فضيحة المنشطات تخنق «فيفا» ومونديال روسيا
في واحدة من أكبر المفاجآت على الإطلاق في عالم كرة القدم، يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» سيواجه أصعب قرار في تاريخه بالبحث عن مستضيف للمونديال المقبل 2018.
فحسب تقارير إعلامية بريطانية وروسية وأميركية، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم في وضيعة لا يحسد عليها، بعد أن زادت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «وادا» من ضغطها على «فيفا» الذي كان سابقا قد تقدم بطلب للوكالة من أجل الوقوف على مدى تورط الاتحاد الروسي لكرة القدم في فضيحة المنشطات الروسية، والتي ضربت العالم قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اعترف غريغوري رودتشنكوف المدير السابق لمختبر موسكو لمكافحة المنشطات بنشاط ممنهج من قبل الدولة الروسية، والاتحادات الرياضية بها لتنظيم تعاطي الرياضيين المنشطات المحظورة.
وأجبر «فيفا» حينها للبدء في خطوات للتعرف على حقيقة الادعاءات التي طالت كرة القدم الروسية، بتطورها في الفضيحة، ورغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على طلب «فيفا» من «وادا» مده بأدلة حول تورط الاتحاد الروسي لكرة القدم في تنظيم عملية تنشط ممنهجة، إلا أن «فيفا» على عكس جميع الاتحاد الرياضية، واللجنة الأولمبية الدولية لم يتقدم نحو متابعة الأدلة التي قدمتها له «وادا» في ذلك الوقت وظل يتحفظ على مناقشة فضيحة المنشطات، كلما اقترب موعد المونديال الروسي.
صدمة
وتلقى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» خبراً بمثابة الصدمة القوية، والتي ستجبره على التحرك سريعا لتفادي ما يمكن أن يحدث لاحقا، حيث أكد الممثل القانوني لغريغوري رودتشنكوف أن موكله يملك بالفعل أدلة على تطور الاتحاد الروسي لكرة القدم، في تنظيم عملية تنشط ممنهجة للاعبي كرة القدم الروس، وخاصة لاعبي المنتخب الروسي لكرة القدم، وأن رودتشنكوف قدم هذه الأدلة بالفعل إلى «وادا» التي قدمتها بدورها إلى «فيفا» الذي لا يزال يلتزم الصمت، وكشف متحدث باسم رودتشنكوف أن موكله مستعد أن يقدم هذه الأدلة وأكثر منها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مباشرة، وأنه على استعداد أن يدلي بإفادته حول الموضوع في جلسة علنية مع تقديم مستندات دامغة تؤكد على تورط الاتحاد الروسي لكرة القدم، وبعض نجوم منتخب روسيا الأول في عملية تنشط ممنهجة.
سوابق
وتبدو الأزمة الكبرى التي يعاني منها «فيفا» هي القرارات السابقة التي اتخذتها اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحادات الرياضية العالمية، حيث رفضت اللجنة الأولمبية الدولية السماح بمشاركة روسيا الرسمية في أولمبياد ريو 2016 وتركت الأمر للاتحادات الرياضية العالمية لاتخاذ القرار حول من لم يثبت تعاطيه المنشطات من الرياضيين الروس، واتخذت الاتحادات الرياضية العالمية قرارات وصلت إلى حد تجميد نشاط الاتحاد الروسي المعني للعبة منذ اندلاع الفضيحة ولا تزال مستمرة، كان أبرزها القرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي مدد أول من أمس تجميد عضوية الاتحاد الروسي لألعاب القوى لفترة جديدة، مما يعني عدم أحقية أبطال ألعاب القوى الروس المشاركة في بطولات الاتحاد الدولي لألعاب القوى تحت شعار الاتحاد الروسي، وكذلك ينتظر أن تعلن اللجنة الأولمبية الدولية في الأيام المقبلة عن رفض مشاركة اللجنة الأولمبية الروسية في الأولمبياد الشتوي في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية العام المقبل.
ويبدو أن «فيفا» يتفادى متعمداً الأدلة التي ظلت تؤكد مشاركة الاتحاد الروسي لكرة القدم في فضيحة المنشطات، حيث يدرك «فيفا» أن أي إدانة للاتحاد الروسي لكرة القدم، تعني تجميد نشاطه مباشرة في أنشطة الاتحاد الدولي لكرة القدم، مما يعني أنه لم يعد من بين أعضاء «فيفا» لذا لا يحق له أن يستضيف أي نشاط مرتبط بكرة القدم وبما في ذلك المونديال.
ومصدر الخطر في الفضيحة الروسية، هي أن تعاطي المنشطات الرياضية المحظورة لم يكن تصرفاً فردياً من قبل الرياضيين، بل عبر الاتحادات الرياضية الروسية، مما يعني أنه متى ما ثبت تعاطي نجوم منتخب روسيا للمنشطات المحظورة، فلن يكون بمقدور «فيفا» أن يلقي باللوم على اللاعبين، ويتخذ بحقهم عقوبات فردية، بل يحتم القانون أن يبدأ العقاب من الاتحاد الروسي.