قصة امرأة كانت أول من قاد سيارة لمسافة طويلة بالتاريخ
أكبر مخزن معلومات بالعالم، وهو Google الشهير، يخبرك إذا سألته عن أول من قاد سيارة لمسافة طويلة، بما علمته منه “العربية.نت” أيضا، وهو أنها كانت ثرية اسمها Bertha Ringer وتغير بعد زواجها من ألماني مثلها إلى Bertha Benz التي امتد بها العمر فغابت عن الدنيا بعد يومين من احتفالها في 5 مايو 1944 بعيد ميلادها الخامس والتسعين.
بيرتا بنز، التي يبدو أن “بنزين” جاءت من اسم زوجها Karl Benz المخترع لأول سيارة يدفعها محرك يعمل باحتراق داخلي للوقود، تركت على الأرض بعد وفاتها 5 أبناء، إضافة إلى لقب يفخر به الألمان ونجده بكتاب “غينيس” للأرقام القياسية، وهو “أول امرأة قادت سيارة لمسافة طويلة بالتاريخ” ونجد صورتها أدناه. كما تركت تناقضا غريبا: السيارة التي اخترع أنواعها رجال وصنعوها وطوروها، لم يقم أي منهم بقيادتها لمسافة طويلة قبل أن تسبقهم لهذا المجد امرأة.
بيرتا استثمرت ثروتها مع زوجها الناشط وقتها في ابتكار “عربة تسير ذاتيا” وسط تقاليد كنسية في القرن التاسع عشر، تعتبر “كل عربة لا تجرها خيول، هي سحر وشعوذة” لذلك أبقاها حين صنعها في 1885 سرا بكراج منزله طوال عام، وسماها Benz Patent-Motorwagen التي كلفته 600 مارك، أو 150 دولاراً، قد تعادل بقوتها الشرائية 4 آلاف هذه الأيام.
ظنوها الشيطان يتنقل على الطرقات
ولم يعلن كارل بنز، الذي أسس في 1926 شركة “ميرسيدس بينز” مع المهندس الألماني غوتليب دايملر، عما اخترعه إلا في منتصف 1886 وبعده طوال 3 أعوام صنع 25 سيارة، إلا أن زوجته كانت أول من قادتها لمسافة طويلة، ومن دون أن تخبره، لأنه كان يمتنع عن الترويج العلني لما صنعه، خشية التقاليد الكنسية، وفي فيديو تعرضه “العربية.نت” أدناه، نرى أول تمثيل سينمائي لما فعلته بيرتا بنز بالسيارة قبل 129 سنة ولم يسبقها إليه أحد.
في 5 أغسطس 1888 فتحت باب الكراج، وزوجها نائم فجرا، وركبت السيارة ومعها ابنها Eugen البالغ 15 وشقيقه Richard الأصغر سنا بعام، وقادتها من مدينة Mannheim حيث تقيم، إلى أخرى ولدت فيها وبعيدة وقتها 106 كيلومترات، و90 حاليا، هيPforzheim حيث كانت تقيم عائلتها، طبقا للوارد في مواقع عدة بالإنترنت عن رحلتها التي أمضت خلالها 3 أيام في منزل والدتها، ثم عادت إلى زوجها الذي وجد أن السيارة اشتهرت بسرعة وتحدث عنها الناس كمعجزة أرضية، فيما خاف منها بعضهم لظنه أنها شيطان يتنقل على الطرقات.
كان ممنوعا على المرأة السفر وحدها
بيرتا الألمانية “لم تكن امرأة شجاعة فحسب، بل ذكية أضافت اختراعين جديدين خلال رحلتها، فبغرض زيادة قوة المحرك توقفت عند صيدلية واشترت مادة محفزة للوقود، وحين لاحظت ضعف “الفرامل” توقفت عند حداد وطلبت منه تلبيس قابضة بجلد حصان لكبح العجلات بشكل أفضل”، وفق ما تلخص “العربية.نت” فقرة بمقال جميل، كتبه منذ عامين الصحافي فهد عامر الأحمدي، محرر زاوية “حول العالم” في صحيفة “الرياض” السعودية، وكان بعنوان “المرأة التي قادت أول سيارة في التاريخ” وفيه أشار إلى أن المناخ السائد في ذلك العصر كان يمنع المرأة من السفر وحدها بأي وسيلة كانت، لذلك اصطحبت بيرتا في رحلتها ابنيها المراهقين معها.
كما نجد فيلما، يمكن العثور عليه بكتابة Carl Und Bertha Benz Ganzer Film Drama في خانة البحث بموقع “يوتيوب” للفيديوهات، وهو بالألمانية، مدته 90 دقيقة ويتحدث عن رحلة المرأة التي تقوم بها فتاة كل عامين تستخدم طراز السيارة نفسه لقطع المسافة بين المدينة التي ولدت فيها بيرتا بنز والمدينة التي عاشت فيها مع زوجها وأبنائها، وفيها توفيت والحرب العالمية الثانية محتدمة على أشدها.
أول راحلة بالسيارة حول العالم زارت مصر والسودان واليمن
وفي عالم “الأوائل” بتاريخ السيارات، نجد بكتاب “غينيس” للأرقام القياسية، أن أول من دار حول العالم بسيارة، كانت امرأة أيضا، هي الأميركية- الكندية Aloha Wanderwell التي بدأت رحلتها في 29 ديسمبر 1922 من مدينة “نيس” بالجنوب الفرنسي.
في تلك الرحلة التي انتهت بيناير 1927 في المدينة الفرنسية نفسها، قطعت ألوها 800 ألف كيلومتر بسيارة إنتاج 1918 طرازها Ford Model T وزارت بها 75 بلدا في كل القارات، بينها مصر والسودان واليمن، وبعدها في 1996 توفيت بعمر 90 سنة.
عربيات أولهن مصرية قبل 97 سنة
ولا ندري من كانت أول عربية قادت سيارة بالتاريخ. لكن معلومات نجدها متفرقة في مقتطفات أرشيفية اطلعت “العربية.نت” عليها إنترنيتيا، تشير إلى أن عباسية أحمد فرغلي، حصلت في 1920 على أول رخصة قيادة في مصر، فيما حصلت البحرينية فاطمة الزياني على أول رخصة بمنطقة الخليج “وشاهدوها في 1945 تقود سيارتها بالمنامة” علما أن مواقع كثيرة في الإنترنت، تذكر أن اللبنانية سلوى العمران كانت في 1954 أول امرأة تقود سيارة في البحرين.
في العراق كانت أمينة علي صائب، الأولى حصولا هناك في 1936 على رخصة قيادة. وفي 1945 شاهدوا بالسودان آمنة عطية تقود سيارة تعلمت على قيادتها بأسبوع. كما حصلت إماراتية اسمها موزة في 1976 على أول رخصة قيادة، وتجولت بسيارتها في معظم مدن الإمارات، واعتبروا الشيخة بدرية سعود الصباح، أول كويتية تقود سيارة في 1947 ببلادها، بينما كانت أول رخصة قيادة هناك باسم دولة عبدالله النوري، وتاريخها غير معروف.