815 مليون جائع في العالم.. وسورية واليمن ودول النزاعات في المقدمة
وحسب التقرير الذي نشرته ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، هي منظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وبرنامج الأغذية العالمي أمس الأول الجمعة، أن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع “مرده إلى حد كبير إلى اتساع رقعة النزاعات العنيفة والصدمات المناخية”.
ومن أصل 815 مليون شخص عانوا من الجوع في العالم في 2016، يعيش 489 مليوناً في دول تشهد نزاعات.
وأوضح التقرير، أن عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع ارتفع من 777 مليون شخص عام 2015 إلى 815 مليون شخص العام الماضي.
وحمل التقرير المسؤولية للنزاعات في الجزء الأكبر من الزيادة في عدد الجياع، لكنه نبه إلى أن البيئات السلمية تعاني أيضاً من “تدهور الأمن الغذائي مع التحدي الذي يشكله التباطؤ الاقتصادي في الحصول على الغذاء بالنسبة للفقراء”.
وتثير الزيادة الجديدة، في عدد الجياع، “قلقاً بالغاً وتشكل تحدياً كبيراً أمام الالتزامات الدولية بإنهاء الجوع بحلول عام 2030” حسب التقرير.
وتدهورت حالة الأمن الغذائي بشكل خاص عام 2016 في أنحاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق وغرب آسيا.
وعددت وكالات الأمم المتحدة 520 مليون شخص يعانون من الجوع في آسيا، و243 مليون شخص في أفريقيا، و42 مليون شخص في أميركا اللاتينية والكاريبي.
ولدعم الإنتاج الغذائي في المناطق الأكثر فقراً في العالم، دعت الأمم المتحدة إلى الاستثمار الزراعي لصغار القرويين بالتوازي مع الاستثمارات الصناعية الكبيرة التي تنجز حالياً.
كما تناول التقرير، نماذج عديدة لدول تشهد صراعات، الأمر الذي أدى الى ارتفاع نسب المجاعة بشكل لافت، ففي جنوب السودان أدى الصراع إلى كارثة إنسانية على نطاق واسع، فقد أعلنت المجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة العليا في شباط / فبراير 2017، وعانى أكثر من 4.9 ملايين شخص (أكثر من 42% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وأفضى العنف وانعدام الأمن الغذائي إلى استنفاد وخسارة الأصول مثل الثروة الحيوانية والمصادر الغذائية الرئيسية للأسر كالمحاصيل الموجودة ومخزونات الحبوب وفي المناطق الأكثر تأثراً، تُستخدَم الأغذية كسلاح حرب، حيث أن الحصار التجاري والتهديد الأمني يتركان السكان معزولين في مستنقعات، وغير قادرين على الحصول على الأغذية أو الرعاية الصحية.
اليمن: أزمة معقدة
وبحسب التقرير، حتى مارس/آذار 2017 ، كان ما يُقدّر بـ 17 مليون شخص يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة. وهذا يمثل 60% من مجموع السكان. وازدادت حالة التغذية سوءاً بفعل الانهيار المأساوي لنظام الرعاية الصحية والبنية التحتية الخاصة بها؛ مصحوبة بتفشي مرض الكوليرا وغيرها من الأوبئة التي أثّرت على محافظات عديدة عام 2016 وما زالت تؤثر عليها عام 2017.
الحرب السورية
وحسب الأمم المتحدة فإن نحو 85% من السكان في سورية، يعيشون اليوم في حالة الفقر. وأشارت التقديرات إلى أن 6.7 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة.
كما تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية في البلاد، واليوم أصبح الإنتاج الزراعي منخفضاً، حيث لا يستطيع نحو نصف السكان تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية.