الشهيد رعد أرعد دولةً كاملةً: الاحتلال رهين للفدائيّ القادِم
عربي تريند_ بعد #عملية #تل_أبيب، وتصفية منفذّها صباح اليوم الجمعة بالقرب من مسجدٍ بمدينة #يافا، يمكن تلخيص الوضع في إسرائيل، كما عكسه الإعلام العبريّ: إحباطٌ شديدٌ، إقرارٌ بفشل الأجهزة الأمنيّة، وانتظار #العملية_القادمة.
“رئيس الوزراء الإسرائيليّ، نفتالي #بينيت، بات اليوم رهينةً للفدائيّ الفلسطينيّ القادِم، وليس فقط لنوّاب الكنيست الذين يجلسون في الصفوف الخلفيّة”، هذا ما نشره صباح اليوم مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، في معرِض تحليله للعملية التي تمّ تنفيذها ليلة أمس الخميس في أحد أهّم شوارع مدينة تل أبيب، شارع ديزينغوف.
المُحلّل أكّد أنّ وضع بينيت معقد للغاية، من الناحيتيْن السياسيّة والأمنيّة، إذْ أنّه بالإضافة إلى مواجهة التحدّي الأمنيّ الخطير منذ حوالي العام، يتحتّم على رئيس الوزراء معالجة الأزمة السياسيّة التي تُهدّد حكومته، منذ تشكيلها في شهر حزيران (يونيو) من العام الفائت 2021، على حدّ قوله.
وشدّدّ المُحلِّل على أنّ عملية تل أبيب أمس الخميس تحمل عوامل مشابهة للعمليات الثلاث التي سبقوها. وأضاف أنّه يُمكِن رسم بروفايل “الإرهاب” الفلسطينيّ الحاليّ، والتأكيد على أنّ العمليات الأربع الأخيرة وقعت جميعها في مدنٍ مركزيّةٍ ورئيسيّةٍ في إسرائيل، كما أنّها فتحت الباب على مصراعيه لتوثيقها، والعامل الثالث، برأي المُحلل الإسرائيليّ، أنّ العمليات الفدائيّة زرعت الرعب في شوارع الدولة العبريّة، أمّا العامِل الرابع، الذي يُميّز العمليات الأخيرة جميعها فيكمن في أنّ قوّات الأمن والمخابرات الإسرائيليّة لم تكُن على علم بالتخطيط لها مُسبقًا، وهو الأمر الذي يعتبره كبار المُحللين والخبراء بالإعلام العبريّ أنّه بمثابة فشلٍ مدوٍّ للأجهزة الأمنيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ لجهاز الأمن العّام (الشاباك).
وحذّر المُحلل هارئيل من أنّ ذاهب إسرائيل مرّة أخرى للانتخابات في المُستقبل القريب جدًا هو نذير شؤم وشللٍ، وأنّ الدخول في هذه المعركة الانتخابيّة الآن، وفي فترة صعبة جدًا، سيكون له التأثير الكبير على الوضع الأمنيّ في إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ التأثير لن يكون إيجابيًا، على حدّ تعبيره.
في السياق نفسه، أقرّت المحافل الرفيعة في تل أبيب بأنّ عدم وجود معلوماتٍ مسبقةٍ حول العمليات الأخيرة يؤرّق الأجهزة الأمنيّة كثيرًا ويقُضّ مضاجعها، لأنّ عدم وجود المعلومات يجهل مهمّة الاستعداد شبه مستحيلة، ويُلزمها بنشر القوّات الأمنيّة والعسكريّة في كلّ مكانٍ، وهو الأمر الذي أثبت عدم نجاعته، بسبب انعدام المعلومات الأمنيّة مُسبقًا.
المحافل الإسرائيليّة كشفت النقاب عن أنّ الفدائيين الذين نفذوا العمليات الأخيرة، بما في ذلك عملية الأمس، لم يرتبطوا بأيّ تنظيمٍ فلسطينيٍّ، أيْ أنّ الحديث يجري عن مبادراتٍ شخصيّةٍ وفرديّةٍ، الأمر الذي يجعل من مهمّة رصد التحركات القادِمة أصعب، وفق تعبيرهم.
وعن العلاقة بين السياسة والأمن في الدولة العبريّة، نقلت وسائل الإعلام العبريّة اليوم الجمعة عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب قولها أنّ عدم الاستقرار الداخليّ في إسرائيل يُوجّه رسالةً حادّة إلى الدول الجارة بأنّه تأكيد على ضعف إسرائيل، على حدّ تعبيرهم.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، كان لافتًا في الساعات الأخيرة، أنّ دولة الاحتلال بأكملها جلست أمام التلفزيون، لتشاهد هجوم (ديزينغوف) على الهواء مباشرة، من خلال مطاردة في الشوارع للمسلح، وصور الجرحى، وتزايد الشعور بالقلق والخوف، بسبب المكان والزمان المباشرين للعملية، كون تل أبيب مدينة مزدحمة في أمسيات الخميس بالعادة.
والأمر المُثير أنّ جميع قنوات التلفزة العبريّة أكّدت خلال بثّ وقائع العملية أنّ تل أبيب لم تشهد حالةً من الهلع والخوف، كما حدث أمس، وكان كافيًا الاستماع لتوجيهات الشرطة للمواطنين في المدينة الأكبر بإسرائيل بالاختباء بالبيوت وإقفال الأبواب، خشيّة من وصول مُنفّ العملية، الذي بحسب الإعلام الإسرائيليّ تمّت تصفيته في الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت المحليّ، أيْ بعد مرور أكثر من 8 ساعات على تنفيذه للعملية، وأنّ الفدائيّ لم يستسلِم بل سقط بعد تبادل إطلاق النار مع قوّات الأمن الخاصّة، التي وصلت إلى المكان عن طريق الصدفة.
جديرٌ بالذكر أنّ منفّذ العملية هو رعد فتحي زيدان حازم 29 عامًا من مخيم جنين.