هذه قصة “المخلص” أغلى لوحة في العالم
ما هي قصة لوحة “سلفاتور موندي” للفنان العالمي ليوناردو دا دافنشي، التي اعتبرت أغلى لوحة في العالم واقتناها#متحف_اللوفر بأبوظبي، معلناً في تغريدة تطلعه لعرضها قريباً، وقد بيعت في نوفمبر الماضي بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار لصالح هيئة الثقافة والسياحة في #أبوظبي.
وتعني كلمة سلفاتور موندي باللاتينية القديمة، مُخلِّص العالم Savior of the World وهو موضوع اللوحة التي تصوّر المسيح كما رسمه دافنشي مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وهو يرتدي لباساً من عصور النهضة، جالساً ورافعاً يده اليمنى في وضعية منح البركة، حيث يبدو أصبعان مرفوعان لأعلى هما السبابة والوسطى، في حين يحمل في يده اليسرى مفتوحة كرة من الكريستال البلوري ترمز إلى الكون والسماء.
وقد تم التعرف على عشرين نسخة من هذا العمل، تم رسمها بواسطة تلامذة #دافنشي وأتباعه، رسمت بواسطة الطباشير التحضيرية والحبر على قماش نسيجي.
ولفترة طويلة ظلت اللوحة الأصيلة التي رسمها دافنشي غير محددة، إلى أن تم اكتشافها وأعيد عرضها في العام 2011 في المعرض الوطني بلندن، بعد أن خضعت لعملية ترميم، ضمن معرض ضخم لأعمال الفنان دافنشي؛ أقيم في نوفمبر من ذلك العام.
وفي 15 نوفمبر من هذا العام عرضت اللوحة في مزاد من قبل كريستيز في #نيويورك حيث اشترتها أبوظبي، مقابل 450.3 مليون دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الفنون عبر التاريخ.
قصة البدايات
رسمت اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر ملك #فرنسا وآن بريتاني التي كانت حاكمة ودوقة بريتاني والملكة القرينة لفرنسا، وقد كانت ضمن المجموعة الفنية التي يملكها تشارلز الأول ملك إنجلترا في القرن السابع عشر؛ وفي الظهور قبل الأخير لها عرضت في لندن بالمتحف الوطني في الفترة من 9 نوفمبر 2011 إلى 5 فبراير 2012.
ويبدو أن التكليف برسم هذا العمل جاء تقريباً حوالي سنة 1500 ميلادية، بعد وقت قصير من غزو لويس الرابع عشر لدوقية ميلانو، وسيطرته على جنوة في الحرب الإيطالية الثانية. وكان دافنشي نفسه قد انتقل من #ميلانو إلى فلورنسا سنة 1500م.
أما وصول اللوحة إلى إنجلترا فيرجح إلى أن ذلك حصل مع الفرنسية هنريتا ماريا عندما تزوجت من تشارلز الأول ملك إنجلترا في عام 1625، وأصبحت ملكة إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا بهذا الزواج، وهي ابنة هنري الرابع ملك فرنسا وشقيقة لويس الثالث عشر.
في غرفة الملكة
هكذا ظلت اللوحة في غرفة الملكة هنريتا ماريا في بيت الملكة ببلدة غرينتش في إنجلترا، وقد قام الفنان وينسيسلاوس هولار بعمل نسخة منها ظهرت في عام 1650، وفي عام 1649 كان تشارلز الأول قد أعدم في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية وقد تم إدراج اللوحة الأصيلة ضمن مجرودات المجموعة الملكية التي قدرت جملتها بثلاثين جنيها إسترلينيا.
بيعت ممتلكات تشارلز تحت إشراف حكومة الكومنولث الإنجليزي، وفي عام 1651 تم بيع اللوحة لتسوية الديون، لكن أعيدت إلى تشارلز الثاني في عام 1660 وكانت ضمن مقتنيات قصر وايت هول في عام 1666م.
من ثم ورثها جيمس الثاني ويرجح أنها ذهبت بعد ذلك إلى عشيقته كاترين سيدلي، كونتيسة دورتشستر، وقد أنجبا ابنة أصبحت الزوجة الثالثة لجون شيفيلد، الدوق الأول لباكنغهام ونورمانبي، الذي قام ابنه، السير تشارلز هربرت شيفيلد، وقد حمل لقب البارونيت الأول، ببيع اللوحة في مزاد عام 1763 إلى جانب الأعمال الفنية الأخرى من بيت باكنغهام، عندما تم بيع المبنى إلى جورج الثالث.
اختفاء اللوحة وظهورها
اختفت اللوحة بعد ذلك إلى أن اشتراها جامع اللوحات البريطاني، فرانسيس كوك، وهو نبيل وأحد أغنياء إنجلترا، وذلك في عام 1900، وقد ضمها لمجموعاته الفنية في دوتي هاوس في ريتشموند؛ ومنذ ذلك الحين كانت اللوحة موضع اهتمام الخبراء والمختصين بأعمال دافنشي.
بمرور السنين فقد تعرضت اللوحة للتضرر، ما أدى إلى صيانتها من قبل تلامذة دافنشي وأخيرا السير فرانسيس كوك، البارونيت الرابع، وهو حفيد فرانسيس الأول، الذي قام ببيعها بعد ذلك في مزاد عام 1958 بمبلغ 45 جنيها استرلينيا، وقد بيعت على أنها عمل لتلميذ دافنشي، جيوفاني أنطونيو بولترافيو، الذي ظلت اللوحة تعزى إليه حتى عام 2011.
الرحلة قبل الأخيرة
في عام 2005 لم تحقق اللوحة سوى 10 آلاف دولار في مزاد في نيو أورليانز من قبل مجموعة من تجار الفن من ضمنهم روبرت سيمون، المتخصص في اللوحات العتيقة والأصيلة، وقد ظهرت اللوحة كما لو أنها نسخة مقلدة قبل أن ترمم وتأخذ وضعها الطبيعي، وقد اشتغلت على ذلك مرممة شهيرة تدعى ديان دواير موديستيني في جامعة نيويورك عملت عليها لسنوات، ومن ثم صدرت مصادقتها كرسم لدافنشي.
وفي مايو 2013 قام الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، الذي يعد أحد أغنى 20 شخصية روسية وفقا لفوربس، بشراء اللوحة مقابل 127.5 مليون دولار، من تاجر اللوحات الفنية السويسري إيفا بوفييه وقد أدت هذه الصفقة مع مبيعات أخرى إلى نزاع قانوني بين الطرفين.
وقبل أن تباع في المزاد الأخير بنيويورك فقد عرضت اللوحة خلال 2017 في هونغ كونغ ولندن وسان فرانسيسكو ومن ثم نيويورك، قبل أن تتخذ طريقها باتجاه أبوظبي.
وقد كان أعلى سعر دفع في سوق الفن قبل الصفقة الأخيرة من نصيب لوحة بابلو بيكاسو “نساء الجزائر” التي بيعت في مزادات كريستيز في نيويورك، يوم الاثنين 11 مايو 2015 بـ 179.4 مليون دولار.