الإعدام أو السجن المؤبد في بنغلادش لقتلة دبلوماسي سعودي
بعد 5 سنوات من اغتيال دبلوماسي سعودي في دكا، عاصمة بنغلادش، سيصدر اليوم الثلاثاء الحكم النهائي على قتلته، إن لم يطرأ سبب حاسم، ويتوقعون للحكم أن يكون بالإعدام لهم جميعاً، أو بالسجن المؤبد لثلاثة منهم، والإعدام الأكيد للرابع، بوصفه كان مطلق النار في 6 مارس 2012 على خلف بن محمد سالم العلي، رئيس قسم شؤون الرعايا السعوديين بسفارة المملكة في دكا.
الحكم على قاتليه تأخر كثيراً، بسبب الحاجة إلى الاطلاع على 3 طعون والتماسات قدمتها الحكومة البنغالية، إضافة لالتماس من القتلة الذين سبق للمحكمة العليا أن حكمت على 3 منهم بالإعدام في نوفمبر 2013 ثم خففته إلى السجن المؤبد، وأكدت الإعدام لمطلق النار سيف الإسلام مأمون، وعمره الآن 27 سنة. وهناك خامس، فار منذ 5 سنوات، برّأته المحكمة وأيضاً السلطات التي طلبت بطعونها إنزال أقصى عقوبة بالمتهمين، لذلك سيتم الاستماع لطعونها، ويليه الحكم النهائي.
بموجب الحكم قد يتم اعدام أو سجن محمد الأمين، البالغ حالياً 28 سنة، وزميله البالغ العمر نفسه أكبر علي لالو، إضافة إلى رفيق الإسلام خوكن، وعمره 27 عاماً، فيما سيثبت الإعدام على مطلق النار. أما الخامس، فاسمه سليم شودري، من المقرر إعلان براءته مجدداً، مع أنه مختف عن الأنظار منذ الجريمة التي أرسلت السلطات السعودية وفداً أمنياً تابع مجرياتها على كافة المستويات، والتي كانت “العربية.نت” أول من كشف في 26 يوليو 2012 عن اعتقال مرتكبيها، عبر تحقيق موسع نشرته مع صورة لهم ذلك الشهر، هي الوحيدة.
فيديو لكيف اعترضوه واغتالوه
وتضمن التحقيق حديثاً عبر الهاتف مع السفير السعودي في دكا آنذاك، الدكتور عبد الله بن ناصر البصيري، وهو سفير حالياً لدى الفلبين، فزود “العربية.نت” بمعظم المعروف عن مقتل الدبلوماسي المتخرج بالعلوم السياسية من موسكو، من أنه كان معتاداً على ممارسة رياضة المشي، أو على دراجة هوائية أحياناً، ودائماً قرب منزله المجاور في الحي الدبلوماسي بمنطقة Gulshan لمبنى السفارة في العاصمة.
ليلة 6 مارس 2012 خرج العلي من منزله للمشي خارجه كعادته، من دون أن يحمل معه أية أوراق ثبوتية، لأنه كان قريباً من البيت ويرتدي زياً رياضياً، وهو ما نراه في فيديو تعرضه “العربية.نت” أعلاه، كمحاكاة لما حدث، ومصدره شرطة دكا نفسها، وفيه نرى سيارة تقترب من العلي في الحادية عشرة ليلاً، وبداخلها 4 شبان مسلحين، بيد أحدهم، وهو سيف الإسلام مأمون، مسدس عيار 22 ملليمتر “فانطلقت منه رصاصة” واستقرت بالجانب الأيسر من صدر الدبلوماسي الذي خر مضرجاً بدمه، وبثوان لملموا شأنهم وأقلعوا هاربين بالسيارة في عتمة الليل.
وزعموا أن الرصاصة انطلقت صدفة من المسدس
أشهر مرت، واعتقلت الشرطة البنغالية 4 محترفي سلب وسطو مسلح في 4 يونيو 2012 بعد قيامهم بعملية سطو فاشلة، وظلوا معتقلين 50 يوماً، إلى أن اتضح في 25 يوليو بعد انتهاء التحقيق معهم والعثور مع أحدهم على مسدس عيار 22 وسيارة كالتي لاذ قاتلو العلي بها فراراً، بأنهم ليسوا إلا قتلته بالذات، فاعترفوا بجريمتهم، زاعمين أن الرصاصة التي قتلته “انطلقت” من المسدس صدفة.
روايتهم رفضها السفير البصيري وقتها “لأن الرصاصة لا يمكن أن تكون خرجت صدفة من المسدس، بل تعمدوا قتله لسلبه ما كان بحوزته” طبقاً لما سمعت منه “العربية.نت” حين حدثها عن الدبلوماسي الذي كان يعمل بالسفارة منذ عامين فقط، ويتهيأ للانتقال إلى سفارة المملكة بالأردن، وأخبر ذلك لأشقائه خالد ورافع ونايف قبل مقتله، كما لابنه الوحيد ناصر، العامل وقتها في “مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية” للتأهيل الطبي، ويقيم في الرياض مع عمه خالد العلي، وكان بعمر 23 وقت مقتل أبيه، والآن بعد 5 سنوات سيرى العدالة تنال من قاتليه.