كتاب مدرسي يثير جدلاً في ليبيا..”انتحار وأفكار داعشية”
أثار كتاب “الثقافة الإسلامية” المخصص لطلاب السنة الثالثة من ثانوية العلوم الاجتماعية، جدلاً في ليبيا لاحتواء صفحاته على نصوص “تحرض على القتل والعمليات الانتحارية”، وسط مطالب بضرورة فتح تحقيق مع مؤلفي الكتاب بسبب ترويجه لأفكار وممارسات داعش.
ففي الصفحة 194 منه، اعتبر مؤلفو الكتاب الصادر عن وزارة التربية والتعليم في حكومة الوفاق الليبية أن الذين يفجّرون الألغام في أجسادهم من أجل قتل جنود العدو، ونسف معداته، والقضاء على معسكره، أو من أجل فتح ثغرة في تحصيناته ليسوا منتحرين، وإنما “هم شهداء عند ربهم يرزقون”.
وتبعا لذلك، أطلق ناشطون ومثقفون في ليبيا تحذيراتهم من مناهج التعليم الحالية الموجهة للطلاب، مطالبين بسحب الكتب المشبوهة التي تروج لأفكار متطرفة والموجهة لأجيال الغد، على غرار الكاتبة الليبية أمينة محجوب التي نبهت مما يتم ترويجه في كتاب “الثقافة الإسلامية” من عنف وقتل، في محاولة لترسيخ ثقافة العمليات الانتحارية والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة واعتبارها شهادة في سبيل الله.
وعلقت كاتبة “دعوة لتفجير نفسك ضد العدو وتدمير معسكراتهم، مع التوضيح أنه لم يوضح من هو العدو، وقد تم الاستشهاد ببعض الآيات، ومنها قوله تعالى ولينصرن الله من ينصره”.
“الكتاب الفضيحة”
بدوره، اعتبر الكاتب الليبي محمد الأمين، أن مثل هذه الكتب ستقود إلى تخريج الانتحاريين وليس المثقفين، ووصف مضمون الكتاب بـ”الفضيحة المعرفية والتعليمية”، لافتا إلى أن هذا الكتاب الذي “تلاعب واضعوه بالمفاهيم والآيات والأحاديث لتمرير مضامين سامة إلى عقول فتية، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير”، مؤكدا أن “تسميم الوعي، وتخريب عقول الناشئة، وإجهاض إنتاج المجتمع لنخبة تنويرية متجذرة في هويتها ومتطلعة نحو المستقبل، هو بند رئيسي على أجندة المخربين”.
وأضاف “هذا هو العجب بعينه، أن تجد نفسك أمام مقرر رسمي يشجع على سفك الدماء وتفجير الذات واستهداف الآخرين مع عبارات التمجيد والإغراء والترغيب وربط كل ذلك بقيم الإيمان والشجاعة والإقدام، وحين تتذكر أن هذا المحتوى موجه إلى شريحة يافعة تنتمي غالبا إلى بيئة مؤمنة ومتدينة، فإنك تتأكد من مدى الخطورة، ويتشكل لديك تصور واضح عن طبيعة المجتمع المستهدف بناؤه، والذي سيناط به أمر بناء وإدارة البلد في قادم الأعوام والعقود”.
كما حمّل العديد من الليبيين وزارة التعليم بحكومة الوفاق المسؤولية في إدراج الأفكار التكفيرية داخل مناهج التعليم وترسيخها في عقول الشباب، وووصف الناشط أبو بكر المناعي ذلك بـ”الجريمة”.
ودعا في تدوينة له على صفحته بفيسبوك إلى ضرورة “إبعاد من ألّف وراجع محتوى الكتاب عن مواقع المسؤولية وتسليط أشد العقوبات عليه بسبب التلاعب بأفكار أجيال يعوّل عليها في بناء الوطن وغرس أفكار إرهابية تكفيرية تبيح قتل البشر لمجرد اختلاف الفكر والدين”.