مصرية تبلغ عن أسرتها الداعشية
كانت الضربات الأمنية التي وجهتها أجهزة الأمن للخلايا الداعشية قبل أيام قاصمة ومؤثرة، ومن خلال مداهمة الأمن لأوكار كان يختفي فيها الداعشيون الفارون من سيناء، للإعداد لتفجيرات واغتيالات جديدة، توصل الأمن لمعلومات مهمة عن خلايا أخرى سيجري تفكيكها تباعاً، ومخططات أخرى يستعد لإجهاضها.
لكن في ثنايا تلك الضربات الأمنية الناجحة، كانت هناك قصة بطولية أخرى لفتاة أثارت إعجاب المصريين، وجعلتهم يطالبون الدولة بحمايتها ورعايتها وتوفير مسكن ومعاش شهري لها.
الفتاة هي مريم عبدالجليل الصاوي، التي أبلغت الأمن عن والدها الإخواني، ووالدتها وشقيقها الداعشيين، وكشفت عن خلايا إرهابية أخرى تابعة للإخوان، كان يديرها والدها لتنفيذ عمليات إرهابية بتكليف من قادة الإخوان الفارين في الخارج.
تقول مريم إنها قدمت للأمن فيديوهات تكشف تورط والدها في اغتيال ضباط جيش وشرطة، وقدمت أدلة على تورط والدتها في توفير دعم لوجستي لخلايا داعشية في سيناء وخلايا إخوانية، مؤكدة أن نسبة كبيرة من شباب الإخوان انضموا لداعش، وشكلوا خلايا نوعية لتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء والمحافظات.
وقالت إن والدها كان المسؤول عن اعتصام النهضة والذي تم فضه في أغسطس 2013 مع اعتصام رابعة، وكان يتولى تنظيمه حزب الراية التابع للمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو اسماعيل، و تموله جماعة الإخوان، وتم القبض على والدها بسبب تورطه في اغتيال ضباط جيش وشرطة منذ 3 سنوات.
وأضافت أنها قدمت للأمن صوراً وتفاصيل كثيرة لاجتماعات والدها بخلايا الإخوان وداعش داخل منزلهم، كما كشفت كيف كان يقوم والدها بتخزين السلاح في المنزل، وكيف كان يتلقى الأموال من جماعة الإخوان، وكيف كان يحدد التكليفات لكل فرد من أفراد الخلايا، وكلمات السر المتداولة بينهم خلال الاتصالات الهاتفية للتمويه ولعدم لفت انتباه أجهزة الأمن.
وكشفت الفتاة أن شقيقها عبدالرحمن وزملاءه هم من نفذوا حادث البدرشين الإرهابي الذي راح ضحيته ضباط شرطة، وعمليات أخرى مؤكدة أن شقيقها كان يتعاطى المخدرات قبل تنفيذ أي عملية إرهابية وكذلك زملاؤه.
وذكرت أنها قدمت معلومات مهمة لأجهزة الأمن حول المتورطين في عملية البدرشين وعلى رأسهم عزالدين الأسود، وتمكنت قوات الأمن من تحديد مكانه وتصفيته مؤخراً.
وذكرت أن والدتها وخلال فترات سجن والدها كانت تدير الاجتماعات وتحدد المهام للمجموعات الإرهابية في سيناء، حيث تأثرت والدتها بالفكر الداعشي، وأصبحت فعلياً ضمن قيادات داعش، وكانت تقوم بتعذيبها وتهديدها بالقتل في حالة كشف ما يدور داخل المنزل خاصة أنها – أي مريم – كانت ترفض المشاركة في الاجتماعات وترفض الانضمام للتنظيمات الإرهابية، كما رفضت رغبة والدتها وأعمامها في تزويجها من أحد عناصر داعش بمطروح.
وأكدت أنها سلمت العديد من الفيديوهات للأمن، وكشفت لهم تفاصيل بعض الاتصالات الهاتفية مع قيادات الإرهاب، ومنها مكالمة لها مع الإرهابي محمد علي سعد الهنادي، الذي يدير معسكراً للإرهابيين في سيوة بمطروح، وشرح فيها كيفية تجنيد الشباب وتهريبهم إلى سوريا والعراق للانضمام لداعش وكيفية التواصل بينهم ومناطق تدريبهم.
وقالت إن شقيقها عبدالرحمن كان ضمن منفذي عملية البدرشين وقامت أجهزة الأمن بتصفيته، ومن خلال محادثاته الهاتفية مع زملائه الإرهابيين كانت تعلم طبيعة العملية التي صدر لهم تكليف بتنفيذها، والأموال التي سيحصل عليها كل منهم، مضيفة أنه إذا بدأ شقيقها الاتصال بزميله ومناداته باسم “هبة” فهذا يعني أنه وزميله في أمان ولم ترصدهم أجهزة الأمن، أما إذا ناداه باسمه الحقيقي فهذا يعني أن زميله في خطر، وعليه أن يختفي ويمتنع عن الاتصال به لفترة قد تطول أو لحين صدور تعليمات جديدة.
وكشفت مريم أن والدها حصل على حكم بالإعدام فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحصل على عفو رئاسي في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وأن أعمامها ينتمون للجماعات الإسلامية وتم حبسهم في عهد مبارك، وجمعيهم كانوا ينتمون لحزب المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو اسماعيل، ونسبة كبيرة من العناصر التابعة لحركة “حازمون” انضمت لداعش سيناء، ويقيمون هناك وينفذون كافة عملياتهم بتكليف وتمويل من تنظيم الإخوان.
وأشارت مريم إلى أن والدتها وفور علمها باعترافات ابنتها فرت هاربة من منزل الأسرة، ومعها شقيقها الآخر، مؤكدة أنها تلقت تهديدات من سيدات ونساء تابعات لتنظيم الإخوان وداعش بالقتل عقاباً لها على اعترافاتها على أعضاء وعناصر التنظيم، وهي الاعترافات التي أدت لتمكن أجهزة الأمن من الوصول لبعضهم.
وقالت الفتاة المصرية إن أعضاء الإخوان وداعش قساة وعتاه ومجرمون حقاً وليس لديهم أي نوازع للرحمة والشفقة، رغم تظاهرهم بالرحمة والإنسانية أمام الآخرين، مؤكدة أنها شاهدتهم وهم يقطرون غلاً وحقداً ضد كل من ليس مؤيداً للإخوان، وتظهر على وجوهم علامات التشفي والسعادة والتهليل فور نجاح أي عملية إرهابية يتساقط فيها شهداء مصريون سواء من الجيش والشرطة أو المدنيين.
وكشفت مريم عن كيفية تسفير عناصر الإخوان للعراق وسوريا والسودان سواء لتهريبهم من ملاحقة أجهزة الأمن أو للانضمام لداعش، مشيرة إلى أن أحد الأشخاص في منطقة البدرشين يتولى التهريب للسودان ويتولى آخرون عمليات التهريب لسوريا والعراق.
وأضافت مريم أن سيدات ونساء الإخوان شريكات في الجرائم الإرهابية التي تحدث من حين لآخر، حيث يخفون السلاح وبعض المواد المستخدمة في تصنيع العبوات والمتفجرات تحت ملابسهن، ويقمن بتوصيلها لعناصر خلاياهم النوعية، مضيفة أنه يوجد تنظيم مسلح من سيدات ونساء جماعة الإخوان مدربات على حمل السلاح وإطلاق النار.
وتقول مريم إن أسرتها وأعمامها أهدروا دمها، ولذلك تقيم منذ فترة عند عائلة صديقة لها، ويقوم الأمن بحمايتها، مضيفة أن القتل عند أفراد أسرتها شيء سهل ويمارسونه وكأنهم يذبحون دجاجاً دون رحمة أو وازع من دين أو ضمير.
وتختتم مريم حديثها بالقول إنها لأول مرة منذ ولادتها تدخل السينما بعدما تحررت من قبضة أسرتها، مؤكدة أن شقيقها الإرهابي عبد الرحمن الذي قتل على يد الشرطة كان يتمنى دخول السينما ومشاهدة فيلم “هروب اضطراري” للفنان أحمد السقا لكن تربية الأسرة المتشددة كانت تحرم ذلك وتجرمه، وتمنعه من تحقيق رغبته.
البيان