العرب تريند

ليبيا: انتشال الجثث في درنة مستمر وانتقادات تطال نجل القذافي بسبب خطاب متأخر دون تعزية 

عربي تريند- أثار خطاب لنجل العقيد السابق معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، جدلاً واسعاً وانتقادات أوسع بعدما تحدث عن الكارثة التي حلت بمدينة درنة الليبية عقب مرور أكثر من عشرة أيام عليها، وأشار أن انهيار سدّ درنة الذي تسبّب في قتل آلاف الأشخاص وتدمير المدينة، سببه “عدم وجود دولة في ليبيا، والفوضى التي تعم البلاد منذ عام 2011”.
وتابع سيف القذافي، أن ما حصل في درنة من انهيار للسد الذي تمّ بناؤه في سبعينيات القرن الماضي خلال فترة حكم والده، يعكس عدم وجود مؤسسات الدولة، وغياب المتخصصين والمشرفين على متابعة وصيانة السدّ للإبلاغ عن أي طارئ من أجل اتخاذ إجراءات لمجابهة الكوارث، مثلما كان عليه الأمر قبل 2011.
وهاجم نجل القذافي، في بيان أصدره مساء الجمعة، السلطات التنفيذية المتعاقبة على البلاد منذ عام 2011، وقال إن الشعب الليبي “يدفع ثمن صراع عبثي طفولي بين حكومات متناثرة هنا وهناك، حكومات وهمية صورية، لا هَم لها إلا الكسب الحرام”، حسب تعبيره.
ووفق خطابه، قال نجل القذافي إن ما ضاعف من حجم كارثة درنة هي الجهات الأمنية التي طلبت من السكان عدم مغادرة بيوتهم، وعدم وجود سلطات تتخذ الإجراء الصحيح من إنذار وإخلاء للسكان. ووجه نجل القذافي تحذيراً من سرقة الميزانية التي سيتم تخصيصها لإعادة إعمار درنة، وقال إن “الجهات التي فشلت في إنفاق مبلغ 2 مليار الذي وعدت به من سنتين في إعمار درنة نتيجة تدميرها، لن تستطيع أن تصرف العشرة مليارات التي وعدت بها المدينة الآن”.
وأضاف: “أؤكد لكم أنه لن يتم حل مشكلة النازحين ولن تعمر درنة، بل لن يعاد بناء سدها الذي بُني منذ 50 سنة، فهي مثلها مثل بنغازي وسرت وتاورغاء وجنوب طرابلس، دمرت ولم يتم إعادة إعمارها إلى الآن رغم الوعود الزائفة”. وجاء خطاب سيف الإسلام متأخراً حيث مر على الأزمة أيام طويلة ووضعت هذه الأزمة ليبيا محط أنظار العالم.

3845 قتيلاً

ميدانياً، أعلن الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، محمد الجارح، السبت، ارتفاع عدد الوفيات جراء العاصفة المتوسطية التي ضربت شرق ليبيا قبل أسبوعين، إلى 3845 حالة، وفقاً للأرقام الموثقة والمسجّلة لدى وزارة الصحة.
وقال الجارح، خلال مؤتمر صحافي، إن عدد الوفيات تزايد بعد دفن 43 جثماناً جرى انتشالها اليوم. وأضاف: “بكل أسى وحزن، عدد الوفيات المعلن سيكون في ازدياد كل يوم”. وأشار إلى أن النائب العام، الصديق الصور، شكّل لجنة من أجل توثيق وحصر الوفيات، واستقبال البلاغات عن المفقودين. وأوضح الناطق أن عدد الوفيات المعلن مرتبط فقط بالحالات التي جرى توثيقها من قِبل وزارة الصحة، مشيراً إلى أن عمليات الحصر لا تزال مستمرة، خاصة أن هناك جثثاً جرى دفنها دون توثيقها حتى اللحظة.
وعدّد الجارح أسباب تأخر إصدار بيانات نهائية بخصوص الوفيات جراء كارثة دانيال، من بينها عدم وجود منظومة واحدة لحصر الجثامين، ومن ثم دفنها، فضلاً عن دفن بعض المتوفين دون التعرف عليهم.
وأعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، السبت، انتشال 115 جثة من بحر درنة قضوا جراء العاصفة المتوسطية دانيال التي ضربت الشرق الليبي في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري مخلفة أضراراً مادية وبشرية فادحة.
كما أعلن مدير مركز طب الطوارئ والدعم – فرع طرابلس، العضو في غرفة الطوارئ الخاصة بالمنطقة الشرقية، محمد كبلان، انتشال 127 جثة في مختلف المناطق البحرية في مدينة درنة السبت، جرى دفن 85 منهم.
وأوضح كبلان، في بيان للمركز، أن عناصر غرفة الطوارئ الخاصة بالمنطقة الشرقية، قدموا الرعاية الصحية لـ482 حالة، مشيراً إلى تقديم 212 سلة إغاثة يوم الجمعة. وكشف عن تدشين ستة تمركزات إسعاف جرى تفعيل ثلاثة منها، وهي: تمركز في الميناء، وتمركز براس الهلال، وتمركز بالأثرون، لافتاً إلى الاتفاق مع إدارة مستشفى أم رزم العام على افتتاح عيادة الأسنان بكادر طبي تام من مركز طب الطوارئ والدعم.
وأظهر مقطع فيديو بثته الهيئة على صفحتها بموقع “فيسبوك”، جثامين موضوعة في أكياس سوداء على شاطئ البحر فيما يقوم رجال الإنقاذ بنقلها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، إجراء فريق مشترك بين وكالات الأمم المتحدة تقييمًا للمناطق المتضررة جراء الفيضانات في ليبيا، نافية رصد أي وباء حاليًا.
وقالت في تقرير لها، الجمعة، إن الفريق الأممي حدد أربع أولويات في ليبيا، وهي: توفير المياه النظيفة، والوقاية من تفشي الأمراض، واستعادة خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتوفير دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للناجين.
وأشار التقرير إلى دعم المنظمة الجهود العاجلة الرامية إلى استعادة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية ومكافحة انتشار الأمراض المُعدية، ولا سيما بين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اضطُروا للنزوح ويعيشون الآن في ملاجئ.

الصحة العالمية: حجم الكارثة مذهل

قال ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أحمد زويتن: “إن حجم هذه الكارثة مذهل، ولن نُبالغ إن قلنا إن ثمة حاجة إلى تحرُّكٍ سريعٍ وموحد، ونحن نتعاون تعاونًا وثيقًا مع شركائنا ومع السلطات الوطنية والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات الحيوية، وإنقاذ الأرواح، وإعادة خدمات الرعاية الصحية الأساسية خلال هذه الفترة العصيبة للغاية”.
وحسب المنظمة، فمنذ وقوع الكارثة في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، أُبلغ عن مقتل 4014 شخصًا، وما زال أكثر من 8500 شخص في عِداد المفقودين. وقد تمكنت فرق البحث والإنقاذ من استخراج 452 ناجيًا من تحت أنقاض المباني المنهارة. فيما يقيم حاليًا نحو 35 ألف شخص من النازحين بسبب الفيضانات في مخيمات ومستوطنات مكتظة في درنة؛ حيث تتاح لهم فرص محدودة للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، وفق تقرير منظمة الصحة.
وقالت المنظمة إن معظم المخاطر الصحية التي يتعرض لها الناجون من الفيضانات تنبع من المياه الملوثة وقلة النظافة الشخصية وضعف مرافق الصرف الصحي. وتشمل المخاطر تهديد الأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا، وفاشيات الأمراض المنقولة بالعدوى مثل حمى التيفويد وحمى الضنك والملاريا والحمى الصفراء.
إنسانياً، استؤنفت الدراسة أمس الأحد في جميع المدن الليبية، بعد إعلانٍ وزير التعليم في حكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف، انطلاق الدراسة في جميع ربوع ليبيا، حتى داخل المناطق المنكوبة جراء العاصفة المدمرة، مؤكداً أن الوزارة أصدرت تعليمات باحتواء المؤسسات التعليمية للطلبة النازحين في المدن التي انتقلوا إليها.
جاء ذلك تزامناً مع دعوة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، السبت، إلى مزيد من الاهتمام بمدينة درنة، وعدم نسيان الدمار الذي خلفته العاصفة المتوسطية دانيال، التي ضربت الشرق الليبي في العاشر من أيلول/ سبتمبر الجاري. وقال ممثل مكتب المنظمة في ليبيا، ميكيلي سيرفادي، في تغريدة على حسابه في موقع “إكس” (تويتر سابقاً): “لا تنسوا درنة والدمار الذي خلفته العاصفة في شرق ليبيا على حياة الأطفال”. وقدرت منظمة اليونيسف أعداد النازحين من الأطفال في المناطق المنكوبة جراء العاصفة المدمرة المنظمة بـ 17 ألف طفل، من بين 43,059 نازحاً، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وقال مراقب التربية والتعليم في مدينة درنة، عبد الحميد الطيب، إن عدد المدارس التي تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة الشرقية في 10 أيلول/سبتمبر الجاري بلغ 14 مدرسة.
وأضاف في تصريحات صحافية، أن هناك عدداً من المدارس يحتاج إلى إزالة نهائية وإعادة البناء من جديد، وهناك عدد من المعلمين توفي في الفيضانات، ما يستوجب التعاقد مع معلمين جدد. وذكر الطيب أن المراقبة باشرت أعمال تنظيف المدارس التي تعرضت لأضرار بسيطة، وأنها أجرت تقديراً لأضرار المدارس، وأحالته إلى وزارة التعليم.
وقبل أيام، قال المدير العام لمصلحة المرافق التعليمية علي القويرح، إن إجمالي المدارس المتضررة جراء السيول والفيضانات بالمنطقة الشرقية بلغ 114 مؤسسة، موزعة على 15 بلدية بالمنطقة الشرقية، مصنفة على حسب نوع الصيانة المطلوبة، شاملة أم خفيفة.
وأصدر وزير التعليم بحكومة الوحدة الوطنية قراراً بتشكيل لجنة تتولى إعداد مقترح بالخطة الدراسية البديلة للعام الدراسي 2024/2023 للمناطق المُتضرِّرة جرّاء الكارثة الطبيعية التي حلّت بالمنطقة الشرقية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى