قصة سعودي تحدى إعاقته 40 عاماً.. وحقق أحلامه
أثناء وقوفه على الرصيف بجوار منزل أسرته في المنطقة الشرقية، عام 1978، وقت أن كان طفلا عمره ثماني سنوات، قفزت سيارة مندفعة نحوه حيث يقف، وصدمته بقوة، وأحدثت به إصابات خطيرة وكسورا، ليدخل في غيبوبة دامت ثلاثة أشهر، وبعد أن كانت حالته ميؤوس منها، أفاق من غيبوبته وكتب الله له حياة أخرى، ليجد نفسه أمام واقع الإعاقة الصادم، بعد مسيرة للعلاج استغرقت سنوات، بين السعودية وأميركا ولندن.
إرادة حديدية ومتجر المواد الغذائية
هو السعودي ثامر الشخص (47 سنة)، يسكن مدينة الخبر، لازمته “الإعاقة” على مدار 40 عاما تقريبا بعد نجاته ورحلة العلاج، راح يكمل دراسته بدعم من والديه.. ثم أجبرته نظرة زملائه بالمدرسة له كمعاق، ومشاحناتهم معه، على ترك الدراسة، والالتحاق بمعهد للتأهيل والتدريب.. بعدها عمل لدى أحد المستشفيات، غير أنه لم يستمر طويلا.
بإرادة حديدية وعزيمة لا تلين، اجتهد الشخص، واستعاد ثقته بنفسه، وشمر عن ساعديه لطرق أبواب مهنة التجارة، وبمساعدة والده، تم تحويل جراج السيارات بمنزلهم، إلى متجر للمواد الغذائية، بعد أن تدرب على البيع والشراء، وحسن التعامل مع رواد المتجر.
لكن الأمر لم يخلُ من مضايقات بعض زوار المتجر واستغلالهم ماديا له، ما دفع والده لإغلاق المتجر، إلى أن تم توظيفه منذ فترة كـ”نادل”، بأحد المطاعم الشهيرة.
معادن الناس وشعبية ووجه بشوش
في حديثه لـ”العربية نت”، يكمل ثامر الشخص رواية مشواره في تحدي الإعاقة، وعشقه لتحضير القهوة، والوجبات وتقديمها للزبائن، أكد أن “الإعاقة”، غيرت كل شيء من حوله، ودفعته لإعادة ترتيب جميع أوراقه، والتمييز بين معادن الناس، ليعرف الصديق من العدو، كما أنها منحته في ذات الوقت محبة الناس وشعبية لا مثيل لها، إذ يقابل زوار المطعم بابتسامة ووجه بشوش، ويبادلونه الحديث بود وهدوء.
الزواج وتكوين أسرة
الشخص، أشار، إلى تحديه للحواجز وقهرها بصقل هوايته في إعداد الطعام، بعد خضوعه للتدريب وتطوير مهاراته، بمعرفة “إدارة المطعم”، التي تعمل على تمكين ذوي الإعاقة، ومساندتهم، بما أسهم في اندماجه مع العاملين، وإجادة مهام عمله.. منوها بأن إعاقته لم تمنعه من مواصلة حياته، والزواج وتكوين أسرة، وفقه الله باختيار زوجة تقف إلى جانبه وتساعده وقبل أشهر قليلة رزق بمولودة.
واختتم ثامر الشخص، حديثه، لافتا إلى أن البعض يقشعر من كلمة “معاق”، متناسين أن الإعاقة الفعلية هي إعاقة العقل، مؤكدا، بأنه لن يتوقف عن الحياة ما دام قلبه ينبض، وعقله يعمل، فالأمل يعطيه الكثير والعطاء يجعله يتنفس.