مقرها بالمغرب.. ما هي “الطريقة الكركرية” التي أثارت ضجة بالجزائر؟
خلّف شريط فيديو لمؤذن جزائري وهو يحكي عن تجربته ضمن “الطريقة الكركرية”، وهي إحدى الزوايا الصوفية الموجودة في المغرب، جدلا واسعا بالجزائر، جعل عددا من رجال الدين في البلاد يهاجمون هذه الطريقة، كما هاجمتها وسائل إعلام محلية، كجريدة الشروق، التي وصفت الزاوية بأنها طائفة لا تمت بصلة للمذهب المالكي، وتريد أن تفتن الناس.
وظهر مؤذن جزائري، اسمه موسى بلغيت، وهو يرتدي ثيابا بعدة ألوان، يتحدث في شريط فيديو عن تجربته مع الطريقة الكركرية التي بدأها منذ 11 سنة، إذ قال إن الطريقة تقوم بتجديد الدين، وإن الشيخ سيدي محمد فوزي هو مجدد الدين لهذا العصر. واللافت في الأمر أن الشريط ليس جديدا، إذ نُشر على حساب الزاوية الكركرية في يوتيوب شهر يناير من هذا العام.
وعكس نعتها بكونها طائفة دينية جديدة، فإن الطريقة الكركرية، تعرّف نفسها في موقعها الإلكتروني: “طريقة تربوية تهدف إلى إيصال العباد إلى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكنوا من الجمع بين العبادة والشهود ( أن تعبد الله كأنك تراه ) البخاري وبين السلوك والمعرفة حتى تكون حياتهم كلها لله رب العالمين، لذلك تدعو أتباعها إلى الإلتزام بالكتاب والسنة في كل أحوالهم”.
وتضيف الطريقة: “لأننا نؤمن أن وراء كل فعل من أفعال الشريعة المطهرة سر ملكوتي وقبضة نورانية تجمع العبد على مولاه وتنسيه كل ما سواه… ولكن لا يتم ذلك إلا باتباع منهج الشيخ المربي الذي يصف الدواء المناسب لكل سالك”.
ويوجد مقر الزاوية في مدينة العروي شمال المغرب، ولها مريدون من عدة دول حتى من غير الناطقة بالعربية، ويعود اسمها إلى جبل كركر بجماعة أفسو، وتقول الزاوية إن أول شيوخها هو أحمد العلوي المستغانمي، الذي ينحدر من مدينة مستغانم الجزائرية، حيث يوجد قبره حاليا، وإن ثاني شيوخها هو الشيخ الطاهري الكركري الذي ينحدر من جبل كركر.
وبعد وفاة الطاهر الكركري عام 1976، خلفه الحسن الكركري الذي توفي بدوره عام 2006، ليأتي دور ابن أخيه، محمد فوزي الكركري، شيخ الزاوية حاليا، ويقول شيوخ الزاوية إن نسبهم يعود إلى رسول الإسلام.
وتقول الطريقة إنها “تمتاز بملازمة السنة في الأقوال والأفعال والأحوال، وإنها تمزج بين الفناء والبقاء، فتلميذها فان باق في الوقت نفسه، وأنها طريقة تجمع جميع مدارس التصوف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه، وتصوف العابد، وتصوف المنطقي والحكيم والطبيعي، كل واحد يجد فيها مشربه الذي يلائمه”.
وتنتشر في شمال إفريقيا، خاصة بالمغرب والجزائر، عدد من مثل هذه الزوايا الصوفية التي ينتمي لها عدد كبير من المريدين، وغالبا ما تتركز أنشطتها على الجانب الروحي بالصلاة، لكنها تتجاوز ذلك إلى التعليم والتربية، ولا تعلن هذه الزوايا أنها طوائف إسلامية أو أنها تمثل دينا جديدا، إذ تحرص على تأكيد تشبثها بالدين الإسلامي والمذهب المعتمد في البلاد حيث يوجد مقرها.
ونقلت جريدة الشروق انتقادات من شيخ الطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، حساني حسن، لما اعتبره اختراقا أجنبيا للجزائر عبر المذاهب الصوفية، متسائلا عن أسباب ظهور هذه الطريقة في هذا الوقت بالذات، كما وجه المكلف بالإعلام في جمعية العلماء المسلمين، توهاي ماجوري، الانتقاد ذاته، متحدثا عن أن بلاده أضحت مستهدفة.
ومن أنشطة مثل هذه الزوايا، ما يعرف بـ”الحضرة”، وهو تجمع لعدد من الأشخاص، يرددون ابتهالات دينية بإيقاع واحد، ينغمسون خلالها في جوانبهم الروحية، كما يقوم أفرادها بالسياحة الدينية، إذ يحرصون على زيارة الزاوية الأم، أو ينتقلون من بلد إلى بلد لأجل اللقاء بمريدين آخرين.
جدير بالذكر أن الجزائر شهدت خلال الأشهر الماضية نقاشا واسعا حول الطوائف الدينية، خاصة ما يتعلق بـ”الأحمدية” التي هاجمها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أكثر من مرة، وحوكم عدد من أعضائها وصدرت بحقهم عقوبات حبسية.