القصة الكاملة.. والدة المولود المخطوف: وثقت بـ”الممرضة المزيفة” فحرمتني النوم
“20 ساعة” عاشتها برعب وخوف شديدين، فلم تذق طعم النوم ولا الراحة ولا حتى الأكل، ولم تعتقد إطلاقًا أن لحظة ثقتها في “امرأة” أوهمتها بأنها ممرضة تقدم خدمة طبية وإنسانية لطفلها قد تكلفها ضياع “فلذة كبدها” وحزنًا وندمًا سيصيبها ويصاحبها طوال عمرها.
والدة المولود “سلمان” الذي تم اختطافه أمس وهو في يومه الثاني من مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للخدمات الصحية بمحافظة الخرج؛ تروي لـ”سبق” التفاصيل الكاملة لهذه الفاجعة التي حظيت باهتمام كبير من المسؤولين كافة، وتفاعل معها كل أبناء المملكة.
بكلمات حزن تخالطها دموع الفرح في عودة مولودها قالت: إن لحظة ثقتها بامرأة كادت أن تفقدها صغيرها؛ حيث إن امرأة ترتدي زي التمريض “الكامل”، سمراء البشرة، دخلت غرفة التنويم وطلبت مني الخروج والذهاب لدورة المياه من أجل عينة لإجراء تحليل مخبري خاص بي، فرفضت ذلك كوني اليوم فعلت ذلك، عقبها طلبت مني أخذ مولودي خارج الغرفة لأجل “سحب عينة دم” لإجراء تحاليل مخبرية له.
وأضافت: كون مولودي في حالة بكاء وقتها طلبتُ منها سحب عينة الدم والطفل بين يدي، فرفضتْ ذلك، معللة بأن الدكتورة هي من ستقوم بسحب عينة الدم من الطفل، فطلبتُ منها الانتظار حتى يأتوا إخوته الصغار لرؤيته، لكن إلحاحها الشديد على أخذ الطفل مني سريعاً وأن هذا من أجل صحة الطفل، جعلني أثق بها فأعطيتها طفلي وذهبتْ به خارجًا.
وأردفت: بعد أن طال انتظاري لعودة مولودي “وقلبي بدأ بالخفقان سريعًا” قمت بمناداة الطاقم الطبي بأعلى صوت أكثر من مرة لكن لا مجيب، فطلبتُ من إحدى المرافقات لمريضة بجوار سريري مساعدتي والذهاب لمناداة الممرضات وسؤالهن عن مولودي الذي أخذته إحداهن لإجراء تحليل الدم، لكن المفاجأة التي عادت بها المرافقة بأنهم لا يعلمون شيئًا عما نقول نحن.
وتقول: على الفور اتصلت بزوجي وإبلاغه فحضر مسرعًا وتم إبلاغ إدارة المستشفى وحراس الأمن، وبعد البحث في أرجاء المستشفى دون العثور عليه، تم إبلاغ الجهات الأمنية، التي حضرت وعملت تحقيقاتها وأعادت إليّ مولودي “فلذة كبدي” إلى أحضاني.
وعن خبر العثور على المولود بصحة وعافية ذكرت: أن إحدى العاملات بالمستشفى حضرت لتُبشرني بالعثور عليه، فلم أصدقها ولم أستطع الوقوف على قدمَيَّ من شدة فرحتي ولهفتي، التي لا يمكن أن أصفها “فأنا أشعر حاليًا بأن الدنيا لم تعد تسعني” من شدة فرحتي.
وأكد والد المولود “محمد الكعبي” أن أصعب اللحظات التي عاشها خلال الساعات الأولى من الفاجعة هي “بأن أحافظ على قواي وتماسكي”؛ كون جميع من حولي من أبنائي وزوجتي في حالة انهيار تام وبكاء، ولثقتي بالله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً تحاملت على نفسي وصبرت.
وقال “الكعبي”: يجب أن أقدم شكري وتقديري الجزيل لرجال الأمن البواسل الذين كانوا معنا لحظة بلحظة؛ فوالله لم أجد منهم أيَّ تكاسل أو تخاذل إطلاقًا، فمنهم من كان يساندنا معنويًّا، ومنهم من كان منهمكًا في البحث والتحقيق ولم يذوقوا طعم النوم حتى أعادوا لنا ابننا الغالي.
وأضاف “الكعبي”: بهذا المناسبة ونظير جهد “جنود سلمان” رجال الأمن الأكفاء في محافظة الخرج ومنطقة الرياض؛ فقد أسميت مولودي “سلمان” نسبة لاسم خادم الحرمين الشريفين -أطال الله عمره-؛ فهذه الجهود المميزة الكبيرة التي وقفت عليها شخصيًّا وساهمتْ بعودة ابني سالمًا معافًى وبوقت قياسي، لم تأتِ من فراغ؛ بل هي أتت بدعم من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي لم يدخر جهدًا في دعم وتوجيه وتشجيع رجال الأمن كافة.
واختتم “الكعبي” حديثه بالشكر والتقدير لكل من ساهم بالبحث أو بالسؤال أو بالتفاعل معنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي؛ سواء بالدعاء أم بالتشجيع والدعم المعنوي، وأقول لهم: “شكراً من القلب، وأسال الله أن لا يريكم مكروهاً”.
يذكر أن مولوداً يبلغ من العمر يومين قد تم اختطافه قبيل مغرب أمس الخميس من مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان بمحافظة الخرج، بعد أن دخلت امرأة على والدته وادعت أنها تعمل بالمستشفى وتريد أن تعمل للمولود فحوصات طبية؛ الأمر الذي استنفرت الجهات الأمنية من أجله وبدأت في تحقيقاتها بشكل مكثف وموسع حتى تكللت تلك الجهود بحمد الله وفضله من العثور على المولود بصحة وعافية، بعد أقل من 24 ساعة من اختطافه.