هل كنا نحتسي القهوة بشكل خاطئ طيلة الفترة الماضية؟
صدق أو لا تصدق، ربما كنت تشرب قهوتك بطريقة خاطئة طيلة الفترة الماضية!
إن التوقيت الذي تحتسي فيه القهوة له تأثير كبير على قدر النشاط الذي سوف تجلبه لك. فإذا كنت تشرب ثاني أكثر السلع المتداولة على وجه الأرض في المقام الأول لإيقاظك، فإن الوقت الذي تحتسيها فيه يمكن أن يؤثر في الواقع على مدى التعب الذي سوف تشعر به لاحقاً، بحسب موقع “Care2”.
يكمن السر في أن عليك أن تدع جسمك يؤدي دوره، لأن جسمك ينتج الهرمون المسؤول عن التوتر والإجهاد في الصباح، وهو الكورتيزول، لإيقاظك بشكل طبيعي.
ما أهمية هرمون الكورتيزول؟
ترتفع مستويات الكورتيزول عند الاستيقاظ تدريجياً بنحو 50%، بغض النظر عن الوقت الذي يحدث فيه ذلك، ومن ثم، فإنه نظراً لإيقاعات ساعتنا البيولوجية الطبيعية، فإن نسب الكورتيزول تبلغ الذروة بين 8 و9 في الصباح.
وبطبيعة الحال، فإن هذا يعني أنك في أقصى حالات التأهب.
فإذا كنت توقفت عن شرب الكافيين لفترة من الوقت، فإنك بعد ساعة واحدة من اليقظة تبدأ في ملاحظة تلك الناحية المثالية للتحول اللطيف في النشاط والتنبه. ومع ذلك، فإن هذا يتزامن عموماً مع الوقت الذي يكون فيه معظم الناس في حاجة شديدة لاحتساء القهوة بالحليب.
ولكننا نميل إلى تجاوز وظائفنا الغريزية مع القهوة، والتي تخلط كل شيء. والمشكلة هي أن شرب الكافيين لا يساعدك فعلاً في الاستيقاظ عندما تكون مستويات الكورتيزول مرتفعة بالفعل.
فالكورتيزول يقلل من التأثير المطلوب من الكافيين، ولذا فإن شرب القهوة عند مستويات الكورتيزول العالية يؤدي إلى نتائج عكسية.
فماذا يمكنك أن تفعل للسماح لجسمك للقيام بدوره مع التمتع بفنجان القهوة؟
إن السيناريو الأفضل هو الانتظار لمدة ساعة بعد أن تستيقظ للاستمتاع بفنجان من القهوة، عندما يحفز جسمك نفسه قليلاً. لذا يمكنك أن تتمتع بفنجان القهوة بعد الساعة 9 صباحاً مثلاً، ولتمنع نفسك من احتساء القهوة في أول ساعة بالصباح. قد يكون من الصعب في البداية، ولكن جسمك سيكون أفضل بكثير، ومتوازناً على المدى الطويل.
أما الأوقات الأخرى التي ترتفع فيها مستويات الكورتيزول عموما فهي بين الظهر والواحدة بعد الظهر، وكذلك بين 5:30 إلى 6:30 مساء.
لذلك، فإن تلك الأوقات، ومعها الفترة من 8 إلى 9 صباحاً، هي في الواقع أقل الأوقات فعالية لشرب الكافيين، حيث يكون جسمك بالفعل قادراً على إطلاق طبيعي للمنبهات الخاصة به.
فمن الجيد السماح لجسمك بتخليق هرموناته، بالقدر الذي يحتاجه، بدلاً من إعاقة عملياته بسبب مجرد “رشفة قهوة”.