من بلاط «صاحبة الجلالة» إلى مطعم بنكهة وحنين الأمهات

أمام لوحة متواضعة مرسومة على جدار أحد المطاعم في حي دبي للتصميم كان بعض رواده يقفون ويلتقطون صوراً تذكارية، وأخذنا الفضول إلى حكاية، بطلها عبد الوهاب عجّور، الذي صال وجال في بلدان العالم، وخبر بلاط «صاحبة الجلالة»، كونه مديراً سابقاً للمبيعات بوكالة «رويترز» العالمية، وقبلها «فرانس برس»، والذي لم يجد خلالها أشهى أو ما يعوضه عن «طبخات» أمه، حيث استثمر في شغفه، وفاءً لأمه.

هذا العشق دفعه قبل شهرين إلى افتتاح مطعم أسماه «طاولة أمي» في حي دبي للتصميم. ويقول في لقائه مع «البيان» حول تلك النقلة بين عالمين لا يمت أحدهما للآخر بصلة: «طبخ أمي الأطيب وبشهادة الجميع منذ كنا في قرية سلقين شمال سوريا على الحدود التركية حيث نشأنا، وتعلمت أمي من «حماتها» وصفات المأكولات بأنواعها».

ثقافة الطعام

وهنا يبتسم ويتابع: «كان الطهي الأمر الوحيد الذي تتفقان عليه. بالطبع لم أجد من يفوق وصفات أمي وجدتي، خاصة أني لم أوفق بزوجة تجيد الطهي. ومنهما تعلمت وإخوتي منهما الكثير من ثقافة الطعام وقواعده وآدابه».

ويحكي عن الولادة المفاجئة لفكرة المطعم قائلاً: «سافرت خلال عملي ولمدة 17 عاماً إلى مختلف بلدان العالم ولم يكن طعم البيتزا التي أكلتها في بلدها الأصلي إيطاليا، أو البرغر في أميركا أو الكرواسان في فرنسا، يرضيني أو يرتقي إلى مذاق وصفات والدتي. ومع مضي السنين بدأت أفكر في وصفات مأكولات أمي المكتوبة في الذاكرة فقط. وعليه اتخذت قراري وفتحت المطعم لأقدم فيه أطباق أمي التي تجاوزت حالياً الثمانين».

وبلا تردد يقول عبدالوهاب حول التساؤل عن تباين النكهة والمذاق بسبب اختلاف مصادر المكونات من خضرة وبهارات ولحوم وغيرها: «أحصل على مصادري الأولية من منبتها الأصلي، مثل الباذنجان الحمصي الموسمي الخاص بمونة «المكدوس»، والذي لا يمكن الاستعاضة عنه بنوع آخر وهكذا». وفي نهاية القصة طلبنا منه صورة تذكارية بجانب بورتريه والدته.