بالصور.. تعرّف على أول رئيس فيدرالي في سوريا
شهدت #سوريا أكثر من صيغة سياسية للحكم، عبر تاريخها المعاصر. فقد كانت مملكة عام 1920 ثم بعدها أعلن الانتداب الفرنسي فيها دويلات مستقلة، ثم ألغيت بعض تلك الدولة المستقلة، ودخلت في اتحاد فيدرالي حمل اسم “اتحاد الدول السورية”. ثم في عام 1932 يتم الإعلان فيها عن صيغة “الجمهورية”، الأخيرة التي اكتسبتها ولازالت جزءا من اسمها، مع إضافة “العربية” إليها، لاحقاً، لتصبح أخيراً، الجمهورية العربية السورية.
ويشار إلى أن ما يعرف بمشروع الدستور الروسي لسوريا، والذي أثار جدلاً واسعاً ورفضته #المعارضة_السورية، كان أسقَط صفة “العربية” عنها، وأشار إليها فقط بصيغة “الجمهورية السورية”.
صبحي بركات الخالدي.. أول رئيس فيدرالي لسوريا
أوّل رئيس فيدرالي، في سوريا، كان الرئيس صبحي بركات الخالدي، وهو من أعيان محافظة #حلب التي كانت تخوض صراعاً مع دمشق على المحورية، وأدى هذا الصراع على الدور والمحورية إلى تغييرات جذرية طالت صيغة حكم سوريا، وانتقلت بها من استقلال حلب تماماً، إلى دخولها في نظام اتحادي، إلى تغيير هذا الاتحاد لتصبح دمشق مركزية فيه.
وحكم الخالدي، كرئيس فيدرالي (اتحادي) ما بين عامي 1922 و1924 ومارس كافة سلطاته الفيدرالية، وكان إمضاؤه الرسمي هو: “رئيس اتحاد الدول السورية”. أما المطبوعات والمراسلات والأوامر والتكليفات الرسمية الصادر من الرئيس فتكون تحت الشعار الذي يأتي مطبوعاً على أعلى يمين الصفحة: “رئاسة اتحاد الدول السورية”.
أمّا إمضاء الرئيس الفيدرالي، فهو عبارة عن رسم لاسمه الثلاثي الكامل، يكون “صبحي” في أعلاه، ثم ينتشر تحته “بركات” ثم “الخالدي”.
وتذكر المصادر عن رئيس اتحاد الدول السورية، أنه كان يجيد اللغة التركية أكثر من إجادته اللغة العربية، وأنه لم تكن علاقته بدمشق جيدة.
ما هي الدول السورية التي كانت جزءاً من هذا الاتحاد؟
أعلن عن اتحاد الدول السورية عام 1922 وكان عبارة عن كيان سياسي مستقل يضم ثلاث دول هي دولة العلويين، ودولة دمشق، ودولة حلب، مع الإشارة إلى أن الأخيرة كانت #دير_الزور ولواء اسكندرون من ضمن حدودها الجغرافية كدولة، وكانت مساحة حلب، كدولة مستقلة رفع علمها عام 1921، تزيد عن 70 ألف كيلومتر مربّع.
وكان لهذا الاتحاد الفيدرالي مجلس فيدرالي عدد أعضائه 15 عضواً، يعطي 5 أعضاء لكل دولة منضوية تحت صيغته السياسية.
مقر هذا المجلس كان مدينة حلب، الأمر الذي لم يكن يروق للدمشقيين، فصدر قرار عن المندوب السامي بنقل مقرّه في شكل دائم، إلى دمشق عام 1923، وهو أمر أثار غضب الحلبيين لأنهم رأوا القرار مجحفاً بحقهم ويتجاهل خصوصيتهم ومركزيّتهم.
في عام 1924 قرّر المجلس الفيدرالي إلغاء دولة حلب ودولة العلويين، واتخذ قراراً بضمهما إلى دولة دمشق التي أصبح اسمها “دولة سوريا”. ويعتبر المؤرخون أن قرار إلغاء دولة حلب ودولة العلويين، إنهاء رسمياً لصيغة اتحاد الدول السورية.
قرار إلحاق دولة العلويين بدولة دمشق، شهد مقاومة ورفضاً من زعماء تلك الدولة، بعد طلبات رسمية تقدموا بها للخارجية الفرنسية وللمندوب السامي، فأصدر الأخير قراراً عام 1924 بفصل دولة العلويين عن دمشق، محتفظاً بوحدة تجمع بين حلب ودمشق تشمل لواء اسكندرون أيضاً، إلا أن سريان مثل ذلك القرار لم يحصل إلا في أوائل عام 1925.
ويشار إلى أن صبحي بركات الخالدي الذي كان أول رئيس فيدرالي في سوريا، كان هو أيضاً رئيساً لدولة “دمشق” التي أصبح اسمها “دولة سوريا” وتحوّل إمضاؤه من “رئيس اتحاد الدول السورية” إلى “رئيس الدولة السورية”. وشغل كذلك، منصب رئيس مجلس النواب.
واستقال صبحي بركات من منصبه نهاية عام 1925، على ضغط احتجاجات شهدتها دمشق، بعدما تم اتهامه بأنه أيّد قصف الجيش الفرنسي لمدينتهم.