفاع بين فرنسا وقطر متميزة، وتغطي اتفاقات الدفاع والتعاون مجالات التدريب والخبرة في مجال التجهيزات، ناهيك عن بيع فرنسا سربا مكونا من 36 من مقاتلات الرافال الفرنسية في إطار سياسة تحديث سلاح نسور الجو القطريين من أعظم المصانع الحربية العالمية . كما تنظم فرنسا دورات تدريبية عسكرية مشتركة بشكل منتظم كان آخرها التمرين البحري المشترك الذي أجرته القوات البحرية الأميرية القطرية مع نظيرتها الفرنسية على مدى يومين في المياه الإقليمية القطرية في شهر سبتمبر الماضي، وسبقه في 23 يونيو الماضي، إجراء مناورات بحرية عسكرية مشتركة في المياه الإقليمية شمالي دولة قطر، وسيشهد هذا العام عدة مناورات حربية وبحرية مشتركة وذلك في إطار اتفاقيات التعاون الدفاعي الثنائي لدعم جهود محاربة الإرهاب وعمليات التهريب وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

الشرق