العلماء يحذرون.. الروبوتات القاتلة قادمة
يحذر العلماء المتخصصون في مجال الذكاء الصناعي من أن التكنولوجيا قد تقدمت إلى النقطة التي سنرى فيها قريبا الأسلحة الفتاكة التي يمكن أن تصدر قرارا بالقتل دونما أدنى سيطرة من بشر، بحسب مقال للكاتبة جين غيرسون بصحيفة “National Post” الكندية بعنوان “الروبوتات القاتلة احتمال نشوب حرب جديدة”، حرب من الممكن أن تستهدف بشكل انتقائي وتذبح شعوبا بأسرها بتكلفة قليلة.
وقد شعر بعض العلماء بالقلق الشديد إزاء الاحتمالات بعيدة المدى، لدرجة أنهم تكاتفوا معا لإطلاق حملة “أوقفوا الروبوت القاتل”، فيما يأمل القائمون على الحملة في وضع بروتوكول جديد، بالاتفاقية الخاصة ببعض الأسلحة التقليدية في الأمم المتحدة، يكرس حاجة البشر إلى التحكم في مفاتيح القتل (الروبوت القاتل).
أجرت جين غيرسون حوارا مع المتحدث باسم الحملة بيتر أسارو، كان نصه كما يلي:
س. عندما يصف الناس “الروبوتات القاتلة” فهم غالبا يستدعون صورة ذهنية لأرنولد شوارزنيغر في الـ Terminator، فهل الروبوت القاتل يمكن أن يشبه الإنسان في المستقبل المنظور؟
ج: إن الروبوت الشبيه بالإنسان يشكل تحديا من الناحية الفنية أكثر من الناحية العملية، وذلك لأن التحرك في بيئة مشوشة يكون تحديا بالغا، لذلك سوف نرى الروبوتات الجوية والموجودة في البحر (الغواصة) أولا، لأن هناك أشياء أقل يمكن التصادم معها.
كما تشكل السيارات ذاتية القيادة تحديا كبيرا، علما بأن الطرق منظمة بشكل جيد إلى حد ما. كما أن التنقل عبر غابة أو مبنى يعتبر أكثر صعوبة بكثير.
وأيضا جعل الروبوتات تستطيع مجرد المشي، خاصة على الأسطح غير المستوية والسلالم إنما هي حقا مسألة صعبة من الناحية الفنية، علاوة على القيام بفعل الأشياء التي تبدو بسيطة بالنسبة للإنسان، مثل فتح الأبواب.
ويستهلك تحريك العديد من المفاصل الكثير من الطاقة، لذلك فإن تركيب عجلات للروبوت يكون أكثر كفاءة وترشيدا لاستهلاك الطاقة عن الساقين. كما يعد الروبوت الشبيه بالإنسان مناسبا على الأرجح، خاصة من حيث التطبيق في العالم الحقيقي في الوقت الحالي.
س: ما هي أنواع الروبوتات القاتلة التي تستخدم الآن، وماذا سيرى العالم في المستقبل؟
ج: إن Samsung SGR-A1 هو روبوت ترقب، يجلس على برج مدرعة مع مدفع رشاش وكاميرا. وتقوم الحكومة الكورية الجنوبية بنشر هذا الروبوت في المنطقة المنزوعة السلاح. إنه نموذج مدعوم من الإنسان وغير مصرح له بإطلاق النار تلقائيا، ولكنه يتواجد بالفعل في ميدان المعركة، وهناك مثال آخر، هو نظام حراسة إسرائيلي عبارة عن سيارة Jeep تتحرك على طول الجدار المحيط.
كما أن هناك نظاما يجري تطويره، وسوف يكون متاحا في وقت قريب للغاية وهو الجيل القادم من الطائرات بدون طيار وهي أكثر استقلالية بكثير من حيث قدرتها.
وعلى جانب الخيال العلمي من الأشياء يمكن أن نرى روبوتات تذبح، (كما يظهر بشكل تخيلي في مقطع فيديو أنتجته الحملة، فإن هذه الطائرات الصغيرة بدون طيار ستستخدم الكاميرات، والذكاء الصناعي، والمتفجرات، وبرامج التعرف على الوجه للبحث عن قتل البشر بشكل جماعي). إن هذه الروبوتات دقيقة في تحديد الهدف وتركز على الأفراد. وما يظهره الفيديو هو أنه يمكنك إطلاق الملايين من هذه الروبوتات من الطائرات بدون تكلفة كبيرة، ثم تبدأ في استخدام معايير البحث التي يتم توظيفها بكثافة في حملات التسويق المستهدفة، إلا أنها ستكون حملات قتل مستهدف.
سوف تسمح لك هذه الروبوتات بتحديد بعض معايير للأشخاص الذين تريد ذبحهم، وسوف تذهب لذبح هؤلاء الأشخاص فقط تلقائيا.
س: كم من الوقت علينا أن نطالب بحظر الروبوتات القاتلة قبل أن تصبح هذه الأمور منتشرة في المواقع العسكرية؟
ج: إن التكنولوجيا متواجدة بالفعل، إنها مجرد مسألة وقت حتى تصبح تلك التطبيقات العسكرية قابلة للنشر، وبمجرد أن تبدأ البلدان في نشر هذه الأنظمة سيتم الاعتماد عليها، وسيكون من الصعب أو المستحيل إقناع الدول بالامتناع عن تشغيلها.
س: هل هناك قلق من أنه إذا قمنا بحظر الروبوتات، ستتمكن الجهات الفاعلة غير الحكومية من تطوير هذه التكنولوجيا بشكل غير قانوني؟
ج: توجد هذه الإمكانية لجميع أنواع الأسلحة، مثل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. ولكن من غير المرجح استخدامها في حال تفعيل حظر، حيث لن يتم إنتاج الروبوتات القاتلة فائقة التطور وفائقة الكفاءة. إنه لا يزال يستهلك الأمر الكثير من الوقت والخبرات والموارد اللازمة لتحسين هذه التقنيات، ومن ثم فإن الحظر سيمنع أنواع النظم الأكثر كفاءة وتطورا. كما أنه سيضع قاعدة ضد الدول التي حاولت تطوير مثل هذه الأنظمة سرا. قد يكون الأفراد والجهات الفاعلة غير الحكومية قادرة على القيام بأشياء فظيعة، كما يفعلون الآن مع البنادق والقنابل والشاحنات، لكنها لن تكون قادرة على قتل على نطاق واسع.
س: ألا يمكننا فقط استخدام مجال كهرومغناطيسي كبير لتعطيل الروبوتات القاتلة كما حدث في فيلم Matrix؟
ج: نعم، ربما. ولكن في المقابل سيمكن تطوير نظم عسكرية متطورة تتصدى لهذه الهجمات، ما يجعلها أكثر خطورة بكثير.
س: ما هي أهدافك المحددة بشأن الأمم المتحدة؟
ج: نحن نأمل المضي قدما في النقاش من أجل التوصل إلى توافق في الآراء على ضرورة أن يسيطر الإنسان على جميع الأسلحة، وعليه أي هجوم. ومن الناحية العملية، يعني ذلك دفعهم إلى المضي قدما بالمناقشة إلى إجراء مفاوضات أكثر رسمية بشأن المعاهدات، ما سيؤدي إلى وضع بروتوكول جديد للاتفاقية القائمة بشأن الأسلحة التقليدية. والأمر متروك للدول كيف يريدون هيكلة المعاهدة، ولكننا نصر على أن تكون الميزة المركزية شرطا لضمان السيطرة البشرية.