قصة طبيبة مغربية كرست وقتها خدمة للمهاجرين غير الشرعيين
اشتهرت في #المغرب بتجربة إنسانية فريدة من نوعها، عندما كرّست الكثير من وقتها لخدمة ورعاية#المهاجرينغيرالشرعيين الذين يتوافدون من الدول الإفريقية إلى منطقة الشمال المغربي من أجل العبور إلى أوروبا.
اسمها #رجاء_مرسو، طبيبة في إحدى المراكز الصحية بمدينة تطوان وناشطة بجمعية “الأيادي المتضامنة” المختصة بمساعدة وإدماج المهاجرين غير الشرعيين، لكنها لقبت بـ”ماما حاجة”، لأن المهاجرين كانوا يروا فيها حنان وعطف الأم عليهم.
بدأت رجاء عملها في #خدمة_المهاجرين قبل حوالي 3 سنوات عندما انضمت إلى جمعية “الأيادي المتضامنة” ومقرها مدينة تطوان، وأصبحت تترأس مجموعة من المتطوعين، كل همهم هو تقديم الخدمات الضرورية التي يحتاجها المهاجرون غير الشرعيين خلال فترة وجودهم على الأراضي المغربية بغض النظر عن دينهم أو لغتهم أو انتمائهم.
وتقول رجاء التي شاركت العربية.نت قصتها، إن الدافع الذي جعلها تنخرط في هذا العمل التطوعي هو اطلاعها على مدى الظروف القاسية التي يعيش فيها المهاجرون غير الشرعيين، وعدم توفرهم على أبسط الحاجيات الأساسية للعيش كالغذاء واللباس والأدوية، وجعلها تتعاطف مع معاناتهم، مؤكدة أنها التزمت مع الجمعية بتوفير كل ما يحتاجونها، وكذلك بمحاولة إدماجهم داخل المجتمع المغربي من خلال تعليمهم اللهجة والثقافة المغربية والعادات والتقاليد.
وتوضح مرسو، أن هناك نوعين من المهاجرين غير الشرعيين، بعضهم استطاع كراء المنازل والشقق في انتظار فرصة اجتيازهم للحدود نحو إسبانيا، والبعض الآخر اضطر إلى إقامة خيم بلاستيكية في أدغال غابة بليونش والمبيت فيها، هرباً من السلطات وكذلك.
وجود عشرات أو مئات المهاجرين غير الشرعيين في غابة كبيرة بمنطقة تعتبر خطيرة، لم يمنع رجاء وفريق عملها، من الوصول إليهم لتقديم الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، كالغذاء واللباس والخدمات الطبية، حتى أصبحت علاقتها بهم علاقة صداقة وترابط.
لكن أكثر ما يؤلم رجاء وزملاءها في عملهم التطوعي لصالح المهاجرين هو اصطدامهم بالسلطات التي تمنعهم بين الحين والآخر من الدخول إلى المنطقة الحدودية التي يتواجد فيها المهاجرين، بحجة أنها محتلة، رغم محاولات إقناعهم بأن هدفهم إنساني فقط.
وتقول في هذا سياق/ نحن نقوم بواجب إنساني، لا يجب منعه، لأن حق الإنسان كرامته، لا يجب منع المساعدات على المهاجرين لأن علاج هؤلاء فيه حماية للمغاربة من الأمراض، وتوفير الحاجيات الأساسية لهم سيجنب البلاد عدّة مشاكل يتسبب فيها المهاجرون، لأنه عندما تمنع الخدمات الأساسية على أي إنسان يصبح سلوكه عدوانيا ويدفعه إلى ارتكاب جرائم كالسرقة واللجوء إلى التسول، نحن نطلب من السلطات ألا تعترض طريقنا مرة أخرى ولا تعرقل عملنا الإنساني، حتى تبقى صورة المغرب جميلة في عيون المهاجرين والأجانب”.
وتتوجه رجاء رفقة فريق من المتطوعين أسبوعيا إلى غابة بليونش، لكنها تضطر أحيانا إلى التنقل أكثر، عندما يتصل بها المهاجرين طلبا للمساعدة العاجلة خاصة إذا تعرض أحدهم إلى كسور وإصابات خطيرة خلال محاولته اجتياز الحاجز الحديدي للمرور إلى مينة سبتة الإسبانية.
وتعتبر رجاء أن ما تقوم به طبيعي، فهي تحزن عندما تشاهد مهاجرين أفارقة تقطعت بهم السبل في بلدانهم وهربوا بحثا عن الأمان والعيش بكرامة، يعانون من الجوع أو البرد أو الأمراض ولا يلقون معاملة طيبة في بلادها، لذلك فهي تسعى إلى أن توفر لهم الدعم والرعاية وأن تحيطهم بالحب الذي يحتاجوه.
رجاء التي كتبت عنها عدة وسائل إعلام عالمية وأشادت بتجربتها الإنسانية مع المهاجرين، تتلقى يوميا رسائل عرفان بالجميل من قبل المهاجرين غير الشرعيين الذين ساعدتهم، بعد نجاحهم في الوصول إلى أوروبا، وتقول إنهم “لم ينسوا ما قدمناه لهم خلال وجودهم بالمغرب ودائما ما يتصلون بنا من عدة مدن أوروبية لشكرنا وللثني على مجهوداتنا في إغاثة المهاجرين المحتاجين”.
العربية