من أعزاز إلى دالاس.. قصة “عروس داعش” التائبة
تانيا شابة بريطانية كانت زوجة لرجل أميركي، من بين آلاف المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى “داعش” في مناطق الصراع بالشرق الأوسط، لكن بعد مراجعة نفسها انتبهت ولم تمكث في سوريا سوى عدة أسابيع، ونجحت في الهرب.
أما الزوج فهو جون جورجيلاس، أميركي تحول إلى الإسلام وسافر إلى سوريا من أجل الانضمام إلى “داعش”، وتدرج حتى أصبح أحد كبار القادة في التنظيم.
ومؤخرا تحدثت تانيا، التي تعيش حاليا مع والدي زوجها الثريين في دالاس، إلى الإعلام لأول مرة، حيث روت قصتها الدرامية المليئة بتقلبات الحب والدين والتشدد، في مقابلة أجرتها معها مجلة “أتلانتك” الأميركية.
وقالت تانيا: “كنا نحلم أن نمتلك أرضا وننشئ أسرة ونربي أطفالنا على أن يصبحوا جنودا، وفي النهاية مسلحين (في تنظيم داعش)”.
ولدت تانيا (33 عاما) في لندن لأبوين بريطانيين أصلهما من بنغلادش، وقالت إنها تعرضت لتمييز عنصري في طفولتها جعلتها تشعر بأنها غريبة في مجتمع باتت راغبة في “الانتقام منه”.
تعرفت تانيا على جون عن طريق موقع إلكتروني لـ”التعارف الإسلامي”، بعد مشاركتها في وقفة احتجاجية على حرب العراق، حيث وزعت على المشاركين أوراق بها عنوان الموقع.
جون كان الابن الأصغر لطبيب في الجيش الأميركي، وعاش طفولة بائسة حيث اعتاد الهرب من المدرسة وأدمن المخدرات، ثم تحول إلى الإسلام بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر 2001، ومن ثم عرف طريقه إلى التطرف، توازيا مع ميول شبيهة لدى تانيا في الوقت ذاته.
وقع جون وتانيا في الحب بعد نقاش عن “الجهاد” و”الحلم بإقامة دولة الخلافة”، تلك التي أعلنها زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي عام 2014 في العراق وسوريا، وتزوج الاثنان في بريطانيا عام 2004 ورزقا بثلاثة أطفال، وبينما كانت تانيا تحمل الطفل الرابع عام 2013 بدأ النقاش بشأن إمكانية الانضمام إلى “داعش” في سوريا.
وقالت تانيا: “جون رغب في السفر إلى سوريا، وأنا قلت له إني لست جاهزة لأن أطفالنا كانوا صغارا”، لكنهما استقرا على قرار السفر وهي تحمل جنينا عمره 5 أشهر، ثم وضعته هناك.
وتضيف: “كان الهدف من الإنجاب واحدا: أن نطيع الله كمسلمين مجاهدين”.
وبعد أن وصلا إلى سوريا عبر تركيا، استقر الاثنان مع أطفالهما في مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب (شمال)، وسكنا بيتا غير صحي بالمرة بلا نوافذ ولا مياه جارية، وعاشا على كميات صغيرة من الغذاء، لذلك تدهورت صحة تانيا وأطفالها وأصيبوا بأعراض مرضية عديدة.
وبعد مفاوضات، وافق جون على عودة زوجته وأطفالهما إلى الولايات المتحدة، ولبى طلبها بالطلاق، فيما بقي هو في سوريا حتى أصبح القيادي الأعلى منصبا بين أميركيي “داعش”.
عادت تانيا إلى حياتها العادية، ولما شعرت برغبة في وجود رجل بحياتها، بحثت عن شريك جديد على أحد مواقع المواعدة، وكانت الاستجابة أسرع مما توقعت.
وكتبت: “لدي 4 أطفال، وزوجي هجرني لكي يصبح أسامة بن لادن المقبل”، فتلقت مئات الردود خلال 24 ساعة، حتى استقرت على صديق جديد يدعى كريغ.
والآن تذهب تاليا مع كريغ إلى الكنيسة، وتقول إنها ستعمل في مجال برامج إعادة تأهيل المتطرفين الراغبين في التوبة.
وتضيف: “كثير من الناس يرونني شخصا غير محظوظ بالمرة، لكنني أنظر إلى نصف الكوب الممتلئ. أنا حية وخرجت من سوريا وأطفالي سعداء وبصحة جيدة وأذكياء. أنا فرحة”.
ومع الهزائم المتتالية التي تلقاها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق خلال الأشهر الماضية، يتزايد قلق الغرب من المسلحين الأجانب الذين قد يعودوا إلى بلادهم محملين بأفكار متطرفة.
ومؤخرا قال وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية روري ستيوارت، إن الطريقة الوحيدة التي يجب أن تتعامل بها بلاده مع المئات من مسلحي “داعش” البريطانيين في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، هي “قتلهم”.