الصورة التي اكتشفوها بعد “انتحار” المصور بالصدفة
تفاجأ العلماء بصورة “غير واضحة المعالم”، وصلتهم بعد موت “مصورها” إرادياً في الفضاء.
وأرسلت المركبة الأوروبية غير المأهولة “روزيتا” قبيل تحطّمها على سطح المذنّب “تشوري” صورة أخيرة لهذا الجرم نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية الخميس، بعد عام على انتهاء هذه المهمة التي حبست أنفاس المهتمين بالفضاء.
ومع أن الصورة ليست واضحة تماماً، لكنها مثيرة جداً لاهتمام العلماء والشغوفين بالفضاء، وهي تظهر الموقع الذي حطت عليها المركبة في اختتام مهمتها.
وكانت “روزيتا” تحطّمت إرادياً على سطح المذنب الذي تلاحقه منذ العام 2014، وأثناء اقترابها من المذنب التقطت أجهزتها مجموعة من الصور والبيانات القيّمة قبل أن تتحطّم، ظنّ العلماء أنها الأخيرة.
لكنهم فوجئوا بأن المركبة أرسلت صورة إضافية.
وقال هولغر سيركس الباحث في معهد “ماكس بلانك” والذي عمل في مهمة “روزيتا” متابعا الكاميرا “أوزيريس” “عثرنا في خوادمنا على مجموعة معلومات، وقلنا إنها قد تكون صورة جديدة”.
وتبيّن للعلماء أن هذه الصورة الأخيرة مرسلة في ستة أجزاء، لكن الإرسال انقطع بعد إرسال ثلاثة أجزاء فقط، إذ إن المركبة مبرمجة على أن تنطفئ تماماً لحظة ارتطامها بالمذنب.
رغم ذلك، توصل المهندسون إلى إعادة تشكيل الصورة.
وشكلت المهمة الأوروبية “روزيتا” لاستكشاف المذنب “تشوري” ملحمة فضائية امتدت على 23 عاماً بين إقرارها والتخطيط لها والتصميم والإطلاق والوصول إلى المذنب.
وقطعت المركبة 7,9 مليارات كيلومتر، في رحلة تخللتها الخيبات والمفاجآت السارة، اشترك فيها 14 بلداً أوروبياً مع الولايات المتحدة.
وفي 30 أيلول/سبتمبر 2016، أنهت المركبة مهمتها بتحطّمها كما كان مقرراً على سطح “تشوري”، لتطوي بذلك مغامرة فضائية أوروبية تاريخية استمرت أكثر من 12 عاماً في الفضاء، في محاولة لسبر أغوار تشكل النظام الشمسي.
وتحظى المذنبات باهتمام واسع في صفوف العلماء لاحتمال أن تكون أدت دوراً أساسياً في ظهور الحياة على الأرض، ولا سيما من خلال المواد العضوية التي لقحت بها الأرض حين كانت ترتطم بسطحها.