السعودية

كشف أسرار خطيرة عن حادث احتلال الحرم المكي عام 1979

كشف محمد بن زويد النفيعي اللواء ركن مظلي المتقاعد الذي أدار عملية تطهير الحرم المكي أثناء ما يعرف بـ “حادثة جيمان” عام 1979، الكثير من الأسرار والتفاصيل من قلب ذلك الحدث الجلل.

وذكر النفيعي الذي كان يقود قوة أمن خاصة تابعة لوزارة الداخلية أنه وضع “الخطة الأولية لتطهير الحرم المكي، والتي ركزت في أهدافها على المحافظة على المسجد الحرام وأرواح المسلمين، والمحافظة على سلامة القوات المنفذة للعمليات، وإلقاء القبض على المجموعة المسلحة أحياء”.

وكان أكثر من 200 مسلح دخلوا في 20 نوفمبر 1979 إلى الحرم المكي وسيطروا عليه بدعوى “ظهور المهدي المنتظر”.

وحدث ذلك في عهد الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، وقاد تلك العملية التي هزت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، جهيمان العتيبي وصهره محمد بن عبد الله.

وروى المسؤول العسكري السعودي السابق أنه قابل جهيمان بعد القبض عليه في فندق مقابل الحرم المكي من الجهة الغربية، أثناء مرافقته الأمير سعود الفيصل.

ونقل النفيعي حوارا مثيرا جرى بين سعود الفيصل وجهيمان، إذ سأله الأمير عن سبب ارتكابه لتلك الجريمة، فأجاب قائلا: “قضاء وقدر”، في حين أكد سعود الفيصل أن ما جرى ليس قضاء وقدرا، وإنما من الشيطان، الأمر الذي رد عليه جهيمان بقوله: “يمكن من الشيطان”.

وفي ذلك الحوار، سأل الأمير سعود الفيصل جهيمان عما يريد لحظتها، فطلب ماء، فخرج سعود الفيصل وقال للواء النفيعي: “أعطه ماء”.

وقص الضابط السعودي المتقاعد أنه تم استدعاؤه عند وقوع حادثة الاعتداء المسلح على الحرم المكي، وسافر إلى مكة المكرمة “حيث أخبرونا بأن الأميرين الراحلين سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز رحمهما الله، في فندق يقع في منطقة أجياد، وذهبت إليهما وسلمت عليهما، ووجدت معهما الأمير بندر بن سلطان ومدير الأمن العام آنذاك الفريق فايز العوفي، وقائد قوة الأمن الخاصة اللواء محمد بن هلال”.

وكشف النفيعي أن الأمير سلطان بن عبد العزيز طلب “إنهاء الموقف”، وأنه أخبره بالحاجة إلى “استطلاع ومعرفة تسليح المعتدين وعددهم لكي توضع الخطة، فقال: (خلصونا)، فيما كان الأمير بندر بن سلطان يؤكد صحة كلامي، إلا أن الأمير سلطان عاد للتأكيد: (صحيح لكن خلصونا)، ففهمت الرسالة”.

وعدّد النفيعي الجهات العسكرية التي شاركت في تطهير الحرم المكي، مشيرا إلى أنها شملت “وحدات من الجيش والحرس الوطني وقوة الأمن الخاصة والمباحث والاستخبارات”.

ونفى النفيعي بشكل قطعي أي مشاركة أجنبية في عملية الاقتحام والتطهير، مشيرا إلى أن “هناك من يردد أن جنودا فرنسيين شاركوا في عملية التطهير… يكذب من يقول إن هناك وجودا للجنود الفرنسيين أثناء تطهير الحرم المكي من المعتدين”.

وسُئل النفيعي عمن أبلغ القيادة بنبأ تطهير الحرم المكي، فرد قائلا: “كنا في اجتماع مع الأمير سلطان، وطلب من الأمير سعود الفيصل رحمه الله والرائد محمد الذهاب إلى الملك خالد بن عبد العزيز وولي العهد الأمير فهد رحمهما الله لإبلاغهما بتطهير الخلاوي وإنجاز المهمة، إلا أن الأمير سعود طلب بقائي في عملي، وأبلغت وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله بما حدث، ووجهني بالذهاب إلى مركز القيادة للقاء المقدم مسعود الزنيفير، الذي أكدت عليه أن العملية الأخيرة يقوم بها الجيش فقط لأنها من واجباته، ولكنها نفذت من جميع الوحدات من جيش وقوة الأمن الخاصة والحرس الوطني، ومشاركة الاستخبارات والمباحث كمصادر للمعلومات، وانتهت مهمة تطهير الخلاوي في ساعات قليلة”.

المصدر
عكاظ
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى