بالصور.. تدافع الطلاب للهجرة لفرنسا يصدم جزائريين
هذه ليست صور احتجاجات أو مظاهرات في #الجزائر، بل تجمّع لآلاف الطلاب الجامعيين أمام المركز الثقافي الفرنسي، من أجل إجراء اختبار في اللغة الفرنسية والحصول على فرصة للهجرة إلى #فرنسا لاستكمال الدراسة والعيش فيها.
مشهد التدّفق الهائل للشباب الجزائري الراغب في #الهجرة يوم أمس الأحد على المركز الفرنسي الذي صدم الكثير من الجزائريين لم يمرّ مرور الكرام، فقد فتح بابا للنقاش الواسع حول واقع العلاقة التي أصبحت تربط بين الوطن وأبنائه، وطرح عدة تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بالكفاءات الجزائرية والنخبة المثقفة لترك بلادها والهجرة نحو الخارج.
اعتبر الباحث في علم اجتماع الشباب النوري السعدي، أن يتفهمه رغبة الشباب الجزائري خاصة حاملي الشهادات العليا في الهجرة إلى الخارج، مرجعا ذلك إلى “حالة اليأس والإحباط التي أصبحها يعيشها في بلاده”، مضيفا أن المشاهد التي التقطتها عدسات الكاميرا أمام المركز الثقافي الفرنسي هي “رسالة للسلطات التي قدمت على امتداد السنوات الماضية وعودا كثيرة للشباب المتعلم لم يتحقق ولو قليلا منها، وأصبحت بذلك تدفع بأبنائها للبحث عن بصيص أمل خارجها يضمن له مستقبله”.
وأضاف في حديث مع العربية.نت “أعتقد أنه لو وجد هؤلاء الشباب حقوقهم في بلادهم من تكوين جامعي جيّد ومساواة في مسابقات التوظيف واهتمام أكثر من الدولة لن يهرب أحد منهم إلى الخارج، لكن الرسالة جدّ واضحة اليوم، الكل يريد الهروب من الجزائر بأية طريقة حتى وإن كان عبر مغامرة غير شرعية”.
من جانبه وصف الناشط حمزة العنّابي، مشاهد التدافع بـ”المخجلة” خاصة أنها تتزامن مع عشية الاحتفالات بذكرى اندلاع ثورة التحرير من المستعمر الفرنسي التي توافق الأول من نوفمبر، مبينا أنه “لا يعتقد أنّ هوس الدراسة في فرنسا هي التي أجبرت الشباب الجزائري إلى التنقل للمركز الثقافي الفرنسي والتدافع للدخول إليه، بقدر ما هو محاولة للهروب من الواقع المر الذي بات يعيشه ومن المستقبل الغامض الذي ينتظره”.
غير أنّ المدوّن محمد رزيقة، انتقد في تغريدة له الحشود البشرية التي تدفقت على المركز الفرنسي من أجل الهجرة والتدافع الذي حصل من أجل الخروج إلى “بلد الاستعمار”، متسائلا “كيف يترك طالب العلم دولته التي ضمنت له هذا المستوى الثقافي والتعليمي ويذهب إلى دولة أخرى لتستفيد من كل هذا؟ إنها إهانة لأنفسهم، كان الأجدر بهم العمل لتغيير وتحسين الأوضاع في البلاد بدلا من اختيار الهروب”.
وتخسر الجزائر سنويا حوالي 6 آلاف من كفاءاتها العلمية والتكنولوجية التي تضطر للهجرة إلى الخارج، وحسب الأرقام الرسمية خسرت الجزائر منذ عام 1992 500 ألف من كوادرها العلمية بسب عدم الاستقرار السياسي وتجاهل وتدني برامج دعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.