كتالونيا تتحدى مدريد.. والشرطة تقتحم مراكز الاستفتاء
شهدت كتالونيا الأحد اشتباكات مع الشرطة الاسبانية في عدد من مراكز الاقتراع على استفتاء الانفصال. وطوقت شرطة مكافحة الشغب، مركز اقتراع في بلدة جيرونا الكاتالونية، سيصوت فيه رئيس المنطقة الانفصالية في الاستفتاء على الاستقلال الذي حظرته مدريد. وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن مشاجرات وقعت لدى وصول الشرطة. في حين قالت وزارة الداخلية إنها نشرت رجالها في أنحاء كتالونيا.
وأفيد نقلاً عن شهود عيان بأن الشرطة ضربت متظاهرين في برشلونة، وقد سجل جرح عدد من الأشخاص.
من جهته، أكدت وزارة الداخلية أن الشرطة الاسبانية بدأت في التحفظ على صناديق الاقتراع وأوراق التصويت في عدد من مراكز الاقتراع، فيما بدأ بعض الناخبين في الإدلاء بأصواتهم.
وقال شاهد لوكالة رويترز إن شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع ناخبين خارج مركز اقتراع في برشلونة حيث استخدم عشرات أفراد الشرطة دروعا لدفع الناس بعيدا. وهتف الناخبون “نحن سلميون” و”لسنا خائفين”.
وفي مواقع أخرى في الإقليم فتحت مراكز اقتراع أبوابها في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش) وبدأ ناخبون في الإدلاء بأصواتهم.
وبحسب بعض المشاركين في الاستفتاء، عمدت شرطة مكافحة الشغب إلى اخراج صناديق اقتراع صادرتها من مركز اقتراع في برشلونة.
كما أفاد عدد من وسائل الاعلام المحلية بوقوع اشتباكات بين الشرطة وبعض القادمين للمشاركة في الاستفتاء يف عدة مراكز. كما تم تداول مقاطع مصورة على مواقع التواصل تظهر الشرطة تمنع بعض المشاركين من التصويت، وتتعامل بعنف معهم.
كتالونيا تتحدى مدريد
ومن المتوقع أن يتحدى الآلاف من الكتالونيين السلطات الإسبانية، ويحاولون التصويت في استفتاء محظور على الاستقلال اليوم الأحد، ما يثير المخاوف من اندلاع اضطرابات في المنطقة الغنية الواقعة بشمال شرقي #إسبانيا.
وقد بدأ بالفعل صباح الأحد مئات الكتالونيين بالتجمع أمام مراكز الاقتراع في برشلونة ومدن أخرى في المنطقة للمشاركة في الاستفتاء حول الاستقلال الذي منعته السلطات الإسبانية. وفي برشلونة وجيرونا معقل الرئيس الانفصالي كارليس بينغديمونت وفيغيراس، يقوم الكتالونيون بحماية مراكز التصويت والدفاع عن “حقهم في التصويت”.
وأدى الاستفتاء الذي أعلنت مدريد عدم شرعيته إلى سقوط البلاد في واحدة من أسوأ أزماتها الدستورية منذ عشرات السنين، وأثار المخاوف من اندلاع أعمال عنف في الشوارع وسط اختبار للإرادة بين مدريد و #برشلونة.
مظاهرة مؤيدة لوحدة إسبانيا.. في برشلونة
وفي دلالة على الانقسام الذي سببه الاستفتاء، تجمع متظاهرون مؤيدون للوحدة في المدن الإسبانية الكبيرة، ومنها برشلونة للتعبير عن معارضتهم القوية لمسعى #كتالونيا للانفصال. وتظاهر الآلاف مساء السبت في برشلونة ملوحين بالأعلام الإسبانية والكتالونية احتجاجا على الاستفتاء.
وهتف المتظاهرون في الشوارع وسط برشلونة “نحن أيضا كتالونيون!” في وقت احتمى البعض من الأمطار تحت علم كبير لإسبانيا. وهتف بعض آخر “بويغدمونت إلى السجن” في إشارة منهم إلى رئيس حكومة كتالونيا كارلس بويغدمونت.
كما أحرق رجل العلم الكتالوني، في حين حاولت مجموعة من الأشخاص تمزيق لافتة مكتوب عليها “مزيد من الديمقراطية”، معلقة أمام مجلس المدينة وسط هتافات من الحشود.
مدريد: إغلاق معظم مراكز الاقتراع
وفي برشلونة، قضى مئات المؤيدين للاستفتاء الليل في مدارس مع أطفالهم، ويقولون إنهم يعتزمون البقاء حتى نهار الأحد لإبقائها مفتوحة للناخبين.
لكن الحكومة الإسبانية قالت إن نسبة بسيطة من المدارس هي التي يعتصم فيها عدد من الأشخاص، وإنها تحققت من أن معظم الأبنية المخصصة للاقتراع وعددها 2300 جرى إغلاقها.
وقبل ساعات من الموعد المقرر للتصويت لا يزال من غير الواضح إن كان الاستفتاء سيجرى أم لا وذلك رغم تأكيدات حكومة الإقليم بأنها ستمضي قدما في الاستفتاء وإصرار #مدريد على أنها ستعرقل تلك الخطوة.
وليس للاقتراع صفة قانونية بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية حكما بوقفه، وبعد أن قالت مدريد إنه يخالف دستور عام 1978.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أقلية من نحو 40% تؤيد الاستقلال رغم أن غالبية ترغب في إجراء استفتاء على القضية. وإقليم كتالونيا يقطنه 7.5 مليون شخص يتحدث الكثير منهم اللغة الكتالونية، واقتصاد الإقليم يفوق نظيره في البرتغال.
وإذا أجري التصويت فإن النتيجة ستكون على الأرجح “نعم” بالنظر إلى أن من المتوقع أن يدلي المؤيدون للاستقلال بأصواتهم، في حين أن معظم المعارضين له لن يشاركوا.
وطلب منظمو التصويت من الناخبين الوصول لمراكز الاقتراع الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) والانتظار في صفوف لحين فتح المدارس أبوابها وحثوهم على إظهار مقاومة سلمية لأي إجراء من الشرطة.
رئيس إقليم كتالونيا يدعو إلى “وساطة” لحل الأزمة
من جهته، دعا رئيس إقليم كتالونيا الانفصالي كارلس بيغديمونت إلى وساطة في الأزمة مع مدريد.
وقال بيغديمونت لوكالة “فرانس برس”: “يجب أن نعبر عن رغبة واضحة في حصول وساطة مهما كان السيناريو، سواء فازت النعم أو اللا في الاستفتاء. يجب ان نتحادث. يجب أن نبدأ مفاوضات غير مشروطة. إنها أمنية جميع الكتالونيين الذين يريدون التصويت والقيام بذلك في إطار حوار وبموجب اتفاق”.