روهينغا..!/ عبدالله الشويخ
الحقيقة أنني لا أفهم! حين كانت الدول العظمى تضرب الدول المسكينة بستمائة (…)، كانت أدبيات الحكمة تقول لنا إنها دول عظمى، وفي قتالها مفسدة، ولهذا فعلى الحكماء إفهام الدهماء بأن المترتب على رفع الرأس أكثر من المترتب عن تنحيته، وقليل من الصبر لا يضر، ولا تنسوا أنها «إذا غضبت تغير عندنا الطقسُ.. وشاع السحل والدعس»!
إذاً، لماذا يخاف العالم كله أن يقول «كخ» للدولة التي تضطهد المسلمين في بورما؟! فالصور التي ترد من الناشطين من هناك أبشع من أن توصف، رأينا في قباحات حروبنا تحديداً كل شيء: تعذيب وتنكيل واعتداء وحتى إعدامات «داعش» بتقنيات الـ«إتش دي»، لكننا لم نر إطلاقاً في كل تلك المآسي من يجرؤ على شنق أطفال دون الخامسة، لمجرد انتماءات آبائهم العرقية أو الدينية، فما يحدث في بورما هو عار على الجميع.
«أغوغلُ» لمعرفة السبب، فتقول لي الإحصاءات إن جيشها ليس حتى ضمن الجيوش الأربعين الأكثر قوة في العالم! إن اقتصادها مهلهل، وعلاقاتها بالجميع سيئة؛ فلمَ لا يحرك أحدٌ ساكناً منذ أكثر من 50 عاماً؟
سأفهم أن تاجراً أو اثنين يخشون على إمدادات العود البورمي، ولا يهمهم إذا عرفوا أن قطع العود تلك كانت مدفونة مع أشلاء طفل أو طفلة، لكن ماذا عن بقية العالم المنافق؟!
أين اختفى كتّابنا ومثقفونا الذين يملؤون الأرض ضجيجاً حين يتم الاعتداء على أوروبي أشقر جميل أزرق العينين؟ أين الذين كرّسوا حياتهم لانتقاد إجرام «داعش» ووحشيته في القتل؟ أين ذلك «المستثقف» الذي يتابع القنوات الدينية على مدار الساعة، بانتظار زلة لسان أو خطأ لغوي لمن يعتلي المنبر؟
يبدو أن الإنسانية لدينا بدورها نوع من «البريستيج»، يجب علينا انتقاء ما يناسب أذواق الناس فيها.. لون عيني الضحية، ومركزها الاجتماعي مهم جداً.
هل تريد أن تقارن الفتى الأوروبي جميل الشكل والرائحة حين يتم الاعتداء على أمنه بمجموعة همجية أخرى؟ لن أستبعد أن يخرج المثقف سيئ السمعة وهو يرتدي لباس الدين، ويقول لنا: يا أخي ربك يقول: «ولقد فضلنا بعضكم على بعض»!
طابور خامس، ليس همهم إلا النيل من وحدة المجتمع، لذا فهم يركزون على ما يجعلنا نشعر بأننا مذنبون، ويرغبون في أن نبقى في جلد الذات، أما حين نكون نحن الضحية فإنهم «أذن من طين وأذن من عجين».
ارتقوا يا شهداء الروهينغا.. فمثل هذه الأرض الملأى بالمنافقين لا تليق بكم!
Twitter:@shwaikh_UAE
#عبدالله_الشويخ