قطر

أوركسترا قطر غداً… فيبر وشومان وكورساكوف

تقدم أوركسترا قطر الفيلهارمونية، عند الساعة السابعة والنصف من مساء غد السبت، ثلاثة أعمال كلاسيكية، تبدأ بافتتاحية أوبرا “الرامي البارع” لكارل ماريا فون فيبر، وكونشيرتو البيانو لروبرت شومان، والمتتالية السيمفونية “شهرزاد” لنيكولاي كورساكوف.
تستهل افتتاحية أوبرا “الرامي البارع” عروض الغد. وتعتبر هذه الأوبرا التي قدمت أول مرة عام 1821 الأكثر شعبية وقتذاك من الأوبرات الألمانية، وشكلت حجر الأساس للأوبرا الرومنتيكية.

وكارل ماريا فون فيبر (1786 – 1826)، مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا وعازف بيانو ماهر وروائي وكاتب مقالات، ويعد من أهم شخصيات الحقبة الرومنتيكية الألمانية.

ورغم أنه لم يعرف شهرة بيتهوفن الذي عاش في الحقبة نفسها، إلا أن موسيقاه كان لها دون شك تأثير كبير على موسيقى تلك الحقبة. ويمكن القول إن الأوبرا الألمانية التي أسسها فيبر مهدت لأوبرا فاغنر، بينما كان لمؤلفاته للبيانو التي تتطلب مهارةً للعزف تأثيرها على أسلوب شومان، وشوبان.

يذكر عمل “بطل الرماية” بأسطورة فاوست حيث يستند إلى قصة رامٍ يعتمد على السحر ويبيع روحه للشيطان ليفوز بحبيبته، فيتقرر قدرهما النهائي من خلال القوى الخارقة للطبيعة.

في العرض الثاني يتابع الجمهور “كونشيرتو البيانو” لروبرت شومان (1810 – 1865)، وهو الكونشيرتو الوحيد الذي أتمه للآلة الموسيقية التي عشقها أكثر من غيرها.

بالرغم من بنية الكونشيرتو ثلاثية الحركات، احتفظ هذا العمل بطابع الفانتازيا (التنويعات المتحررة)، فقد برع شومان في تأليف الجزء الأوركسترالي منه دون تقليص دور البيانو، واستطاع أن يربط كلا الجزأين المستقلين معاً ربطاً بديعاً.

يتولى كريستوفر بارك العزف على البيانو. وهذا الموسيقي ذو الجذور الألمانية الكورية، وصفته لجنة التحكيم في مهرجان شتيفتونغ سليشفيغ-هولشتاين الموسيقي عند منحه جائزة ليونارد بيرنشتاين للعام 2014 “كريستوفر بارك عازف بيانو آسر بتقنيته الرائعة، وبنضجه الموسيقي المذهل، وبأسلوبه القوي في الأداء”.

تأثر كريستوفر بارك بتقليدين موسيقيين كبيرين خلال دراسته: مدرسة ليف أوبورين الروسية مع ليف ناتوشيني، ومدرسة ويليم كيمبف الألمانية مع جواشيم فولكمان.

العرض الختامي مع متتالية شهرزاد للروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف (1844 – 1908). ويعرف كورساكوف بشكل أساسي بأعماله السمفونية، تحديداً متتاليته الشهيرة “شهرزاد” والكابريتشيو الإسباني وافتتاحية مهرجان عيد الفصح الروسي.

خلّف كورساكوف لائحةً طويلةً تضم أعمالاً كلاسيكية والكثير من الأغاني. وتعود سهولة وجاذبية موسيقاه إلى موهبته في التلوين النغمي ولمعية التوزيع الأوركسترالي. وكان تأثيره كبيرا على أعمال مؤلفين لاحقين، أمثال موريس رافيل، وكلود اشيل ديبوسي، وبول دوكا، وأوتورينو رسبيغي.

وفي عمله هذا ترجم كورساكوف اهتمامه بالشرق وبإحياء تراث غرب آسيا، مقدماً شكل متتالية سمفونية من أربعة أجزاء تخلق جواً من القص الخيالي ذي الطابع الشرقي. وعلى الرغم من أن “شهرزاد” لم تضم ألحاناً عربية أصيلة كما فعل عمله الأسبق “عنتر”، إلا أنها حملت تصوره للروح المشرقية في الموسيقى.

أما قائد الشرف ديميتري كيتاينكو، ابن مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، والذي تكرمه أوركسترا قطر، فهو صاحب سجل حافل بالتسجيلات رفيعة المستوى، التي تبرز من بينها تسجيلات كاملة لسيمفونيات أساطين الموسيقى الكلاسيكية، من أمثال شوستاكوفيتش، وبروكوفييف، وسكريابين وتشايكوفسكي.

وفي بيان لجنة تحكيم الجوائز الدولية للموسيقى الكلاسيكية للعام 2015، جاء “يعد ديميتري كيتاينكو واحداً من قادة الأوركسترا العظام في زماننا، فقد دأب لعقود متتالية على قيادة العديد من فرق الأوركسترا المرموقة في أنحاء أوروبا، وأميركا، وآسيا”.

كريستوفر بارك يعزف البيانو في كونشيرتو شومان (العربي الجديد)
يمتلك كيتاينكو سجلاً من التسجيلات الموسيقية يربو على 250 تسجيلاً، منها مع أوركسترا موسكو الفيلهارمونية، وأوركسترا إذاعة فرانكفورت السيمفونية، وأوركسترا برغن الفيلهارمونية، والأوركسترا السيمفونية الوطنية الدنماركية.

وتقديراً لأعماله طوال مسيرته المهنية واحتفاءً بتسجيلاته الموسيقية المتميزة، ومن بينها المؤلفات السيمفونية الكاملة لكل من شوستاكوفيتش وبروكوفييف وسكريابين وتشايكوفسكي، حصل عام 2015 على جائزة “أفضل إنجاز مدى الحياة”، وهي من الجوائز الدولية للموسيقى الكلاسيكية.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى