قطر

“الجبير” يشيد بازدهار قطر ويعترف بفشل الحصار في شيطنتها

 قلِق وغير متزن، وربما متوتراً أو خائفاً من شيء ما، لكن ما يتضح من ظهوره في كل مرة يتحدث فيها عن قطر، أنه غير مصدِق لما يقول، فيخطئ ويتلعثم فيعود لتصحيح ما يقول، فيخطئ مرة أخرى، فيذهب للهجوم وقذف الاتهامات شمالاً ويميناً، فيرتبك، فيخطئ فيصمت..

إنه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وهذه صفات ربما أصبحت عنواناً له ولسياساته التي منحت الدبلوماسية السعودية شكلاً مختلفاً وجديداً من عدم الاتزان المتزامن مع الكثير من التناقضات التي تظهر في نفس التصريح وفي ذات المكان.
المكان هذه المرة بروكسل، وأما الحضور فهم أعضاء البرلمان الأوروبي، وأمام البرلمان الأوروبي يقول الجبير ويعترف: “في الغرب ينظرون إلى قطر على أنها دولة بها جامعات أجنبية ومتاحف ودولة مزدهرة ولديهم نادي باريس سان جيرمان ومباني جميلة تعطي قطر وجه الحداثة”.
كلام الجبير أراد به الرجل أن يشكك في المؤكد وينفي المحقق، فهذه حقاً نظرة الغرب لدولة قطر، فالدوحة في عيون الغرب دولة فتية، وغنية بالثروات وقوية اقتصادياً ودبلوماسياً، وهذا ما أكدته سياسات الدول وأظهرته سياساتهم من دعم للدوحة خلال الأزمة الخليجية.
يكمل الجبير ليتلافى ما قاله جميلاً في حق الدوحة، ويحاول تشويه صورة قطر ويقول: “إنكم لا ترون الجانب المظلم من قطر من منصات إعلامية تحض على الكراهية والتحريض وتقويض دول الجوار ودعم الإرهاب”.
بمقارنة التصريحين يتضح أن الجبير يريد أن يغير نظرة الغرب عن قطر، فهم يرونها دولة جميلة فتية قوية متطورة، وهو يريدهم أن يروها إرهابية مجرمة شريرة خارجة عن القانون، بيد أن السؤال هنا، هل يعقل أن يتمكن وزير خارجية دولة ما أن يشوه صورة دولة فتية حديثة أمام أكثر البرلمانات تحضراً وتطوراً، بكلام لا دليل فيه ولا برهان؟!
الأسطوانه ذاتها!
يلف الجبير ويدور ليعود ويقول: “أدعو قطر للتوقف عن تمويل الإرهاب ونشر الكراهية والتطرف والتدخل بشؤون الآخرين”.
هي ذاتها الأسطوانة التي ما فتئ الرجل يُعيد ويزيد فيها صباح مساء من أوروبا إلى أمريكا، ومن القاهرة إلى روسيا، فبسرد تصريحات الجبير التي يتهم فيها قطر بالإرهاب منذ بداية الأزمة إلى اليوم، سيتضح للمتابع أنها لا تتغير، حتى ولا تتبدل.
ليعود السؤال مرة أخرى إلى عادل الجبير بعد كل اتهام يوجهه لقطر، أين الدلائل التي تدين الدوحة في دعمها للإرهاب؟ وما الإثباتات التي تدين قطر في التدخل بدول الجوار؟ ولماذا ترفض السعودية ووزير خارجيتها الجلوس على طاولة للحوار كلما تحدثت دولة محايدة عن أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الخليجية؟
الجبير يكذب
وفي حديثه عن منطقة الخليج، قلل الجبير من تأثير أزمة حصار قطر على مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن تأثيرها ليس بالشيء الكبير، وأن المجلس الوزاري الخليجي مازال يعمل، وفي هذه وحدها كذبة بحجم الخليج طولاً وعرضاً، فماذا عن تشتيت الأسر عن بعضها البعض؟ وماذا عن قطع الأرحام؟ وربما نسي الجبير أن أهل قطر لم يحجوا هذا العام إلى بيت الله الحرام، فالجبير ومن خلال تصريحاته حاول أن يحرف الحقائق أمام البرلمان الأوروبي، وكأن العالم لا رقيب فيه يعرف من أغلق البر والأجواء في وجه قطر منذ ما يقارب الـ 8 أشهر.
إصرار على إهدر الحق الفلسطيني
ولم يغفل وزير الخارجية السعودي إضاعة الحق الفلسطيني كعادته في لقاءاته ومؤتمراته، إلا أنه هذه المرة قال “إن قطر أوقفت دعمها وتمويلها لحركة حماس، مما سمح للحكومة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة واعتبر أن هذه تطورات إيجابية مطالبا بالمزيد.
كلام الجبير عن دعم قطر للمقاومة الفلسطينية حماس مردود عليه بحسب الدوحة التي قالت مراراً وتكراراً أن دعمها موجه للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، لعل ما قدمته قطر من دعم مالي وغذائي لأهل غزة هو دليل على صدق الدوحة وافتراء الجبير الذي اتهم حركة حماس بأنها حركة إرهابية وليست حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وهذه ليست المرة الأولى الذي يتحدث فيها الجبير ويخسف بالحق الفلسطيني في مقاومة محتليه.
وفيما تمعن “إسرائيل” في التنكيل بالفلسطينيين، قتلاً وهدماً للبيوت واستباحة للمقدسات، إضافة إلى السعي لتنفيذ صفقة القرن وإضاعة الحق الفلسطيني، خرج مراراً وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ليقلل من أهمية القضية الفلسطينية في المرحلة الحالية بالنسبة لأولويات السياسة السعودية.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى