العالم تريند

ذي نيشين: حرب غزة تطلق فيضاناً من العنف والكراهية ضد المسلمين والعرب الأمريكيين

عربي تريند_ نشرت مجلة “ذي نيشين” مقالاً أعدّته شاهمت أودين حول المصاعب التي تواجه المسلمين الأمريكيين، وموجة الكراهية ضد الإسلام/ إسلاموفوبيا. وقالت إن العنف ضد المسلمين والعرب الأمريكيين قد انفجر، منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وتتذكر سارة مسعود، الأستاذة المساعدة في سان أنطونيو، يوم الأحد، 8 تشرين الأول/أكتوبر، اليوم الذي أقسمَ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحويل غزة إلى “أنقاض”، رداً على هجوم “حماس” داخل إسرائيل قبل يوم. ونظمت مسعود مسيرة عاجلة أمام المحكمة الفدرالية لسان أنطونيو دعماً لأهل غزة، وحضرها حوالي 100 شخص، ولكنها اكتشفت، وهي تلقي خطاباً، أن حياتها في خطر. وتقول: “في اللحظة التي أمسكت فيها بالماكرفون، وبدأت بالهتاف، تقدّمَ رجلان أبيضان ضخمان لفّا العلم الإسرائيلي، كلّ على كتفيه، وكانت بيد أحدهما عصا البيسبول، وحزم الآخر على وسطه مسدساً، نحوي مباشرة، وبدآ بكيل الشتائم لنا، وأمرونا بالمغادرة”. و”وصفونا بالإرهابيين والحمقى، وأخذا يتقدمان نحونا أقرب ثم أقرب، وحاولا نزع القناع عن وجهي، وصرخا: ممن تحاولي التخفي؟ وبدا الرجل وكأنه كان يريد ضربي بالعصا. وفي النهاية رمت مجموعةٌ من الرجال المهاجمين على الأرض، حيث حاول الإمساك بآخرين في المسيرة. وراقبت الشرطة ما يجري باستسلام، وعن بعد، وقدّمت الدعم للمهاجمين، ولم يقدموا الحماية لنا، ورافقت الشرطة المهاجمين بعيداً عن المسيرة”.

تجربة مسعود مع الإسلاموفوبيا والعنصرية لم تكن حادثاً معزولاً. فقد أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي أي” عن إعلان خدمة، يوم الأربعاء، 25 تشرين الأول/أكتوبر، بأنه رصد زيادة في التقارير عن التهديدات لليهود والمسلمين والمجتمعات العربية ومؤسساتها. وتلقّى مجلسُ العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) “فيضاً” من التقارير عن هجمات معاداة للعرب والمسلمين، حسبما أخبر كوري سيلور، مدير البحث في “كير” المجلة. وقال إن البلاغات زادت عن 1.200 حادث، في الشهر الأول منذ الهجمات في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أي بزيادة 216% عن عام 2022.

وفي سان أنطونيو، رَجَمَ رجل أبيض سيارة طبيبة محجبة، وكالَ لها الشتائم في حيّ عاشت فيه وعائلتها بأمان منذ 20 عاماً.

وفي يوم الأحد، 22 تشرين الأول/أكتوبر، أطلق رجل أبيض، عمره 39 عاماً، الرصاص على تجمع مؤيد للفلسطينيين في سكوكي، وبنفس اليوم الذي وُجه اتهام لزيليون إيبرت، 33 عاماً، برش الفلفل على المحتجين المؤيدين للفلسطينيين والشرطة، حيث صرخ متهماً الفلسطينيين بقتل الأطفال.

وسُجل حادثان في إلينوي، في بيردجفيو ولومبارد.

وهذا فقط في ولاية واحدة، لكن القائمة طويلة للحوادث التي استهدفت العرب والمسلمين والتجمعات المؤيدة لفلسطين منذ الهجمات: ففي كليفلاند ضرب سائق فلسطينياً- أمريكياً كان عائداً من الغداء، وصرخ: “اقتلوا الفلسطينيين”. وهُوجم فلسطينيون كانوا يحملون العلم الفلسطيني في بروكلين، وفي كوينز ومانهاتن وبروكلين بريدج ويوجين وسولت ليك سيتي ومينابوليس وجامعة ستانفورد وتوليدو وغيرها. وفي بلينفيلد تاون شيب، في إلينوي، طعن صاحب منزل وديع الفيومي (6 أعوام) 26 مرة حتى الموت، حيث صرخ القاتل جوزيف كوبا هتافات معادية للمسلمين، ونجت والدة الفيومي، التي طعنت أيضاً من الموت.

وتعرّضَ حفل جمع تبرعات، في 22 تشرين الأول/أكتوبر، خَطَّطَ له “كير” في فندق كريستال غيتووي ماريوت بأرلينغتون، فرجينيا، لتهديد بالتفجير، ما أدى بالفندق لإلغاء المناسبة، ونقلها “كير” لمسجد محلي.

وقال سيلور إنه تم توفير الحراسة المسلحة، والتعاقد مع حراس أمنيين، وأحضر أحد المتحدثين حرسه الخاص، و”لم نعلن عن المكان الجديد للعامة، وتحققنا من كل مشارك في مأدبة العشاء، وسمحنا فقط للذين نعرفهم، أو حضروا مناسباتنا في الماضي، وتابعنا كل الجهود على منصات التواصل”. ووصف سيلور المناخ الحالي بأنه غير مسبوق. وقال: “أعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً، وأتذكر ما بعد 9/11، حيث جلست في مكتبي أحدّق في سيارات الشرطة خارج المبنى، بعد تلقّينا تهديدات عنف. وأتذكر عام 2009 حيث خاطبت مؤتمراً صحافياً خارج المبنى بعد تلقينا تهديداً بسبب هجوم فورت هود، ولم يكن عليّ أن أحضر 15 رجلاً مسلحاً لحراسة مناسبة نظمتها”.

وارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب بنسبة 500% بالفترة ما بين 2000- 2009 ما دفعهم للحذر.

وتتذكر مسعود، التي جاءت عائلتها من بلدة برقة في نابلس إلى إلباسو، تكساس، عام 2000، تلك الفترة بوضوح، وأنها تتكرر مرة أخرى. تتذكر قائلة: “بعد 9/11، أمرني والدي بتعريف نفسي كبيضاء، وعدم التحدث بالعربية في الأماكن العامة”. وأضافت أن عائلتها قررت تدريسها في البيت بعد تهديد بتفجير قنبلة في المسجد القريب الذي كانت ترتاده، ولأن الأطفال كانوا يتنمّرون على الأطفال العرب.

ووصفت مسعود زيادة مشاعر الكراهية والإسلاموفوبيا الأخيرة بأنها “أسوأ من التي حدثت بعد 9/11”.

وطالما وضعت ملصقات مؤيدة لفلسطين على مقدمة سيارتها، لكن سائقين آخرين حاولوا قلبها، وفي مرة حاول سائق دفعها بقوة إلى جانب الطريق. وشهدت الفترة التي أعلن فيها دونالد ترامب، في كانون الثاني/يناير 2017، عن منع دخول المسلمين من دول إسلامية ارتفاعاً في نسبة جرائم الكراهية.

وتقول رنا عبد الجميد التي أنشأت جمعية “مليكة” للدفاع عن المرأة والتمييز ضدها، وتقديم التدريب على الفنون القتالية للنساء في المجتمعات المهمشة، إن هناك فرقاً بين تلك والآن. وأشارت إلى أن المسلمين والعرب كان لديهم شعور بأن الديمقراطيين واليسار يتعاطفون معهم، لكن الوضع اليوم مختلف. و”تتم شيطنة العرب والمسلمين في المساحات الديمقراطية أيضاً، وتراه في عناوين الأخبار والبيانات السياسية العامة وعلى طرفي الكونغرس، ولا تشاهد تعاطفاً مع حياة الفلسطينيين التي فقدت، بل وتجريد من الإنسانية. وكواحدة اشتغلت في دراسات عن العنف القائم على الكراهية، تظهر الأبحاث أن كراهية كهذه مرتبطة بالخطاب السياسي. وعندما يصدر من كل واحد، تزداد معدلات العنف، وهذا هو بالضبط الداعي لشعور مجتمعاتنا بهذا العنف الآن”.

ونتيجة لهذا الجو تقوم المجتمعات العربية والمسلمة في أمريكا باتخاذ الخطوات لتغيير أساليب الحياة، مثل التوقف عن ارتداء الحجاب، ونزع المجوهرات التي تحمل موتيفات دينية، والتوقف عن التحدث بلغات غير إنكليزية، وحتى اتخاذ الحيطة في الذهاب لصلاة الجمعة.

وفي وسط هذا المناخ تقول مسعود وعبد الحميد وسيلور إن مجتمعاتهم تتضامن مع بعضها البعض لتوفير الأمن للجميع.

وتقول مسعود إنها ترتدي الكوفية الفلسطينية بشكل مستمر في الأماكن العامة. ووجدت عبد الحميد أن حضور الصلوات والاعتصامات والاحتجاجات أمر يعطيها الراحة النفسية، وبناء التضامن مع مجتمعها والشعور بنفس الحزن.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى