العالم تريند

كازاخستان: “العنف السياسي” و”المظالم الاقتصادية” وراء الانتفاضة

اندلعت احتجاجات حاشدة في مانغيستو، وهي منطقة في غرب كازاخستان على حدود بحر قزوين، ومنطقة حيوية لإنتاج النفط في البلاد، وكان سبب الاحتجاجات، التي اندلعت الأحد الماضي، إلغاء دعم الوقود خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى مضاعفة سعر غاز البترول المسال، وهو الوقود المستخدم في غالبية المركبات في كازاخستان، وفقا لمقدمة توضيحية للكاتبة كارولين كيسان في مقال نشره موقع” ذا هيل” القريب من الكونغرس الأمريكي.

المواطن الكازاخستاني كان يشاهد على مدى سنوات طويلة طبقة النخبة، وهي تقوم بمصادرة ثروات البلاد

وقالت كيسان، المديرة الأكاديمية لمركز الشؤون العالمية في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك، إن الفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية شعرت على الفور بألم مالي بعد أرتفاع أسعار الطاقة، وتحولت إلى لغم أرضي سياسي، وأوضحت أن المظالم التي تحرك الاضطرابات تشمل، ايضاً، الفساد المستشري الذي اُبتليت به البلاد منذ حصولها على الاستقلال في عام 1991، وسنوات طويلة من تجاهل سيادة القانون، مشيرة إلى أن عدد ضحايا الاحتجاجات قد يكون أكبر مما تم الإعلان عنه حتى الآن من قبل السلطات المحلية.
ولاحظت كيسان أن رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، قد تأخر أكثر من يومين لإلغاء أسعار الوقود، ولكن الاحتجاجات كانت منتشرة في تلك المرحلة، مشيرة إلى استقالة الحكومة وطلب رئيس البلاد، الذي لا يثق في قدرة الجيش والشرطة على تحقيق الاستقرار، من روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لقمع الاحتجاجات.
وتوضح الاحتجاجات وما نتج عنها من تداعيات سياسية زيادة التعرض لمظاهر الظلم والقمع، وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، وارتفاع معدلات البطالة، كما كشفت عن نتيجة السنوات الطويلة من الحرمان  والقمع ، ناهيك عن تأثير تداعيات انتشار كوفيد- 19 في البلاد، وبحسب ما ورد، ما نراه اليوم لا ينبغي أن يكون مفاجأة.

كيسان: الانتفاضة جاءت نتيجة لسنوات لطويلة من الحرمان والقمع

وأوضحت كيسان، التي عاشت في كازاخستان في تسعينيات القرن الماضي،  أن البلد غني بالنفط والغاز والمعادن والموارد، ويوفر 40 في المئة من اليورانيوم في العالم، الذي يدعم الطاقة النووية على مستوى العالم، ومع ذلك، فإن ما يراه المواطن الكازاخستاني العادي لا يتجاوز الفتات ورؤية طبقة النخبة، وهي تقوم بمصادرة ثروات البلاد.
وقد كانت كازاخستان العمود الفقري للاستقرار في المنطقة والأكثر تقدماً اقتصادياً، ولكنها كانت الأكثر استبداداً، حيث لم تسمح الحكومة بأي معارضة سياسية حقيقية وقيّدت بشدة الحق في حرية التعبير والتجمع، وما نراه اليوم، كما تضيف الكاتبة، كان قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار، كما أن البلدان المجاورة مثل قيرغيزستان وأوزبكستان وتركمنستان وطاجيكستان معرضة بشكل متزايد للانهيار.
وهناك مخاوف من عدم قدرة الدولة على الاستمرار في إنتاجها من النفط، وما يحدث في البلاد مهم للغاية، ليس فقط للاستقرار الإقليمي في آسيا الوسطى ولكن ايضاً لأوروبا والولايات المتحدة من الناحية الجيوستراتيجية، حيث يشكل عدم الاستقرار هناك تهديدات كبيرة ومخاطر عالية، لاسيما بالنظر إلى قرب المنطقة من روسيا والصين، فضلاً عن أفغانستان المضطربة بالفعل.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى