شاهد.. تونسي لم يمنعه السرطان وبتر ساقه من مواصلة حياته
قصة إصرار وتحدٍّ لشاب تونسي لم يعرف اليأس بعد فقدانه قدمه، إثر إصابته بمرض السرطان، واجه واقعه بإيمان كبير، فخطط لمستقبله ووضع لنفسه أهدافا بدأ في تحقيقها، وأثبت أن المرض لا يمكن أن يقتل في الإنسان إرادة الحياة والاستمرار.
هو الشاب محمد اللجمي من مدينة سوسة التونسية، يبلغ من العمر 23 سنة، شاءت الأقدار أن يكتشف بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 2013 أنه مصاب بمرض سرطان العظام، مما اضطره إلى الانقطاع عن دراسته الجامعية في اختصاص التمريض والانشغال بالعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية، التقته “العربية.نت” فشاركها قصته.
يقول “بعد هذا العلاج اختفى مرض السرطان، لكنه عاود الظهور بعد فترة فخضعت لعملية أخرى، أخبرني فيها الطبيب بأنه مضطر لبتر ساقي حتى لا ينتقل السرطان إلى باقي الأعضاء في الجسم”.
وقع الخبر كان سيئاً ومؤلماً على نفسية اللّجمي وعائلته خاصة أنه مازال شابا وعاشقاً للرياضة التي يمارسها بشكل دوري، لكنه تفهم في النهاية قرار الطبيب ووافق على بتر الساق، ليبقى إثرها ماكثاً بالبيت حتى ازداد وزنه ووصل إلى 100 كغ بعد أن كان في حدود 58 كغ.
ويشرح قائلا” خلال الفترة التي بقيتها في البيت، جلست مع نفسي ورسمت أهدافي في المستقبل، فوجدت أنه لا بدّ من العودة إلى حياتي الطبيعية والرجوع إلى دراستي واستئناف ممارسة رياضاتي المفضلة، صحيح عدت بوضع جديد ودون ساق لكنها في حقيقة الأمر لم تزدني إلا إصراراً على النجاح ومواصلة التحديات، لأن طعم النجاح بقدم واحدة أجمل”.
بعد انقطاع لمدة 3 سنوات، عاد اللجمي إلى دراسته الجامعية وقام بتغيير التوجيه لينتقل إلى المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا أين يواصل دراسته، بعد أن نجح في الانتقال من مستوى إلى آخر بامتياز بسبب إصراره وعزيمته، ويأمل أن ينهي كل سنوات الدراسة بنجاح، حتى يمكنه المشاركة في مرحلة الماجستير والحصول على الشهادة.
وبالتوازي مع طموحاته الدراسية، يواصل اللجمي تدريباته الرياضية في اختصاص كرة القدم والسباحة، وكذلك المشي وركوب الدراجات إلى جانب تسلّق الجبال، وهو في انتظار الالتحاق بالمنتخب التونسي لذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه يرى في نفسه القدرة على النجاح والتألق وتشريف تونس في المشاركات الرياضية العالمية.
ويؤكد اللجمي أن نجاحه وتغلّبه على ظروفه الصحية وعودته إلى حياته الطبيعية، “أعادت البسمة إلى عائلته وأصدقائه، الذين سعوا دائما إلى دعمه والوقوف بجانبه”، مضيفاً أنه “لا يجب على الإنسان الاستسلام لأنه ليس هناك مستحيل لتحقيق أهدافه، فهو قادر في كل الظروف، المهم ألا ييئس من الحياة وينظر إليها بتفاؤل”.
وخلص قائلا “البعض يظن أن فقدان جزء يعني فقدان جزء من الحياة والأهداف، هذا خطأ وإليكم الإجابة، بعد البتر تغيّرت الحياة وأصبحت أكثر إثارة وتشويقا ومغامرة، فكل عمل أقوم به يعد إنجازاً وتحدّياً، صحيح فقدت ساقي لكن لم أتوقف عن ممارسة كرة القدم ولو بساق واحدة، أن تمارس الرياضة بساق واحدة يعد إنجازاً، أصبحت الحياة مليئة بالمغامرات وبدون روتين، بالعكس بعد البتر الحياة أصبحت أفضل وهذا لن يزيدني إلاّ تحدّيا وقوّة لبلوغ أهدافي، فشعاري دائما إلى قادم التحديات”.