سيف الإسلام القذافي يعتزم الترشح لرئاسة ليبيا
أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة أن جميع القادة الليبيين متوافقون على ضرورة قيام انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن. في وقت علمت «البيان» أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يستعد لتوجيه أول كلمة لأنصاره بعد سبعة أعوام مرت على الإطاحة بنظام والده، يتوقع أن يعلن فيها عزمه على خوض الانتخابات المتوقعة لرئاسة ليبيا.
وأجرى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لقاء مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في طبرق وقال سلامة عقب اللقاء إنه توصل إلى نشوء توافق «واسع بين القادة الليبيين» حول ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا.
وأضاف إن البعثة الأممية تعمل منذ 3 أشهر مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والمؤسسات للتسريع في إعداد الانتخابات، مع توفر الشروط السياسية، والأمنية، والتقنية، والتشريعية اللازمة.
كلمة
في الأثناء قالت مصادر مقربة من سيف الإسلام القذافي لـ«البيان» إن الأخير سيتوجه بكلمة قصيرة إلى الليبيين عامة، والى أنصاره بالخصوص، ليدعوهم من خلالها للإقبال بكثافة على ترسيم أسمائهم في القوائم الانتخابية ما يسمح لهم بالمشاركة في الموعد الانتخابي المنتظر في العام 2018. وأكدت المصادر أن القذافي الابن، يعيش في مكان غير محدد داخل الأراضي الليبية منذ إطلاق سراحه في سجنه بالزنتان في يونيو الماضي، وهو على اتصال دائم بالقيادات الاجتماعية والسياسية الموالية للنظام السابق وأردفت أن سيف الإسلام قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة كما ستشارك الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا التي يتزعمها وبعض الأحزاب الأخرى القريبة مثل جبهة النضال الوطني والحركة الشعبية لتحرير ليبيا ضمن قوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية.
ووفق المصادر ذاتها فإن أنصار النظام السابق الذين يمثلون تيارا مهما داخل المشهد الليبي لا يزالون يطالبون بتوفير ضمانات دولية بتنظيم الانتخابات في أجواء من الشفافية والنزاهة والاستقرار الأمني، وأن الخطوة المهمة التي يركزون عليها اهتمامهم حاليا هو الأقبال على الترسيم في القوائم الانتخابية بالداخل والخارج، ومواجهة الدعوات الصادرة من بعض الأطراف والتي تدعو إلى مقاطعة انتخابات 2018.
وكانت مصادر من داخل القيادات الاجتماعية أكدت أن سيف الإسلام القذافي، ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، وهو يحظى في ذلك بدعم أكبر قبائل البلاد، مردفة أن سيف الإسلام سيعلن خلال وقت قريب ترشحه للرئاسة في ليبيا عبر شاشات التلفزيون، وسوف يتحدد موعد الإعلان خلال أيام قليلة، كما سيقدم رؤية لمستقبل ليبيا، سيعتمدها في برنامجه للترشح إلى الرئاسة الليبية، وتتضمن خطوات يطمح إلى أن تتبعها الأمم المتحدة وتحظى بدعم مجلس الأمن، للخروج بليبيا من محنة المراحل الانتقالية إلى مرحلة الدولة المستقرة.
وقال الناطق باسم القبائل الليبية وعائلة القذافي باسم الهاشمي الصول إن سيف الإسلام “يحظى بدعم أكبر قبائل البلاد للترشح في انتخابات الرئاسة الليبية” المتوقعة منتصف العام المقبل.
وتتضمن رؤية سيف الإسلام لمستقبل ليبيا التي سيعتمدها في برنامجه للترشح للرئاسة ، خطوات يطمح أن تتبعها الأمم المتحدة بدعم مجلس الأمن للخروج بليبيا من محنة المراحل الانتقالية إلى دولة مستقرة.
وتتضمن الخطوات فرض الأمن والمصالحة وفقاً للتوزيع الجغرافي في ليبيا من خلال خطة متكاملة لحفظ الأمن والاستقرار، بمشاركة كل المكونات الليبية.
كما تتضمن إجراء حصر وتعداد سكاني بإشراف الأمم المتحده ومراقبة منظمات دولية مستقلة ذات خبرة في الاستفتاء والانتخابات، وإجراء استفتاء عام على كل القضايا الخلافية بين الليبيين تحت إشراف الأمم المتحدة ومراقبين دوليين، حيث ينتج عن الاستفتاء دستور للبلاد ينظم الحياة العامة والسياسية، وأخيراً إجراء انتخابات عامة وفقاً لمخرجات الاستفتاء والدستور الناتج عنه.
مبادرة شاملة
وفي سياق آخر تستعد تونس ومصر والجزائر للدخول في مرحلة جديدة عبر مبادرة طرحها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لمحاولة حل الأزمة الليبية لتحديد خطة للتحرك على المستوى الثلاثي للمرحلة المقبلة وآلياتها.
وكان وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر قد عقدوا اجتماعًا في العاصمة التونسية لبحث مساعي التسوية في ليبيا، وأعلنت القاهرة أنَّ اللقاء ناقش خطة المبعوث الأممي غسان سلامة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ 2011.
وعقد الفرقاء الليبيون جلسات متعددة للحوار برعاية الأمم المتحدة، لم ينتج عنها إلا الاتفاق السياسي بالصخيرات عام 2015، لكن جميع الجولات الأخرى تحولت إلى ما يشبه بجلسات الاستماع؛ حيث تبدأ الجولة وتنتهي دون التطرق إلى النقاط الخلافية الرئيسية.