الولادة القيصرية آخر صيحات الموضة والرشاقة
لم يعد الحفاظ على الرشاقة وتجنب الترهلات والتجاعيد أمراً يقتصر على البوتكس والفيلرز وغيرها من عمليات التجميل، بل أصبحت الولادة القيصرية أشبه «بموضة»، تلجأ إليها كثير من الأمهات، لا سيما في ولادة الطفل الأول، لاعتبارات تتعلق بمفهوم خاطئ هو الحفاظ على القوام والرشاقة وتجنب الترهلات.
حالات
موضة الولادات القيصرية تنتعش أكثر في المستشفيات الخاصة، لأن أسعارها مضاعفة، في حين تلجأ لها المستشفيات الحكومية عند الضرورة فقط، كما تقول الدكتورة منى تهلك المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة للنساء والأطفال، التابع لهيئة الصحة في دبي.
إحدى الأمهات أكدت عقب طلبها الولادة القيصرية، أنها تعتزم وباتفاق مع زوجها على إنجاب طفلين إلى ثلاثة أطفال كحد أقصى نتيجة لارتفاع تكاليف الحياة من رسوم الولادة وما يتبعها مستقبلاً من تعليم ومدارس وجامعات، كما أن الولادة القيصرية أفضل من ناحية تجنب آلام الولادة الطبيعية وتساعد على الحفاظ على الرشاقة والقوام، وتساعد على تجنب ترهلات البطن مستقبلاً بطريقة أسرع من الولادة الطبيعية.
وقالت إنها سألت طبيبتها قبل الإقدام على الولادة القيصرية عن عدد المرات التي يمكنها أن تنجب بنفس الطريقة فأخبرتها أن عدد الولادات القيصرية 3 مرات، ولكن من الممكن أن تحمل الأم برابع أو خامس في حال ارتأت ذلك، ولكن مع احتمالية حدوث مضاعفات في الولادة القيصرية الرابعة أو الخامسة.
ولادة آمنة
الدكتورة منى تهلك المدير التنفيذي لمستشفى لطيفة، أكدت أن نسبة 5% فقط من 5500 ولادة سنوياً يطلبن الولادة القيصرية، وغالباً ما يكون الطلب من الأمهات الجدد تخوفاً من آلام المخاض والولادة الطبيعية، وأضافت: ونحاول قدر الإمكان إقناع الأم بالعدول عن ذلك، وبأن الولادة الطبيعية على عكس ما تتصور أو عكس ما سمعت من زميلاتها السابقات، وبأن الولادة أياً كان نوعها بحاجة إلى مممارسة الرياضة لإزالة بعض آثار الترهلات التي عادة ما تحدث في البطن نتيجة الحمل وتمدد البطن، وهناك نسبة كبيرة من الأمهات يغيرين رأيهن قبل الولادة بأسابيع.
وتوضح الدكتورة تهلك جوانب هذه الجراحة، وتقول: الولادة القيصرية، هي ولادة الجنين من خلال شق جراحي في البطن والرحم، وتعد من الجراحات الكبرى، وهناك ولادات قيصرية تتم حسب الطلب، وقيصرية طارئة أو عاجلة أو غير طارئة، فالحالة الأولى اختيارية، وتتم دون أي داع طبي، ويحدد الطبيب بالاتفاق مع السيدة الحامل موعداً مسبقاً لإجراء العملية «التوليد الجراحي»، وفي هذه الحالة غالباً تدخل الحامل إلى المستشفى ليتم ترتيب العملية لها، وعادة ما يتم إجراؤها قبل أسبوعين تقريباً من موعد الولادة المتوقع، وبعد التأكد من أن الجنين قد اكتمل نموه.
أسباب
وتضيف: هناك أسباب شائعة لاختيار التدخل الجراحي، منها ما يتعلق بالأم مثل السن، أو إذا كانت تعاني ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم أو من حالات تسمم الحمل أو أمراض أخرى مثل مرض السكر أو أمراض الكلى أو إذا كانت أجريت لها عملية قيصرية سابقة، والسبب الذي أجريت من أجله العملية الأولى ما زال موجوداً، أو إذا كانت الأم قد أجريت لها عملية استئصال ورم ليفي أو أجريت لها عملية لتصليح عيب خلقي بالرحم أو لعدم انتظام الطلق أو ضعفه أو لوجود أسباب فسيولوجية تتعلق بعدم اتساع عنق الرحم أو لأسباب خاصة بالمشيمة مثل انغراس المشيمة أسفل الرحم والمشيمة المتقدمة بشكل كامل إذا كانت في أسفل الرحم وتغطي فتحة عنق الرحم بشكل كامل أو المشيمة المنغرزة في أسفل الرحم وتغطي جزءاً من عنق الرحم أو المشيمة المتقدمة جزئياً عندما تكون المشيمة منغرزة في أسفل الرحم، لكنها لا تغطي عنق الرحم، ما يمنع خروج الطفل أثناء الولادة أو النزف الحاد.
دواع
وتبين أن هناك أسباباً أخرى للولادة القيصرية منها زيادة مدة الحمل أكثر من 42 أسبوعاً أو كبر حجم ووزن الطفل أو إن كان ضعيف النمو أو صغير الحجم أقل من 2,5 كيلوغرام، ما يجعل من الولادة الطبيعية خطراً على حياته أو في حالة حمل التوائم، خاصة إذا كان مجيء الطفل الأول ليس بالرأس أو عندما يكون مجيء وضع الطفل أثناء الولادة بالمقعدة أو بالعرض أو لوجود عيوب خلقية بالطفل تمنع الولادة الطبيعية، كما أن هناك أسباباً تتعلق بالسائل المحيط بالجنين، منها قلة أو زيادة كمية السائل الأمنيوسي بدرجة تهدد حياة الطفل.
مبررات
وتشير الدكتورة منى تهلك، إلى أن بعض أطباء الولادة يفضلون التوليد بالعمليات القيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، لأسباب عدة، منها إمكانية تحديد موعدها سلفاً حسب مواعيدهم اليومية، والنقص الحاصل في عدد الأطباء ذوي الخبرة في التعامل مع حالات الحمل غير الطبيعي أو بسبب المخاوف من الملاحقة القانونية لسوء المعالجة في حال حدوث خطب ما خلال الولادة الطبيعية وقلة مخاطر هذا النوع من الجراحات، فضلاً عن عائدها المادي الأعلى.
إلا أن هناك حالات معينة، يضطر فيها الأطباء لاتخاذ قرارهم بالتدخل الجراحي العاجل، وإجراء الولادة القيصرية كضرورة طبية لا مناص منها، بدلاً من الولادة الطبيعية، عندما تكون الجراحة الطارئة ضرورية لإنقاذ حياة الأم والجنين معاً، في حال وجود مشاكل صحية مفاجئة لدى الأم أو الجنين أو أن صحة الجنين مهددة بالخطر مثل نقص الأكسجين عنه أو ما يعرف بالإجهاد الجنيني أو في حالة النزف الشديد الذي يهدد حياة الأم والجنين أو عندما عندما يتقدم الحبل السري رأس الجنين في أثناء خروجه من الحوض أو عندما يصبح واضحاً أثناء الولادة أن الأم غير قادرة على الولادة من نفسها «تعسر الولادة»، لضيق عظام الحوض أو لكبر حجم الجنين أو لعدم اتساع عنق الرحم.