خطأ تحوّل إلى أهم اكتشاف في عالم الأزياء!
عندما بدأ الاختبار بالمواد الكيماوية في منزله في العام 1856، لم يعلم الطالب ويليام هنري بيركن أن اكتشافاً عظيماً كان بانتظاره.
ولم يتجاوز عمر بيركن حينها الـ 18 عاماً، وكان طالباً في الكلية الملكية للكيمياء. وكُلّف الطالب الشاب بمهمة إيجاد طريقة قليلة التكلفة لإنتاج مادة الكينين، التي تستخدم في علاج مرض الملاريا.
وبينما بدأ بيركن بخلط المكونات، اختار استخدم قطران الفحم. لكن، على عكس ما توقّع، لم تكن النتيجة هي مادة الكينين عديمة اللون، بل كانت مادة جديدة سميكة وغامقة اللون.
وعندما حاول بيركن مسح المادة، وجد أنها تركت خلفها لوناً أرجوانياً فاقعاً وجميلاً. وأصبح هذا الابتكار أول صبغة اصطناعية تستخدم في تلوين القماش في العالم.
وفي ذاك الحين، كانت تدرجات اللون الأرجواني في غاية الشهرة، كاللون الليلكي والموف والوردي. لكن، كانت صباغ الملابس تقتصر حينها على الصباغ التي تنتج طبيعياً من النباتات والحيوانات، ما جعل تشكيلة الملابس الملونة المتاحة محدودة جداً وباهظة الثمن. وكانت عملية استخراج الصباغ الأرجوانية بالذات مكلفة وصعبة.
وأطلق بركين اسم “موف” على اللون الجديد، وأسس مصنعاً لإنتاج هذه الصبغة، وترك الجامعة.
لكن، لم يستمر الهوس باللون البنفسجي طويلاً. وفي العام 1870، بدأت ألوان أخرى بأخذ الصدارة. لكن، بقي لاكتشاف بيركن قيمة كبيرة، كالمكتشف الأول للصباغ الصناعية العضوية.
وحلّت صباغه مشكلة فقدان الملابس للونها تدريجياً بعد تعرّضها للشمس أو الغسيل، إلى جانب جعل عملية صناعة الألوان أرخص وأسهل، ما جعل الملابس الملونة متاحة لكافة الطبقات الاجتماعية.
سي ان ان بالعربية