طبيب هندي أشهر إسلامه في الكويت بعد تأمل وقراءة في تعاليم الدين الحنيف
لم تعد له أمنية منذ أن هداه الله إلى الإسلام على أرض الكويت في العام 2013 سوى أن يكون داعياً إليه من خلال محاضرات في أحد المساجد توعي الناس مواطنين ومقيمين في مجال تخصصه بطب الأسنان، مؤكداً أنه لا يريد مقابلاً على ذلك بل كل ما يرجوه الجزاء والثواب من الله…
إنه طبيب الأسنان الهندي في وزارة الصحة الدكتور سومانت ميشرا ديونث الذي شدد في حوار له مع «الراي» أنه يحاول استغلال وقت فراغه بما ينفع الناس، لاسيما بعد تقديمه لعدد من المحاضرات التوعوية في المركز الإسلامي بالكويت و بعض السفارات والمجمعات والشركات والمطاعم الكبرى.
وأوضح أن حبه للعمل التطوعي والتعاون في الخير جاء انطلاقاً من هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن أباه وإخوته على الرغم من أنهم هندوسيون لم يعترضوا على اعتناقه الإسلام، مؤكداً أن والده الذي يزوره في الكويت دائماً هو من شجعه.
ولم ينس ديونث كل من وقف إلى جانبه في الكويت حتى هداه الله إلى الإسلام وخصوصاً الدكتورة صبيحة المطوع والدكتور عمار الجراد والدكتورة أريج المدهون التي أهدته مصحفاً.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• تُقدم محاضرات توعوية في مجال تخصصكم الطبي فهل يمكن تسليط الضوء على ذلك؟
– الاسلام يحضنا على العمل التطوعي والتعاون انطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، والحمد لله أن منحني حب مساعدة الناس وتوعيتهم، فقمت بتقديم محاضرة توعوية في المركز الاسلامي بالكويت وفي بعض السفارات ومنها السفارة الأندونيسية في بعض المجمعات والشركات ومنها شركة الساير للسيارات والمطاعم الكبرى والحمد لله استطعت أخيراً تقديم محاضرة بتاريخ 21 ديسمبر الفائت في مسجد العثمان بحولي بعد صلاة العشاء.
• وما الذي تتمناه في هذا المجال؟
– أتمنى أن أشارك في توعية الناس، وأن تُتاح لي فرصة تقديم المحاضرات في أكبر عدد من المساجد لنشر الوعي الصحي في مجال تخصصي، وفكرتي بتقديم المحاضرات التوعوية في المساجد غير معروفة لدى بعض المسؤولين عنها، وأتمنى عليهم مساعدتي في ذلك، حيث إن تلك المحاضرات بالمجان ولا أبتغي منها غير الجزاء الحسن من رب العالمين، والحمد لله عندما أزور بعض البلدان الأخرى أقوم بتقديم تلك المحاضرات حباً في عمل الخير.
• هل تتقاضي أي مبالغ ولو رمزية مقابل تقديم تلك المحاضرات؟
– لا. أنا أقوم بذلك العمل مجاناً ولا أريد شيئاً، بل أريد الجزاء عليه من الله رب العالمين، لأن القصد منه فعل الخير وتقديم يد العون للناس لتوعيتهم.
• لديكم أعمال كثيرة فهل يسمح وقتكم بتقديم تلك المحاضرات؟
– لدي وقت فراغ بعد الانتهاء من عملي بوزارة الصحة وأود أن استغله بكل ما ينفع الناس عسى أن يكون في ميزان أعمالي.
• حدثنا عن قصة دخولك الإسلام؟، وكيف تعرفت على هذا الدين وتعلقت به؟
– كنت هندوسياً وخلال المرحلة الجامعية في العام 1995 كان يدرس معي زملاء مسلمون، ولمست فيهم الصدق في التعامل ورقي الأخلاق الحسنة، وهذا ما شدني إليهم، فتعرفت في البداية على بعض تعاليم الإسلام، وصفات وأخلاق المسلمين، ومن ذلك الحين بدأت أفكر جدياً في اعتناق الدين الإسلامي بعد أن رأيته «دين زين».
• متى بدأت تقرأ عن الإسلام؟
– نظراً لقلة كتب التعريف بالإسلام في الهند لم تكن الفرصة مواتية للتعرف على تعاليمه بشكل أكبر، وكذلك الحال في البلاد الأوروبية التي زرتها لاستكمال دراساتي التخصصية في مجال طب الأسنان، ففي فنلندا مثلاً وتحديداً في هلسنكي كان لي زميل باكستاني مسلم وكانت أخلاقه جيدة وبالطبع فقد ترك انطباعاً جيداً لدي عن الإسلام.
• هل دعاك أحد من زملائك إلى الإسلام؟
– لم يحدث ذلك على مدى 9 سنوات، وهي الفترة التي بدأت فيها التعامل بشكل أكبر مع زملائي المسلمين في جامعة دلهي بالهند أو في فنلندا، حتى جاء العام 2004 فقد دعاني أحد الزملاء أثناء وجودي في لندن لاعتناق الدين الإسلامي، وكان ردي عليه «إن شاء الله» وعندما رجعت إلى مسكني بدأت التفكير جدياً في الدين الإسلامي لكن دون الدخول فيه.
• متى بدأت رحلة عملك في الكويت؟
– وصلت الكويت في شهر سبتمبر 2009 والتحقت بالعمل بوزارة الصحة كطبيب أسنان للأطفال بمستوصف بنيد القار ثم انتقلت إلى العمل في إدارة الصحة المدرسية، والحمد لله كل التقارير خلال فترة عملي بالكويت كانت امتيازاً.
• حدثنا عن انطباعك عن الكويت؟
– الحمد لله لمست حسن التعامل، والأخلاق الفاضلة من جميع زملائي وفي أحد الايام وتحديداً في العام 2011 دعتني الدكتورة صبيحة المطوع التي أكن لها كل التقدير والاحترام لدخول الإسلام، فقلت لها ما سبق ان قلته لصديقي بلندن «إن شاء الله»، وفي ذلك الوقت كنت أتعلم المزيد عن الدين الاسلامي لاسيما أن مصادر المعرفة والمعلومات عن تعاليمه أصبحت سهلة المنال.
• هل من زملاء آخرين ساعدوك أو أسدوا إليك النصح في هذا الأمر؟
– نعم بالإضافة إلى الدكتورة صبيحة المطوع كان هناك الدكتور عمار الجراد الذي كان دائماً يتابعني وينصحني، وهناك الدكتورة أريج المدهون والتي أهدتني في العام 2010 مصحفاً باللغة الإنجليزية يومها قالت لي «من فضلك إن استطعت أن تقرأ هذا الكتاب فاقرأه ولن يُكرهك على أحد أما إذا لم ترد قراءته فلا تضعه في مكان غير لائق فانه كتاب منزل من عند المولى سبحانه وتعالى».
• ومتى كان تاريخ إسلامك على وجه التحديد؟
– كان ذلك في يوم الجمعة الموافق 24 مايو 2013 في مسجد أبو هريرة في منطقة شرق، وشعرت أنني ولدت من جديد هذا اليوم، وما أتمناه الآن الهداية لوالدي وإخوتي الذين لا أمل من الدعاء لهم بدخول الإسلام مثلي، فهذا واجبي تجاهم.
• هل وجدت عداءً من والديك وإخوتك عندما اعتنقت الدين الإسلامي؟
– لا لم أجد بل العكس من ذلك فوالدي دائما ما يزورني في الكويت، وهو معجب بسلوكيات المسلمين وبتعاليم الدين الإسلامي، بل هو من شجعني على الدخول في الإسلام على الرغم من كونه هندوسياً، فهو يؤمن بفكرة الإله الواحد للكون، ودائماً ما يتحدث عن الموت والحشر والميزان، كما إن لدي أيضا أختاً وثلاثة من الأشقاء يعيشون في أميركا ويحملون الجنسية الأميركية ولم يعارضني أحد لإيمانهم بأن كل إنسان حر في اختيار عقيدته.
• هل تحفظ سوراً من القرآن الكريم؟
– نعم أحفظ حتى الآن نحو 27 سورة من قصار السور كما بدأت تعلم كتابة اللغة العربية، لكن لم أتقن كتابتها بشكل كامل حتى الآن لكن تدريجياً بإذن الله سأتمكن من ذلك، وأحمد الله أنني منذ اعتنقت الإسلام وأنا أحافظ على صلاة الفجر في وقتها.
سومانت ميشرا في سطور
الدكتور سونت ميشرا حاصل على بكالوريس طب الإسنان والميدالية الذهبية في جامعة مولانا آزاد بنيو دلهي، وحاصل على شهادة دارسات عليا من جامعة هلسنكي بفنلندا، والماجستير في طب الأسنان الإكلينيكي للأطفال من كلية الملكة ماري للطب بجامعة لندن بالمملكة المتحدة، إضافة إلى حصوله على تقييم ممتاز خلال 7 سنوات من عمله في وزارة الصحة الكويتية.
الراي