بالصور.. قاعات سينمائية في السعودية قبل 40 عاماً
عادت #السينما_السعودية إلى الواجهة لتشكل عمقاً ثقافياً سعودياً يخترق العالم بالقوة الناعمة، حيث استذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض أن المجتمع السعودي سيعود إلى ما قبل 1979 فقال: “نريد فقط أن نعود لما كنّا عليه.. الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم.. لن نضيع 30 سنة من حياتنا”.
هذه العبارة تُخفي في طياتها المعاني الكثيرة، ولعل السينما التي اغتيلت من مناطق المملكة في نهاية السبعينيات لها نصيب بارز من هذه التحولات التي شدد عليها ولي العهد، حيث كانت تتوزع أكثر من ٣٠ قاعة سينما تجارية في المدن الكبرى. السيد: السينما السعودية اغتيلت وستعود.
السيد: السينما السعودية اغتيلت وستعود
المؤلف خالد ربيع السيد، صاحب أول كتاب سعودي عن السينما والذي صدر حديثاً بعنوان “الفانوس السحري: قراءات في السينما” أكد لـ “العربية.نت” أن السينما السعودية قديما كانت أفلاماً تسجيلية تنتجها شركات النفط في المنطقة الشرقية للتوثيق، بالإضافة إلى بعض الأفلام القصيرة، مثل أفلام المخرج السعودي عبدالله المحيسن.
وأضاف أن السفارات الأجنبية في المملكة كانت أول من فتح أبوابها لمحبي السينما من أبناء الشعب السعودي، حيث كنت من مرتادي السفارة النيجيرية والسفارة الإيطالية لمشاهدة الأفلام السينمائية التي يقومون بعرضها بالإضافة إلى سينما “باب شريف” و”أبو صفية” في جدة، أما مدينة الطائف فقد كانت قاعاتها عبارة عن فناء واسع لأحد المنازل أو أرض فضاء يتم وضع بعض الكراسي وشاشة للعرض السينمائي فيها.
وأكد خالد ربيع أن الهيئة كانت تقوم بجولات تفتيشية على دور السينما للتأكد من خلو الأفلام من المقاطع الإباحية وبمجرد تأكدهم من عدم وجود ما هو إباحي في الفيلم، كانوا يعودون أدراجهم مع الرياح بدون أي اعتراض على ما يعرض.
وبدأت السينما السعودية في الحبو في السبعينات وبمجرد ما أن أرادت الوقوف حتى أتت فترة الثمانينات والتي اغتيلت فيها أحلام السينما السعودية بفعل التغيرات الدينية والاجتماعية للسعودية والتي شهدت موجة عارمة من التدين.
الملا: قوة ناعمة فيها عمق ثقافي يخترق العالم
ومن جهته أعلن مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام أحمد الملا، عن إنشاء بيت السينما ويديره الفنان ابراهيم الحساوي، بهدف عمل خطوط متعددة تتلاقى وتتفرد بجهود فرق مختصة ومتطوعة لكل منها، تعد وتخطط وتنفذ وتراكم المعرفة الإدارية والشراكات الاستراتيجية لتقدم خلاصتها “فتح نوافذ من الحب على الجمال والإبداع وتهدف أيضاً إلى تقديم البرامج والتدريبات الخاصة في الموسيقى والسينما.
وأوضح الملا لـ “العربية.نت” أن السينما السعودية وضعت أولى خطواتها في عام 1977، عندما تم إنتاج أول فيلم سعودي بعنوان “اغتيال مدينة” والذي قام بإخراجه عبد الله المحيسن والذي تناول فيه المحيسن قصة اغتيال مدينة بيروت والدمار الذي لحقها جراء الحرب، وتم عرض هذا الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي وحاز على جائزة “نيفرتيتي الذهبية” لأحسن فيلم قصير.
بعدها تم إقفال دور العرض السينمائية في كل مدن المملكة وأقفلت السفارات أبوابها لأبناء المجتمع وأصبحت حينها فكرة تصوير فيلم في نظر العديد من المتدينين في المجتمع، “جريمة أخلاقية” لا يسامح عليها الإسلام.
وأضاف الملا أن فترة غياب السينما عن المشهد الاجتماعي طيلة أربعة عقود كانت فترة قاسية على المجتمع السعودي! لافتًا إلى أنها جزء من الثقافة الاجتماعية والإنسانية اليوم، فالسينما كفن ابداعي بصري تحتاجه المجتمعات وافتتاحها سيتيح الفرصة لصناع الأفلام لنهضة اقتصادية ومعرفية وثقافية ضخمة.
ويبرز الجانب الإيجابي للسينما من خلال الصورة الحقيقية التي ستظهرها عن مجتمعنا وهذه هي القوة الناعمة التي ستقدم إلى العالم كله بدون خطاب فوقي وإنما عميق وجداني ثقافي ونمتلك كافة المقومات لنكون منافسين في العالم فلدينا إرث عميق تاريخي.
العربية