جربت العيش كمسلمة في بريطانيا فصدمتها العنصرية التي تعرضت لها
لم تتعاطف كاتي فريمان (42 عامًا)، يومًا مع المجتمع الإسلامي في مسقط رأسها مانشستر في بريطانيا، ولم تتمكن أبدًا من فهمه، بل وكانت واحدة من داعمي حملة حظر النقاب في تلك المنطقة، إلا أن أفكارها تغيرت بشكل كبير بعد أن طلب منها أن تعيش حياة امرأة مسلمة في بريطانيا كجزء من تجربة تلفزيونية لفيلم وثائقي جديد يدعى “تجربتي كمسلم لأسبوع”.
ولاحقتها الكاميرات طيلة فترة محاولتها الاندماج بالمجتمع الإسلامي، بما في ذلك زيارتها مكتبًا للزواج حيث يذهب بعض الشباب المسلمين العازبين عادة من أجل تحديد موعد للتعارف على شركاء حياتهم المستقبليين، وذهابها كمحرم مع فتاة وشاب عاقدين على الزواج، ولم تتمكن كاتي من فهم هذا العرف الإسلامي، فعلقت على الأمر قائلة: “ما الخطأ في اتباع الطريقة التقليدية القديمة؟ أن تعجب بشخص وتتكلم معه ثم تعطيه رقمك”.
كما صور الفيلم المرأة المسلمة صائمة ألفي (49 عامًا)، وهي تساعد كاتي على ارتداء الحجاب والملابس التقليدية المحتشمة لتبدو كامرأة متدينة، وتختبر العادات الإسلامية التي ستضعها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الغربي المتحيز. وتزامنت تجربة كاتي مع هجوم مانشستر الإرهابي في شهر أيار/ مايو من هذا العام، ما عرّضها لإساءات عنصرية من قبل بعض المقامرين المزاولين للتسكع في إحدى حانات حيها، حيث استمروا في سؤالها ما إذا كانت تخطط لتفجيرهم، وأصببت كاتي بالصدمة من ردود الفعل الهجومية تجاهها متسائلة عن الضرر الذي قد تسببه بالمشي بالقرب منهم، ثم صرخت قائلة: “يا لهم من حمقى! لقد أصابتني أسئلتهم بالسأم! لا أستطيع أن أتخيل متى ستنتهي هذه التجربة لأتمكن من العودة إلى منزلي وحياتي الطبيعية وعندها لن يتمكنوا من التعرض لي، أليس كذلك؟”. ثم أضافت: “أشعر بالأسى ولا يمكنني أن أتصور كيف سيتعاملون مع صائمة وعائلتها في حال مرورهم من هنا، إنهم بالتأكيد لن يرحموهم”.
ولم تمتنع كاتي في بداية الفيلم الوثائقي وقبل خوض هذه التجربة عن إبداء أحكامها المسبقة تجاه المسلمين، واعترفت كيف خرجت من أحد المتاجر لأن ابنتها خافت عندما رأت امرأة ترتدي البرقع، وفقًا لموقع “ديلي ميل”، وقالت: “إن حظر النقاب سيشعرني بأني أكثر أمنًا، أنا لا أريد أن أجلس بجانب امرأة مسلمة وأتساءل ما إذا كانت ستفجرني!”، في حين كانت نهاية الفيلم صادمة، إذ ظهرت وهي تخبر أمها بأنها أعلنت إسلامها، ما أثار الرعب والهلع في نفس والدتها فأجهشت بالبكاء وقالت: “كاتي، أنت تخيفينني، أنا لا أستطيع أن أتخيلك كجزء من عائلتي بهذا الشكل”.
وأجرى الفنيون في البرنامج تعديلات على ملامح كاتي ليبدو شكلها قريبًا من المظهر الباكستاني العام، إذ اضطرت إلى ارتداء أنف وأسنان مختلفة وغيرت لون بشرتها لتصبح داكنة، ما سبب العديد من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وعانت كاتي من سوء معاملة شديد نتيجة مظهرها هذا، وخاصة بعد الهجوم الإرهابي على مانشستر الذي أسفر عن مقتل 22 شخصا، ما دفعها إلى الرغبة بالانسحاب من التجربة خوفًا من التعرض للاعتداء.
وما لبثت كاتي أن وطدت علاقتها مع مضيفيها بحلول نهاية الفيلم الوثائقي، وصرحت قائلة: “إن على البريطانيين البيض والمسلمين أن يقفوا جنبًا إلى جنب بمواجهة الإرهاب”، ثم أضافت: “لا يمكننا أن نستمر بإلقاء اللوم على المسلمين نتيجة الإرهاب الذي نتعرض له، فقط لأنهم يعيشون حياتهم بأسلوب مختلف!”.
(العربي الجديد)