صحة وجمال

لماذا يُقبل الرجال على جراحات التجميل رغم التحذير من مخاطرها؟

النساء أكثر اهتماما بإجراء عمليات التجميل من الرجال، لكن هناك إقبالا متزايدا من الرجال على مثل تلك العمليات رغم التحذير منها.

وبحسب استبيان أجراه موقع إلكتروني أردني يحمل اسم “تجميلي دوت كوم” على مستوى الدول العربية، فإن أكثر البلدان العربية إقبالا على عمليات التجميل بشكل عام خلال العام الماضي، كانت السعودية، تلتها مصر، والإمارات، والمغرب، والأردن بالترتيب.

وكانت عمليات التجميل الأكثر طلبا هي زراعة الشعر، ثم تجميل الأنف، وشفط الدهون، وتكميم المعدة، وزراعة الأسنان، وشد البطن وزراعة اللحية، على الترتيب.

وفي بريطانيا، حذرت مجموعة “سيف فيس” المعنية بالعلاجات التجميلية، من مخاطر اتجاه الرجال إلى جراحات التجميل.

وقالت المجموعة التي تضم متخصصين في العلاجات التجميلية بدون جراحة، كحَقن الحشو، والبوتوكس: “الرجال يشعرون بالحاجة إلى إجراء عمليات تجميل للحصول على منظر حسن، تماما كما يفعل النساء”.

ويأتي التحذير بعد أن كشفت دراسة مسحية أجرتها بي بي سي، عن أن نحو 50 في المئة من الرجال بين 18 و30 عاما في بريطانيا “قد يفكرون” في الخضوع لجراحة تجميل.

وتنظر الحكومة البريطانية تدشين حملة في انجلترا للتصدي لجراحات التجميل الفاشلة.

وتوصل البحث إلى أن أكثر عمليات التجميل شيوعا بين الرجال تتعلق بعضلات البطن وحقن البوتوكس.

وتقول مجموعة “سيف فيس” إن الرجال الذين يزورون موقعها في الوقت الراهن باتوا أكثر عددا من النساء، وأن عدد شكاوى الرجال من شكل أجسامهم قد ارتفع بشكل ملحوظ.

وقالت أشتون كولينز، من أعضاء المجموعة: “ثمة إقبال واضح من الرجال على عمليات التجميل، وبالتالي ثمة رجال يعانون مضاعفات حال فشل تلك العمليات”.

وقالت كولينز إن الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المسلسلات والبرامج التليفزيونية مسؤولة جزئيا عن توّلد الشعور لدى بعض الرجال بالحاجة إلى تغيير شكل أجسامهم.

ويبدو أن الصدر المثالي هو ما يتوق الكثير من الرجال تحت سن الثلاثين إلى الحصول عليه.

وبحسب دراسة بي بي سي، فإن نحو ألفي رجل وامرأة، عندما سُئلوا عن أي جزء من أجسامهم يريدون تغيير شكله، كان اختيار معظم الرجال متعلق بمنطقتي البطن والصدر.

ويقول ديرين كارتل، وهو مدرب شخصي على الإنترنت، إنه لم يندهش من أن منطقتا البطن والصدر هما ما يريد الرجال تغيير شكلهما.

يقول كارتل: “حتى أنا، عندما بدأت عملي كمدرب، أردت الحصول على بطن ذات عضلات. وعندما كنت أصغر سنا، كنت أريد الحصول على بطن ذات عضلات. كل شاب يبغي الحصول على بطن ذات عضلات”.

لكنه استدرك قائلا إن امتلاك بطن مرسوم العضلات لا يعني بالضرورة أن هذا هو الجسم الصحي؛ فالحصول على الجسم المثالي يتطلب ممارسة تمارين رياضية وتناول حمية متوازنة.

وقال كارتل: “حتى التفكير في الخضوع لجراحة من أجل الحصول على بطن ذات عضلات هو أمر صادم؛ هذا لن يحل المشكلة، بل سيزيد من تعقيدها”.

وأضاف: “أنصح بعدم الخضوع لجراحة تجميلية للحصول على قوام مثالي. إذا ما واظب المرء على أداء التمارين الرياضية بشكل جيد، وإذا ما أكل بشكل جيد، وإذا ما غيّر أسلوب حياته بدلا من محاولة الحصول على حل سريع، فإن ذلك سيكون أكثر نفعا”.

ولا يخشى كارتل من تحدّي المشاهير ونجوم الإنترنت من غير الصادقين في كيفية وصولهم إلى القوام المثالي.

يقول كارتل: “كل هؤلاء المشاهير يبدون من ذوي القوام المثالي، لكن إذا لم تكونوا تمتلكون مثل هذا القوام منذ الصغر، فإنه يبدو أن ثمة مشكلة. وإذا ما كان المشاهير يروّجون عمدا لفكرة أن امتلاك بطن ذات عضلات هو أمر صحي، فإن الأمر ليس كذلك”.

وتحذر أشتون كولينز من مجموعة “سيف فيس” من وقوع بعض الرجال ضحايا لعمليات تجميل سيئة بسبب خجلهم من الإفصاح عما يريدون الحصول عليه.

وتقول كولينز: “بالنسبة للرجال، لا يزال هناك حاجز يحول دون الحديث بصراحة عن الأمر مع الأصدقاء كما هي الحال بالنسبة للنساء، مما يمكن أن يتركهم يسقطون ضحايا لممارسات سيئة من الأيدي غير المناسبة”.

ونوهت كولينز عن أن “كثيرا من الرجال يبحثون على وسائل التواصل الاجتماعي عن أرخص الأسعار مما يؤدي إلى مشاكل لاحقة”.

المصدر
بي بي سي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى