«عقب سيجارة» وراء حريق برج الشعلة
«عقب سيجارة» وراء حريق برج الشعلة
كشف القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، أن مصدراً حرارياً بطيئاً، عبارة عن «عقب سيجارة» مشتعل، وراء الحريق الذي شبّ في برج الشعلة، يوم الرابع من أغسطس الجاري، لافتاً إلى أن «خبراء الحرائق بإدارة الهندسة الجنائية استطاعوا، خلال فترة زمنية قياسية، تحديد سبب الحريق».
وقال المري على هامش جلسة حوارية عقدت أمس، بالتعاون بين فريق إدارة الأزمات والكوارث ومسرعات دبي المستقبل، تحت عنوان «أسباب الحرائق واستشراف مستقبل طرق الوقاية منها» إن «فريق الهندسة الجنائية لم يكتفِ بمعاينة موقع الحريق وتحديد مصدره، لكنه أجرى تجارب محاكاة عدة لما حدث، بالتعاون مع إدارات أخرى ذات صلة، وكانت النتيجة واحدة بدقة نسبتها 100%».
من جهتها، قالت مديرة إدارة الأدلة الجنائية التخصصية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، ابتسام العبدولي، إن «شخصاً رمى (عقب سيجارة) في أصيص زرع بشرفة في أحد الطوابق العليا بالبرج»، لافتة إلى أن «الأصيص كان جافاً ومهملاً، ويحوي سماداً سريع الاشتعال، ما هيأ بيئة خصبة للنيران التي انتشرت بعد ذلك في واجهة المبنى».
وتفصيلاً، ذكر اللواء عبدالله خليفة المري، أن «فريق العمل من إدارة الهندسة الجنائية، وعدداً من الإدارات الأخرى بشرطة دبي، عملا على مدار الساعة حتى توصلا إلى سبب الحريق في زمن قياسي، على الرغم من أن النيران طالت عدداً كبيراً من الطوابق».
وأضاف أن «خبراء الحرائق حددوا أولاً النقطة المحتملة لانطلاق النيران، ثم عملوا على التأكد من المصدر بوساطة تقنيات متطورة، وتأكدوا من أن مصدراً حرارياً بطيئاً، عبارة عن (عقب سيجارة)، وراء اشتعال النيران»، لافتاً إلى أن «التوصل إلى السبب خلال أيام معدودة، يمثل إنجازاً حقيقياً لكوادر بشرية متميزة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي».
وأشار إلى أن «فريق العمل لم يكتفِ بمعاينة الموقع والتأكد عملياً من نقطة النيران، لكنه نقل العينات إلى المختبر الجنائي وأعد بيئة مشابهة تماماً لتلك التي زامنت وقوع الحريق، وتم إجراء تجارب عدة، عاين إحداها بنفسه وانتهت جميعاً إلى النتائج ذاتها».
وتابع أن «فريق العمل في معاينة الحريق والتوصل إلى أسبابه، لم يقتصر على خبراء الحرائق بإدارة الهندسة الجنائية، لكنه ضم خبراء من إدارات أخرى، قدموا الدعم واستجوبوا أشخاصاً ذوي صلة بالحادث حتى تأكدت النتائج بنسبة 100%». وأفاد المري بأنه وفق التجربة الأخيرة لحريق برج الشعلة والحرائق الأخرى المماثلة، تقرر عقد هذه الجلسة الحوارية الأولى من نوعها التي تجمع بين الدوائر الأمنية في إمارة دبي وشركات متخصصة في القطاع الخاص، بهدف التوصل إلى منهجية عمل تكاملية موحدة وأكثر عمقاً تستشرف طرق الوقاية من الحرائق ومكافحتها في الإمارة بين القطاعين الحكومي والخاص، واستخلاص مجموعة من المخرجات والمبادرات المشتركة، لنقدم للعالم النموذج الأمثل في إدارة الأزمات والكوارث، ونحقق هدفنا في جعل دبي الإمارة الأكثر أمنا وسعادة وسلامة بخدمات ذكية مبتكرة، منها استشراف مستقبل حرائق المباني الحديثة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وكشف أن «فريق إدارة الأزمات والكوارث لا يهتم فقط بالجوانب الإيجابية في التعامل مع الحوادث الكبرى، مثل حريق برج الشعلة، لكن يقف كذلك عند السلبيات، بهدف الحد منها وعدم تكرارها مستقبلاً، ومنها في الحادث الأخير غياب المسؤول الأمني عن البرج أثناء التعامل مع الحادث، ما دفع فريق العمل إلى التواصل مباشرة مع المطور العقاري للبرج»، معتبراً أن هذه ثغرة يجب تفاديها، لأن هذا المسؤول يجب أن تتوافر لديه كل المعلومات عن سكان المبنى، وخبرة كاملة بعمليات الإخلاء ينقلها لفريقه في المبنى، مشيراً إلى أن شرطة دبي ظلت، لمدة سبعة أيام متواصلة بعد الحريق، تتولى حراسة المبنى وتأمين ممتلكات سكانه واستقبالهم مجدداً.
هنا الامارات