صور زهرة الجزائرية التي اختارتها الغارديان مصورة 2017
لم يكن اختيار الجزائرية زهرة بن سمرة يوم أمس الخميس من قبل صحيفة “الغارديان” للفوز بجائزة مصورة عام 2017 صدفة، فهذه المرأة نقلت على امتداد أكثر من 20 سنة معاناة البشر إلى العالم، وعرضت روايات الشعوب المعزولة إلى شتى بقاع الأرض عبر صور تناقلتها مختلف وسائل الإعلام.
من تغطية الحرب الأهلية الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي، إلى النزاع بين الألبان والصرب في مقدونيا عام 2000، إلى أحداث الثورة التونسية والليبية وصولا إلى أزمة الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي ثم الصراع في العراق وسوريا ضد تنظيم “داعش”، إلى أزمة اللاجئين الروهينغا، وقفت زهرة شاهدة على حروب وانتهاكات وفظائع تعرضت لها الشعوب ونقلت قصص نضالهم من أجل المواطنة وحقوق الإنسان ضد السلطة.
ولدت زهرة التي تعمل لصالح وكالة رويترز بالجزائر سنة 1968، عملت كمصوّرة صحافية منذ 1990، وكان انفجار سيارة بالعاصمة الجزائرية قرب مكان الصحيفة التي تعمل بها ومشهد الجثث الذي قامت بتصويره أمامها الحادث الذي أثّر فيها وأحدث تغييرا في حياتها، جعلها مستعدة لمواجهة أي شيء في سبيل تغطية مختلف الأزمات والحروب في أي مكان بالعالم.
وتقول زهرة في تصريحها لوكالة رويترز بعد اختيارها مصوّرة هذا العام أن “2017 كان عاما صعبا بالنسبة للعالم من حيث الحروب والكوارث وانتهاكات حقوق الإنسان وأزمات اللاجئين والمجاعة، وحتى الأشخاص الذين يعيشون في بلدان مستقرة يواجهون هجمات إرهابية، أشعر أنه لا يوجد أحدا يشعر بالأمان في هذه الأيام”.
وعن الصورة المفضلة لديها هذه السنة، تقول إن هناك قصة صورتها في الصومال عن نضال المرأة، عندما أرغمت فتاة جميلة تدعى زينب، وتبلغ من العمر 14 عاما، من قبل والدتها على الزواج من رجل عجوز عرض عليها 1000 دولار كمهر لها، وقد أتاح المهر لأسرتها الوصول إلى مدينة دولو، وهي بلدة صومالية على الحدود الإثيوبية، حيث كانت وكالات المعونة الدولية توفر الغذاء لأولئك الفارين من الجفاف، مما أنقذ حياة جميع أفراد الأسرة”.
وأضافت أن زينب لم تتمكن من تحمل زوجها وأرادت الطلاق، وإنهاء المدرسة لتكون مدرّسة في اللغة الانجليزية، ولكن زوجها لا يقبل الطلاق إلا إذا أعادت الأسرة المهر، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا، حتى عرف مدرس اللغة الإنجليزية عن وضعها وأخذها إلى مجموعة مساعدات محلية، والتي أخذتها بدورها إلى مجموعة المعونة الإيطالية كوبيرازيون إنترنازيونال، التي قامت بالتدخل.
وخلّصت زهرة إلى أن “التصوير يفتح العيون على ما يجري بالعالم، وهو لا يتعلق بقومية أو دين وإنما بالبشر”، مضيفة أنه “من المهم البقاء محايدا إن أردنا أن يصدقنا الناس ويثقوا بنا، لا بد أن نكون في المنتصف دون أن ننحاز لهذا الجانب أو ذاك”.