كيف يؤثر “قيادة المرأة” على مستقبل صناعة السيارات؟
في الماضي، عندما كانت هيمنة الرجل على عالم قيادة السيارات، فإن تصميم السيارة بشكل عام كان مرتبطاً بمتطلبات الرجل، وربما لا يدرك الكثيرون أن دخول المرأة في السياقة غيّر بعض الأمور التي قد لا تكون ملاحظة.
لكن عموماً فإن عالم تصميم السيارات ظلّ يخضع بشكل عام لهيمنة ومواصفات الرجل، وهو ما يطرح سؤالاً بعد السماح للمرأة في السعودية بالقيادة، هل سيغير ذلك في مستقبل صناعة وتصميم السيارات بالتحديد؟ لا سيما إذا ما نظرنا لحجم السوق السعودية وتأثيرها الاقتصادي القوي على المستوى العالمي، وأن شركات السيارات الكبرى سوف تضع منذ هذه اللحظة في مخططها السوق السعودية نصب الأعين وبقوة.
ولا بد أنه ومنذ ليل الثلاثاء فإن الكثير من الشركات جلست للبداية في التخطيط الفوري في كيفية السيطرة أو كسب أكبر مساحة في السوق السعودية، فمن اليابان إلى كوريا الجنوبية إلى ألمانيا والولايات المتحدة سوف تنشغل السيارات بهذه السوق المضافة التي سوف يحتدم التنافس عليها.
موديلات 2019
لكن الأمر لن يتوقف هنا؛ أي أنها مجرد سيارات فحسب، إذ يتوقع أن يتم اقتراح العديد من التصورات الابتكارية في التصميمات والموديلات ابتداء من عام 2019 بحيث تكون هذه السيارات مستوفية لشروط أكثر تماشياً مع المرأة، من حيث الأشكال والألوان والتنسيق الداخلي، وغيرها من المتطلبات وربما حتى بعض الأفكار التي قد لا تطرأ على البال، فالشركات تعرف كيف تقتنص الفرص.
وفي عام 2004 كانت شركة فولفو أول الشركات في العالم التي خصصت فريقا نسائيا بحتا للنظر في مثل هذه الموضوعات في كيفية وضع الاعتبار للمرأة كسائقة، حيث تم تعيين فريق من ثماني مهندسات ومسوّقات لهذا الغرض، وكان الهدف تطوير نموذج سيارة تقوم على عناصر السلامة والراحة والأمان بحيث تستوفي شروط المرأة، وبحيث تبتعد عن الذوق الذكوري.
ويعتبر مشروع فولفو نموذجا للاهتمام المتزايد في عالم صناعة السيارات لمتطلبات النساء بشكل عام، وقد تكلل عن نموذج “يور كونسبت كار” التي حاولت أن تقدم حلولاً في إطار الفكر الجديد، أو كيف تنظر المرأة لتصميم السيارات.
ما هي متطلبات المرأة؟
وترى إيفا ليزا أندرسون، واحدة من مديري المشاريع في فولفو، أن الطلب النسوي يشكل أحد المعايير التي يجب أن توضع في الاعتبار، وهذا يعني المضي في أمور مثل التحكم الآلي بأكبر قدر ممكن، بما في ذلك تدعيم شبكات البلوتوث وغيرها من الجوانب التي تراعي المرأة في هذا الإطار، ومن المعروف أن المرأة تفضل قيادة السيارة الأتوماتيكية.
ومن الأفكار التي تم اختراعها بواسطة الفريق النسوي لفولفو أن الماء الذي يستخدم لغسيل النوافذ، لا يتطلب فتح الغطاء للتعبئة حيث يتم ذلك مباشرة كالوقود من خلال فترة على الجانب، تسهيلا للمرأة. ولابد أن النساء أقدر على تلمس حاجيات بعضهن البعض في مثل هذه الأمور من المهندس الرجل.
وتعتقد أندرسون: “أن التفكير في الحلول النسوية لا يساعد المرأة فحسب، بل الرجال أيضا، لأن الوصول إلى حلول أسهل سوف يخدم الجميع”، بمعنى أن التفكير بعقلية المرأة في تصميم السيارة سوف يجعلها أكثر راحة وخدمة للسائق وسهولة في القيادة.
كما أن النموذج النسوي لسيارة فولفو بعقلية المهندسات فقط، جاء ليكون أكثر تسامحا مع البيئة واقتصادية في استخدام الوقود، وهي كلها ميزان نسوية بحتة قد لا تتوفر للرجل أحيانا، وتقول أندرسون: “إن النساء اللواتي صممن السيارة يشعرن بالقلق من مصير العالم الذي نعيش فيه، لذلك قمن بتصميم يكون له تأثير ضئيل على البيئة”.
ولم تُنسَ اللمسات النسوية في التصميم الداخلي للسيارة، فقد تم تصميم المقصورات الصغيرة في السقف لتخزين النظارات الشمسية والمحارم الورقية، كما أن أغطية المقعد وحصيرة الأرض جاءت في ثمانية أنواع من الألوان والقوام، في حين المعتاد في السيارات أن الألوان تكون متناسقة وقليلة وغالبا ما تكون رتيبة ولا توجد زخارف أو تشكيلات كثيرة.
الزبون الأنثى.. في الاعتبار
وكان كارل براور، رئيس تحرير وناشر موقع السيارات Edmunds.com، قد قال “إن هذا هو أول تصميم للسيارة تديره النساء، وقد نجحن في تحقيق مستويات عالية من التنسيق في العمل”، فيما أشار إلى أن الكثير من الشركات بدأت في تعيين فرق نسائية من المهندسين والمديرين التنفيذيين، وأن هذا يعني أن هذه الشركات بدأت تأخذ المشترين الإناث على محمل الجد.
وفي العام الماضي تم عرض سيارة مخصصة للنساء في لندن التي قال مصمموها إنها جاءت لتستوفي متطلبات النساء، وجاءت بلون بنفسجي وبلمسات راقية ودقة وأناقة في الكثير من التفاصيل التي أخذت بعناية، لكن هناك نقطة يجب أن تؤخذ في الاعتبار أن سيارة المرأة بهذه التفاصيل والمهام سوف تكون أكثر تكلفة وأغلى سعرا وبالتالي تمثل فرصة للشركات.