العالم تريند

«طوفان الأقصى» تفضح زيف الإعلام الغربي … وافيخاي ادرعي مصاب بالذهول!

عربي تريند_

في خطوة غير مسبوقة، نجحت في الأيام الماضية كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، باختراق الحدود الفاصلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال عملية عسكرية واسعة شملت إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف وعمليات تسلل واقتحام مستوطنات وأسر إسرائيليين.
حملت هذه العملية النوعية اسم «طوفان الأقصى»، وهي عملية مباركة ومقدسة في الذاكرة الفلسطينية والعربية، لأنها عكست قدرة أهلنا في غزة على هدم جدار الفصل العنصري البغيض.
لقد تعرض الجيش الإسرائيلي – حسب الخبراء العسكريين – إلى «أكبر عملية خداع إستراتيجي». لقد أخفق في مواجهة عبور شبان غزة إلى المستوطنات، التي بنيت في أراض فلسطينية 100 في المئة، وسط صمت وتواطؤ دولي على انتهاك حكومات الاحتلال المتعاقبة للقوانين الدولية والشرائع الإنسانية، ناهيك عن حصيلة سنوات مريرة من الحصار، ترافقت مع تصاعد الانتهاكات في الممارسات الاستيطانية. ففي الضفة الغربية وفي القدس، لم يتورّع المستوطنون عن تنظيم حملات انتُهكت فيها الرموز الدينية، الإسلامية والمسيحية. وكل ذلك بإشراف مباشر من حكومة الاحتلال.
ومع سيطرة الـ«سوشيال ميديا» على الفضاء الإعلامي العام، إلا أن العملية الفلسطينية الأخيرة نجحت في إعادة المتابعين إلى القنوات الإخبارية التقليدية مثل قناة «الجزيرة» و«سي أن أن» و»بي بي سي» العالمية، حيث تصدر الحدث الفلسطيني معظم القنوات العالمية.
وعلى الرغم من الانقسام الفلسطيني الداخلي بين الفصائل الفلسطينية وسيطرة حماس منذ منتصف شهر مايو/أيار من عام 2007 على القطاع، إلا أن الأصوات الإعلامية الفلسطينية على اختلاف مشاربها توحدت لمواجهة الهمجية الإسرائيلية وزيف الإعلام الغربي. فهو ينظر للمستوطن الإسرائيلي على أنه ضحية، فيما يتجاهل ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً منذ أكثر من 14 عاماً. يتجاهل موت آلاف الأطفال والأمهات والشيوخ.
ومن بين الأصوات، التي سجلت حضورها عبر وسائل الإعلام الناطقة بالإنكليزية السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط. لقد تنقّل من قناة إلى أخرى ليواجَه من قِبل محاوريه بأولويّة واحدة: حثّه على إدانة الهجوم الذي شنّته حركة حماس. وقد أشاد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بآدائه منذ بدء معركة «طوفان الأقصى»، ووصفوا تصريحاته بـ»الذكية» والوطنية، وعبروا عن إعجابهم بجرأته في انتقاد ازدواجية معايير الإعلام الغربي. لقد رفض زملط الإجابة عن أسئلة مذيعة «بي بي سي» حول إذا ما كان يدين معركة طوفان الأقصى. واعتبر مبدأ السؤال خاطئاً من الأصل. كما انتقد القناة لعدم استضافته إلا حين ذاقت إسرائيل من الكأس الذي يذوقه الفلسطينيون منذ بدء الاحتلال. وجاء في تقرير نشره موقع «الجزيرة نت» أن السفير زملط قال في لقائه مع «بي بي سي» إن «كل هذا بدأ في هذه البلاد، منذ أن سلبتنا بريطانيا حقوقنا دون استشارتنا والرجوع إلينا، ليثبت نهج المجتمع الغربي والدولي فشله بالكامل».
كما ذكر في مقابلة أخرى مع «سكاي نيوز» أن هذا الهوس بإدانة الضحايا وتوجيه الاتهام للمحاصرين، ومن هم تحت الاحتلال طرح غير أخلاقي، لما فيه من منح الحق «لإسرائيل حصرا ًفي الدفاع عن نفسها وتصويرها على أنها تحت الحصار».
وفي حديثه مع «سي أن أن» الأمريكية أشار إلى مأساوية الوضع القائم المتمثل في مقتل الآلاف على الجهتين. كما أكد أن «العالم والمجتمع الدولي يغضان نظرهما ويصمان آذانهما عن انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين لعقود، ويتحدث عند مقتل الإسرائيليين فقط».
بالطبع أسئلة السفير الفلسطيني، رغم واقعيتها ومنطقيتها، تبقى مفتوحة على الغيب. فالإعلام الذي صنعته التقاليد والقيم الديمقراطية الغربية ما زال يشعر بعقدة الضمير، جراء جرائم الأوروبيين بحق اليهود، ولكنهم – أي صناع القيم الديمقراطية – يرتكبون الخطيئة الأولى نفسها، حين يغضون الطرف عن المذابح اليومية، التي يرتكبها ضحايا الهولوكوست بحق أهلنا في غزة.
ومن ناحية أخرى، يفاجئنا بعض «الصهاينة العرب» بالتفاعل والإعجاب بتصريحات أفيخاي أدرعي، المتحدث الرسمي بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي بدا واضحا أنه مصاب بالحيرة والذهول. ففي ظهوره الأخير على قناة «الجزيرة»، وصف مقاتلي حماس بـ «الدواعش»، فقط لأنهم فاجأوا جيشه ومخابراته وأجهزته الأمنية، وفاجأوا العالم أجمع بكسرهم لأعتى منظومة عسكرية في المنطقة. لا أفهم حتى اللحظة ما الذي يريده العربي المناهض لحركة حماس من التصفيق والتطبيل لجيش أدرعي، الذي دمر بيوت أهلنا في فلسطين وحمى المستوطنين الذين انتهكوا مقدساتنا في الأقصى؟ ما الذي يريده هذا العربي المهزوم حين يعتبر ما تقوم به إسرائيل هو من باب الدفاع عن النفس؟ هل يدرك هذا «الغشيم» أن أهل فلسطين إنما يدافعون عن جميع العرب في دفاعهم عن أرضهم ومقدساتهم. بالطبع، وحتى لا نبالغ فإن هذه الأصوات «الغبية» أقلية في عالمنا العربي. إنها أصوات محدودة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها تصاعدت مؤخراً مع تصاعد الحديث عن موجة التطبيع الجديدة. نقول لهؤلاء المشككين بحتمية التاريخ: سيسقط المطبعون جميعاً. لكم إسرائيلكم ولنا فلسطيننا.
وسنذكر على الدوام ما قاله الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب:
إحذر أن تزرع إسرائيل برأسك
حصن رأسك
وابدأ بسلاح أبيض منه
هجوم بعد هجوم
بعد هجوم يا ولدي
لا نصر بدون هجوم
أو تصبح قواداً دولياً يا ولدي
مفهوم مفهوم يا ولدي مفهوم

*٭ مريم مشتاوي /كاتبة لبنانيّة

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى