ليس فيلم رعب.. بل أغلفة كتب تلاميذ دولة عربية

عدّل #النظام_السوري في #مناهج تدريسه، الكتب التي تعلّم التاريخ واللغة العربية والديانة الإسلامية، بصفة خاصة، ومن جملة هذه التعديلات للعام الدراسي 2017-2018، الصور التي اختيرت أغلفة لكتبهم الدراسية، وجاءت بتفاصيل أرعبت الطلاب، نظراً لما تحتويه هذه الأغلفة، من دلالات، فدبّ الذعرُ في صفوفهم، أو السخرية الحادة منها، حسب ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد جاء كتاب التاريخ، لمرحلة الصف الأول الثاني الثانوي، بصورة لكاهن وثني سوري من عصر ما قبل الميلاد، ليكون غلافاً على الطلاب وضعه في حقائبهم وفي غرف نومهم، على الرغم من إحساس الرعب والخوف الذي ولّده فيهم.

ثم جاء كتاب اللغة العربية، للصف الثاني الثانوي، وعليه صورة نساء شاحبات، تظهر إحداهن بعينين بيضاوين مفرّغتين، لا يراهما التلاميذ، عادة، إلا في أفلام الرعب. دون أن يبيّن مصممو ذلك الغلاف سبب العينين البيضاوين الجاحظتين في وجه الطالب، مخلفتين عنده مزيداً من الرعب والخوف، بعدما تولّى الكاهن الوثني القيام بالضربة الأولى.

وكذلك جاء على غلاف كتاب تاريخ، لمرحلة دراسية ثانية، حيث يظهر وجهٌ غامض وسط سواد خلفية الكتاب، في وضعية تذكّر بفيلم الرعب the Grudge.

انبرى عدد من أنصار النظام السوري، للدفاع عن اختيار تلك الأشكال لتكون غلافاً لكتب التلاميذ، قائلين “من الطبيعي أن تكون السخرية هي رد الفعل، وخصوصاً أن الكثيرين يجهلون تاريخ وحضارة سوريا”. إلا أنهم في الوقت نفسه، عبّروا عن استهجانهم لاختيار امرأة بعينين بيضاوين فارغتين لتتصدر غلاف كتب اللغة العربية. على حد بعض ما جاء من تعليقات.

إلا أن السخرية والنّفور، من تلك الوجوه التي على أغلفة الكتب، كانت رد الفعل الأبرز بين غالبية من شاهدها، أو علّق عليها، لما تتضمّنه من دلالات نفسية تزرع مشاعر الخوف أو التوجّس، أو على الأقل، أن يشيح التلميذ بنظره عنها.

وقالت مواقع إعلامية لأنصار النظام، الخميس، إن أغلفة هذه الكتب “أثارت تساؤلات بين السوريين بسبب منظرها الغريب”. على حد ما جاء فيها، مضيفة نقلاً عن سوريين، تساؤلهم ما إذا كانوا سيذهبون “للتعلم أو لحضور فيلم رعب حقيقي، فالأغلفة تشبه دعايات لأفلام الرعب”. على حد نقلها.

يشار إلى أن الشخص الذي عيّنه بشار الأسد، وهو الدكتور دارم الطباع، ليكون رئيساً لمركز تطوير مناهجه، متخصص أصلا بالطب البيطري، وهو الأمر الذي ترك تعليقات ساخرة ربطت بين أغلفة هذه الكتب واختصاص رئيس المركز الذي لا يمت بصلة لعلم المناهج.

خصوصاً أن أغلفة الكتب الأخرى، ذات الطبيعة العلمية، والخاصة بالمرحلة الابتدائية، جاءت هي الأخرى بصور مكبّرة غامضة لحيوانات لا يعرفها السوري. بحسب تعليقات.