شاب وفتاتان كويتيون حققوا «أمنية» وطن… بمصنع لتدوير البلاستيك
حركة العمل في مصنع «أمنية» لا تهدأ، أكوام كثيرة من قطع البلاستيك في طريقها للدخول إلى مكائن إعادة التدوير التي تدور بقوة لتطحن البلاستيك، فيما يقف 3 كويتيين، شاب وفتاتان بشموخ وسط المصنع للإشراف على العمل لتجميع العبوات البلاستيكية في أول مصنع لإعادة تدوير عبوات المياه البلاستيكية في الكويت. سعود الفوزان وسناء الغملاس وفرح شعبان أصحاب المشروع، لا يعترفون بالصعوبات، بل بتصميم ثابت على تخطي كل العوائق والتغلب عليها. من مجرد أمنية إلى «أمنية» على أرض الواقع، قصة نجاح أبطالها شباب كويتيون، لمشروع يقوم على تجميع المواد البلاستيكية وفرزها ثم إدخالها إلى مكائن على أعلى مستوى في مصنع شيد بجهود الشباب الثلاثة وبتمويل من الصندوق الوطني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبرعاية من سمو مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ودعم وزاري من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، ووزير التجارة والصناعة خالد الروضان وغيرهم من المسؤولين. «الراي» التقت الفوزان والغملاس وشعبان، حيث تحدثوا عن تفاصيل المشروع من بداية الأمنية التي تمنوها إلى تحقيقها بإنشاء مصنع «أمنية» على أرض الواقع. وفي ما يلي التفاصيل: • في البداية نود أن نتعرف على فكرة المشروع؟ – فرح شعبان: الخطوة الأولى بدأت بتجميع العبوات عن طريق توزيع حاويات كرتونية في جميع المواقع من شركات مكاتب منازل نوادٍ وغيرها ويتم تفريغها عند امتلائها من قبلنا، أما الخطوة الثانية فهي حصولنا على قطعتي أرض صناعيتين ورخصة لإنشاء أول مصنع كويتي لإعادة تدوير البلاستيك بأحدث التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال بتمويل من الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في افتتاحنا المصنع في الجهراء الصناعية برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح ووزير التجارة والصناعة خالد الروضان ونخبة من القياديين والمسؤولين في الدولة. • هل ممكن ان تحدثونا عن الصعوبات التي واجهتكم لإنشاء المشروع؟ – سناء الغملاس: الصعوبات والتحديات لم نأخذها بعين الاعتبار وكنا من البداية مصممات على تخطي كل العوائق والتغلب عليها، وكان هناك تجاوب كبير وتعاون من المسؤولين بعد أن لمسوا جديتنا فتعاونوا معنا كونه المشروع الأول من نوعه في الكويت وهو باكورة مشاريع الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومن أهم الخطوات لتخطي الصعوبات تعاون كافة الجهات من أفراد المجتمع بنشر ثقافــــة الفـــــرز من المــــصدر للنفايات وتوصيل البلاستيك إلى «حاويات أمنية»، ونحن اليوم لدينا نقطة تجميع في 25 منطقة وسنصل إلى 35 نقطة مع نهاية يناير2018. • كم كانت التكاليف المادية للمشروع؟ – سعود الفوزان: تكلفة المشروع وصلت إلى 750 ألف دينار منها 400 ألف دينار تمويل من الصندوق الوطني، وهذا يدفعنا كي تكون لنا وقفة جدية ندعو من خلالها المسؤولين على رفع تمويل المشاريع الصناعية وألا يساونها مع الأنشطة الأخرى، حيث إن القطاع الصناعي يساهم في تحقيق خطة التنمية بشكل أكبر من ناحية الحصول على دخل ثانٍ بعد النفط، وتشجيع الصادرات التي تساهم في زيادة الدخل القومي للدولة. • ماهي الخطة المستقبلية للمشروع؟ – فرح شعبان: التوسع في عمل مدينة متكاملة لإعادة التدوير ودخول السوق العالمي، وأن تكون «أمنية» حقيقة اليوم لكل مواطن ومقيم في رؤية كويت جديدة لكويت نظيفة. • تحدثتم عن الصندوق الوطني وجهات أخرى قدمت لكم المساعدة فما دورها في إنجاح المشروع؟ – سناء الغملاس: مشروعنا هو المشروع رقم واحد الممول من الصندوق الوطني، ولقد كنا خطوة بخطوة معهم وكونا مشروعاً صناعياً لمسنا من خلاله الفرق الواضح بتعامل كافة الجهات المعنية بطبيعة عملنا، حيث إننا حصلنا على الرخصة الصناعية من الهيئة العامة للصناعة وترخيص المطافئ خلال أسبوع واحد، وكذلك اعتماد الدراسة البيئية من الهيئة العامة للبيئة، ونحن أول مشروع صناعي على أرض مستأجرة نحصل على محول كهرباء من الوزارة لتشغيل خط الإنتاج، كما أن الصندوق متابع وحريص على تسهيل كافة إجراءات مشاريعه التي يقوم بتمويلها، ومتعاون جدا، كما أننا لا نغفل جهود الوزيرة هند الصبيح التي أخذت بأيدينا منذ انطلاق المشروع وسخرت لنا كافة إمكانيات الوزارة وأتاحت لنا فرصة التواجد في الجمعيات التعاونية كنقاط تجميع، وتلبية للرغبة السامية أخيراً افتتحنا أول مركز لتسلم النفايات البلاستيكية والورقية في جمعية كيفان التعاونية وكذلك في جمعية اليرموك التعاونية وهذه خطوات سريعة ومتطورة جداً. • سمعنا عن تعاون مجلس الأمة معكم في هذا المشروع فهل تعرفوننا على مدى هذا التعاون؟ – سناء الغملاس: نعم كان هناك تعاون جدي من خلال قيامنا بتشكيل لجنة لتحسين بيئة الأعمال في مجلس الأمة وورش العمل التي حرص عليها الوزير خالد الروضان في هذا المجال ساهمت كثيراً في تحسين بيئة الاعمال فعلياً، ومن لا يرى التغيير الحاصل لابد أن يبدأ هو بالتغيير، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. • قلتــــــم أن ذلـــــك المشـــــروع هــو البداية فهل تحدثونا عن المرحلة الجديدة ؟ – فرح شعبان: «أمنية» اليوم يدخل مرحلة جديدة باختياره من قبل الأمين العام للأمانة العامة للتخطيط خالد مهدي بأن يكون ممثلا عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة كمثال ناجح للمشاريع المُستدامة في تقرير الأمم المتحدة ونحن أول مشروع مجتمعي يحقق التعاون بين القطاع الصناعي والخدمة المجتمعية. • وهل تلقيتم دعماً من الجهات الخاصة؟ – سعود الفوزان: حصلنا على دعم من بيت التمويل الكويتي بعمل عدد 8 حاويات تم نشرها بالمناطق وعلى 10حاويات وسيارة للتجميع من دعم شركة ايكويت للبتروكيماويات، وكذلك كان أول دعم من السيدة نوال التويجري بعمل أول حاويتين لجمعية العديلية وجمعية السلام وقصص كثيرة جميلة بجمال قصة تحقيق أُمنية كويت جديدة، لذا يمكن القول إن أمنية تحقق بفضل تعاون المجتمع وتفاعل جهات خرجت عن نطاق المألوف وتغيرت مع متغيرات الظروف على جميع الاصعدة. • وماذا في شأن الهيئة العامة للبيئة هل تلقيتم دعماً منها؟ – سناء الغملاس: «أمنية» أول مشروع بيئي حصل على دعم من الشيخ عبدالله الأحمد مدير عام الهيئة العامة للبيئة بإصداره شهادة بأحقيتنا بالتجميع وإمكانيتنا بتزويد جهة العمل بكمية النفايات البلاستيكية المستلمة منهم، ومازال داعما لنا قلباً وقالباً بكل خطواتنا كوننا مشروعاً يخدم قانون حماية البيئة بالكثير من بنوده، فهو مشروع تعاون ومشروع إثبات أن كويت جديدة تتحقق بسواعد أبنائها، «أمنية» تتبنى الشباب وتريهم على أرض الواقع قصة نجاح مشروع تطوعي أصبح في الواقع مصنعاً نحن لا ندعي الكمال، ولكننا في دولة الكويت نختلف عن أي دولة أخرى فلابد أن نصنع تميزنا ونحقق قصص نجاحاتنا بأنفسنا كما كنا وسنكون دائماً مثالاً يحتذى به بالعالم. • ما رؤيتكم في مشروع أمنية؟ – سناء الغملاس: العمل ثم العمل ثم العمل، نحن من نعمل و لقد بدأنا من لا شيء ونحن من ذهبنا إلى الناس في منازلهم وتم تسليمهم كرتون أُمنية وإعطاؤهم التعليمات ونعود لهم بعد أن يتم التجميع ونفرز أمامهم ونأخذ ما نحتاجه ونبلغهم بما لانحتاجه، تعاملنا مع الناس مباشرة لنجعل «أُمنية» مصداقية بعد أن رأوا منا الجدية فهم أبناء الكويت ومازال تعاونهم جميلاً واستمرارهم معنا أجمل. الراي |