بعد 30 عاماً من نبوءته.. ماذا يقول هذا العالم؟!
في عام 1986 قال #عالم_الحاسوب والذكاء الاصطناعي #جيوفري_هينتون في ورقة علمية “إن أمام البشر ثلاثة عقود لكي تنفجر ثورة #الذكاء_الاصطناعي “، وهي النبوءة التي تحققت، وما زال الرجل يعمل في هذا المجال ويصدر التصريحات بضراوة مدافعاً عن كيفية بناء قيم جديدة بشكل مستمر.
ويوم الأربعاء الماضي وبعد مرور هذه العقود الثلاثة تحدث هينتون نفسه الذي يعمل باحثاً في #غوغل في تطوير الذكاء الاصطناعي – وهو أيضا أستاذ فخري في جامعة تورنتو – على هامش مؤتمر الذكاء الاصطناعي المنعقد في تورنتو، ليأتي هذه المرة بنظرية جديدة عن خلاصة آخر أفكاره.
البداية من جديد
وقال هينتون: “بالعودة إلى الوراء؛ إلى العمود الفقري الذي تكونت منه كل التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تقريباً، والنظر إلى ذلك بشيء من الريبة، فيمكن القول بأنه كما لو أننا نحتاج إلى أن نبدأ من جديد”.
لكن الخلاف أن النقاط التي يرى هينتون أنه يجب إعادة رسمها من جديد أو التفكير فيها، يراها باقي العلماء بأنها نقطة الانطلاقة لعالم الذكاء الاصطناعي ومركزية في المستقبل، ولا يمكن التشكيك فيها.
وهنا الاختلاف بينه والآخرون، فهو يرى: “لكي تندفع إلى الأمام حقيقة، فإن الأمر يتطلب اختراع أساليب جديدة مبتكرة”.
واستشهد بمقولة للعالم ماكس بلانك عالم الفيزياء الألماني الحائز على نوبل سنة 1918 والراحل في 1947 التي يقول فيها.. “التطور العلمي جنازة واحدة لا تتكرر.. والمستقبل يعتمد على بعض الطلاب الجدد الذين يشكون في كل شيء حولهم”.
بمعنى أن العلم يقوم على حلقات كل منها يكتمل ليكون البناء المستقبلي، قائماً على التشكيك في سابق المنجز، بل البداية من جديد تماما وبشكل مختلف.
أسلوب التطوير الذاتي
في السابق وإلى اليوم فإن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي يقوم على نظام الطبقات، حيث يتم تلافي الأخطاء مع تكرار التجارب والضبط، إلى أن نكون أمام نتيجة جديدة، بأقل عدد من الأخطاء المحتملة.
يقترح هينتون الآن بعد ثلاثة عقود من نبوءته الأولى، أن التفكير يجب أن ينصب اليوم في كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي لنفسه بنفسه، وليس بواسطة ما يدور حالياً من أسلوب اكتشاف الأخطاء وتلافيها؛ أي أن المستقبل في أن يصبح الذكاء الاصطناعي قائدا لنفسه، فيما يعرف بـ”التعليم غير الخاضع للإشراف”.
وهذا بفكرة هينتون يعمل على التخلص من الفكر التقليدي لعملية إنتاج الأفكار في هذا المجال، الخطير، الذي يختلف العلماء حول دوره المستقبلي ما بين الإضافة الإيجابية والتهديد أحياناً.
التعلم العميق
منذ عام فإن جيوفري كان قد قال بأن الآلات ستوازي الإنسان ذكاء خلال خمسة أعوام من الآن، واستند على فكرة أن الاشتباكات العصبية للآلات الذكية صارت معقدة وتتطور بشكل سريع، برغم أنها لا تزال مليار نقطة اشتباك عصبي فقط مقارنة بألف تريليون نقطة اشتباك عصبي في الدماغ البشري.
وبرغم أن الأفكار الجديدة التي يطرحها العالم هينتون حول تفكيك أسلوب الذكاء الاصطناعي، قد بدأت فعلياً عبر ما يعرف بأسلوب “التعلم العميق” الذي يتيح للآلة الذكية أن تعمل بما يشبه وظيفة الدماغ البشري من حيث التفكير وابتكار الحلول واستخلاص النتائج، إلا أن رؤيته تقوم على أن ذلك ليس إلا خطوة قد يكون إعادة التفكير فيها ضرورة بفك الارتباط نهائياً بين الآلة والإنسان.
لكن كيف يحدث ذلك فالسنوات المقبلة هي التي سوف تكشف إن كان ما يقوله ممكناً أم لا، خاصة أن أفكار الرجل كانت مضيئة طوال العقود الماضية، كرائد في هذا المجال.