منتقبة تثير الجدل.. ومطلوبة في لندن لهذا السبب
زينة عامر فنانة تشكيلية قادمة من ريف محافظة النماص جنوب السعودية، تجاوزت بلوحاتها المحلية.. لوحة “لمنتقبة”، التي رسمتها وحظيت بالعرض دولياً في لندن، أثارت جدلا عاصفا، على وسائل التواصل الاجتماعي بين السعوديين، وفي الأوساط الفنية العالمية.
“العربية نت”، حاورت الرسامة زينة عامر.. وهذا هو نص الحوار:
*كيف كانت بداياتك؟.
الرسم بالنسبة لي هواية فلم أتعلم الفنون أكاديميا.. لدي “موهبة” منذ طفولتي، تتطور بالممارسة والاكتشاف ومتابعة أعمال الفنانين الكبار.
التواصل مع فنانين مشهورين عالميا
*هل صحيح بأنك تواصلتِ مع فنانين مشهورين عالمياً؟.
نعم أتواصل مع فنانين مشهورين عالمياً، واكتسبت من ردود أفعالهم الإيجابية، خبرات فنية متنوعة، واكتشفت أن الفن لغة مشتركة لكل الشعوب .
*كيف ترين وضع الرسامين والرسامات بالسعودية؟
لدينا مواهب خارقة في الرسم، لكن القليل منهم يحظى بالفرصة للظهور والانتشار، مما يتطلب إتاحة الفرصة بكل مدن المملكة لهذه المواهب وغيرها.. وقد سعدت باهتمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالفن عموما.
*كونك معلمة لغة إنجليزية وتخصصك لا يتوافق مع موهبتك.. هل أثر ذلك عليك سلباً؟
أنا أم وزوجة ومعلمة ربما هذه الأولويات في حياتي تشغلني قليلا عن فني، لكني أجد الدعم والتشجيع من زوجي وأهلي والمحيطين بي، وأحمد الله على وعيهم ورقيهم.
أغلفة الكتب والكائن العاطفي
*لماذا يدور اهتمامك في لوحاتك حول المرأة؟
“المرأة” عنصر أساسي في لوحاتي، فهي تثير تعاطفي لما يقع عليها من ظلم، أو سلب للحقوق، وقد أرسم لوحة تعبر عن مشكلة حدثت لزميلة، أو قرأتها هنا أو هناك، كما أنني أطمح ألا يصيبها حزن أو ضعف في كل بلاد العالم، فالمرأة كائن عاطفي معطاء تحتاج الرعاية والمعاملة الطيبة.
*كيف وصلت لوحاتك لأغلفة الكتب؟
تم اختيار لوحاتي كأغلفة كتب لثلاث مؤلفات، رغم العديد من الطلبات بهذا الخصوص، إلا أنني اخترت العرض الأفضل لي ولهم، فكانت هذه الأغلفة.
جاليري عالمي وقصة المنتقبة
*ماذا تفعل لوحاتك في لندن؟
بعض لوحاتي متواجدة في لندن للعرض في جاليري عالمي.
*ما قصة لوحة المنتقبة التي أثارت الجدل وتم تداولها عالمياً؟
“لوحة المنتقبة”، تعتبر أول لوحة تتحدث عن النقاب، بعمق ودقة، رسمتها وتحفظت عن معناها الخاص لدي، وطالبت متابعي على مواقع التواصل قراءتها حسب وجهة نظرهم، وتفاجأت أن اللوحة حصدت إعجابا كثيرا، وجدلا حول جميع عناصرها (العينين، ورسم الآية، ورقم واحد، وإطار الآية، واللون الأسود، والشيب).. وانقسمت التعليقات إلى رأيين متضادين تماما:
“الأول”، مع النقاب، على سند أن الإسلام أكرم المرأة، وأن رسم الآية القرآنية بالرقم واحد، يدل على أن الإسلام جعل المرأة أولى أولوياته، وإطار الآية يشبه السياج المنيع في حماية المرأة وحفظها، وتحصينها من كل يد تطالها، كما أن نظرة عينيها مليئة بالقوة والعزة، وأما اللون الأسود يعني العفاف والطهر مثل رداء الكعبة المشرفة، فيما الشيب، دلالة على التزام المرأة المسلمة بهذا الرداء الطاهر منذ صغرها حتى مشيبها ولن تتخلى عن عفافها وسترها.
النقاب وذات الرداء الأسود
أما الرأي الثاني، فهو مخالف، وضد النقاب، وأن هذه الفتاة ذات الرداء الاسود، لديها معاناة، لم تنطقها إلا عينيها، وأن رقم واحد دلالة لفطرة الانثى بأن تكون امرأة واحدة لزوجها، وأن اللوحة ضد التعدد، ويدل على الحقوق المسلوبة من المرأة باسم الدين، وإطار الآية يدل على ذلك السجن، والمنطقة المحدودة للمرأة في الحياة، بينما اللون الأسود هو دلالة على العبودية والاستبداد، والشيب يدل على معاناة طويلة المدة.
واشتد الجدل بين أصحاب الرأيين المتضادين من الجمهور، لأن كل طرف يرى رأيه وقراءته صائبة.